من يدفع بعقارب الساعة، عقارب النار، الى الساعة الكبرى، ساعة الانفجار؟
حتى الروس متوجسون، خائفون، من السيناريوات التي تتم صياغتها وراء الضوء لاحداث تغييرات دراماتيكية في المشهد الاقليمي. مثلنا يتحدثون عن فيلم فرنسيس فورد كوبولا الشهير «الأبوكاليبس الآن»، أي «الرؤيا الآن». أي أيام تنتظرنا؟
الا اذا كنا نتعامل بسذاجة، وكما يوحي عبد الفتاح السيسي، بشخصيته الملتبسة، مع صفقة الغاز، بكل ألغازها، بين بلاده واسرائيل على أنها صفقة اقتصادية بريئة، لا خلفيات ولا تداعيات استراتيجية لها.
انهم ماضون في تدجين مصر، بكل ارثها الحضاري، وبكل حساسيتها الجيوستراتيجية، وبكل ثقلها الديموغرافي، لتكون مجرد «شاهد ما شافش حاجة»، اثر التهديد بدفع الجنيه المصري الى الهاوية.
اذا ما تجاوزنا الهلهلة الداخلية في العراق، وحيث حيدر العبادي يطفو فوق فقاعات الصابون (الفرنسيون يستخدمون مصطلح… أوبرا الصابون)، فان الحصار سيأخذ منحى خطيراً في اتجاه سوريا و«حزب الله»، بعدما تردد أن رسائل وصلت الى طهران بأن أي «مبادرة صاروخية» منها سيكون الرد عليها بالقنبلة النووية.
القليل فقط تسرّب من الكلام الذي قيل لمحمود عباس. النائب العربي في الكنيست أيمن عودة لم يكشف سوى النزر اليسير حول التعاون بين السعودية واسرائيل. التعاون بلغ حدوداً تفوق التصور. اللقاءات المكثفة التي عقدت تمحورت حول كل التفاصيل بعدما بات مؤكداً أن جنرالات اسرائيليين سابقين من المؤسسة العسكرية أو من أجهزة الاستخبارات، تحولوا الى مستشارين في أكثر من بلد عربي. لمن لا يدري أي دور رهيب سيناط بالاردن في المرحلة المقبلة.
اذا أطاح القضاء ببنيامين نتنياهو من أجل قضايا فساد يرتكب أكبر منها يومياً بألف مرة في الدول العربية دون أي مساءلة أو محاسبة، لا يستبعد أن يحل محله أفيغدور ليبرمان، بكل مخزونه التوراتي، بل والتلمودي، الذي يقضي بترحيل العرب من اسرائيل الى لبنان وسوريا.
قادة عرب مصابون بالعمى الأخلاقي والتاريخي، وحتى بالعمى الايديولوجي والاستراتيجي. لا نشك لحظة في أن هناك في ايران من له طموحاته الجيوبوليتيكية. ولكن اذ يلاحقها الحصار من كل حدب وصوب، لا تسمح لها امكاناتها الاقتصادية بدور بعيد المدى ويعيد «سؤدد» قوروش أو كسرى أنو شروان الى المنطقة.
المؤسسة اليهودية هي من يهدد وجودنا. امكانات اسطورية، ذهنية أخطبوطية، وتواجد ليس فقط في كل المؤسسات الغربية بل في كل الأدمغة الغربية. هذا ما تختزله اسرائيل، بحمولتها التوراتية التي تتمحور حول اجتثات الآخر وتفكيك الدول العربية كافة، تماماً مثلما حدث ويحدث في سوريا ومثلما حدث ويحدث في العراق.
من هي الجهة التي تحول دون التسوية في الغوطة الشرقية، وعلى أساس أن معركة دمشق آتية لا محالة؟ هكذا يشيعون. لا بد من موطئ قدم بانتظار ذلك الشيء الخطير الذي لا يزال غامضاً حتى اللحظة.
هل صحيح أنهم طلبوا من محمود عباس اعطاء الأوامر الى فلسطينيي المخيمات في لبنان، مع الوعود المفتوحة بالمال والسلاح، بالاستعداد لتفجير الأوضاع في محاور حساسة من أجل اغراق «حزب الله» في المستنقع الداخلي؟
كل ذلك يتم بالتواطؤ مع قوى لبنانية، وبالاتجاه الى استخدام الآف اللاجئين السوريين لاستدراج الحزب الى الذوبان في أزقة المدن.
أي دور للراقص التركي؟ نراجع فقط أرقام التبادل التجار، وكيف ترتفع، بين تركيا واسرائيل، دون أن يستطيع رجب طيب أردوغان أن يلعب خارج رقعة الشطرنج.
في هذه الحال، أين الروس الذين يواجهون توترات اقتصادية معقدة؟ لهم مصالحهم دون شك، ولم يبتعدوا يوماً عن ثقافة الصفقات، ومن سايكس ـ بيكو الى يالطا، مرورا بطهران وبوتسدام…
الطريف أن يقال «في الساعة الكبرى يحركون كيم جونغ ـ اون فيضطرب المايسترو الأميركي وينكفئ». اللعب عند أبواب جهنم لا يمضي في اتجاه واحد…
نبيه البرجي
from تحقيقات – ملفات – wakalanews.com http://ift.tt/2BNrROn
via IFTTT
0 comments: