استناداً إلى مصادر مطّلعة فقد طرح وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون على مسامع الرؤساء الثلاثة إعادة إحياء المقترح الأميركي السابق، والمعروف بـ “خط هوف” نسبةً إلى الوسيط الأميركي فريدريك هوف الذي عمل على معالجة النزاع النفطي قبل حوالي أربعة أعوام، والذي يعطي لبنان 60 % واسرائيل 40 % ، ولم يذكر تيلرسون هوف بالإسم، مكتفياً بالقول إنّ بلاده تريد تحقيق معالجة للخط الأزرق والخط الأبيض أيّ الحدود البرية والبحرية، وأنّ هناك مقترحاً أميركياً سابقاً يعطي مكاسب للبنان قد لا تكون مضمونة في حالات أخرى ومن الممكن تطويره، مرفقاً عرضه بانفتاح على الإقتراحات التي يمكن أنّ تتقدم .
المصادر لفتت إلى أنّ رفض لبنان المطلق للعرض الأميركي عند طرحه في السابق واليوم أيضاً ينطلق من محاولات تشريع القرصنة الإسرائيلية، كون لبنان يملك كامل البلوك التاسع وغير مستعد للتفريط بنقطة واحدة من مياهه الإقليمية، وكذلك متمسّك بحقّه في حدوده البرّية.
وأوضحت المصادر أنّ هوف نفسه اقترح أنّ تبقى الـ 40% من المنطقة المتنازع عليها أي 310 كيلومتر مربع من أصل 860 كلم مربع، كما هي من دون أن يستثمر فيها لبنان أو اسرائيل. رَفْضُ لبنان لخط هوف دفع الأميركيين لبلورة طرح جديد، ومن هنا بقي في لبنان مساعد وزير الخارجية الاميركية السفير ديفيد ساترفيلد بتكليف من تيلرسون، وجال على القيادات اللبنانية بطرح جديد، فسمع من لبنان خيارات عدّة منها اللجوء إلى التحكيم الدولي، بحيث يقدّم لبنان ما يملك من خرائط ومستندات إلى الجهات الأممية والدولية، أو ترسيم الحدود من خلال اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 .
لماذا تطمع اسرائيل بالبلوك التاسع تحديداً؟
الخبير في الصناعة النفطية مستشار لجنة الطاقة النيابية للشؤون النفطية ربيع ياغي يوضح لـ “لبنان 24” أنّ اسرائيل سبقت لبنان في عمليات الإستكشاف شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووجدت حقولاً قريبة من الحدود اللبنانية،من هذه الحقول حقل “كاريش” الذي يبعد حوالي 4.5 كلم عن حدودنا الخالصة الإقتصادية من ناحية البلوك التاسع، وبالتالي تحاول اسرائيل اليوم بتهويلها أن تضغط على كونسورتيوم الشركات التي وقّعت مع لبنان عقوداً للحفر والتنقيب في البلوكين الرابع والتاسع، كي تحجم هذه الشركات عن القيام بعمليات الحفر في البلوك التاسع القريب من حقل كاريش، بما يتيح لإسرائيل لاحقاً أن تتمدّد بنشاطاتها البترولية من خلال عمليات التنقيب،وتقوم بعمليات سرقة لحقول الغاز المحاذية والموجودة بالآبار المشتركة .
ياغي أوضح أنّ اسرائيل التي فشلت في جذب الشركات النفطية العالمية الفرنسية”Total” الروسية”Novatek” والإيطالية“Eni” ، توجّه بتهديداتها رسائل إلى هذه الشركات التي رفضت الإستثمار في الإراضي الفلسطينية المحتلة، متوقعاً أن تواصل اسرائيل سياساتها التهويلية كلما سار لبنان نحو استثمار حقوله النفطية، ولكنّه بالمقابل يستبعد أن تقوم اسرائيل بأي مغامرة عسكرية لأنّها لن تكون في صالحها، كونها تمتلك منشآت لإستخراج النفط والغاز تقدّر بمليارات الدولارات، وهذه المنصات الإسرائيلية ستكون بمرمى صواريخ حزب الله والجيش اللبناني،في حين أنّ لبنان لا يملك بعد أيّ منشأت نفطية .
انطلاقاً من هنا وقّت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطابه النفطي بالتزامن مع المسعى الأميركي، واضعاً الإمكانات العسكرية للحزب بتصرف مجلس الدفاع الأعلى،في حال قرر لبنان تعطيل منصات النفط الإسرائيلية في أيّ نزاع عسكري قد ينشأ على خلفية إدعاءات اسرائيل، وبصرف النظر عن الإنقسام اللبناني حيال كلام نصر الله وقرار الحرب والسلم، تتخطى رسالة نصر الله الداخل اللبناني لتصل إلى كلّ من واشنطن وتل أبيب، ومفادها “أنّ اسرائيل ليست بموقع قوة في المجال النفطي ومنشأتها بمرمى صواريخنا”. علما أن الإعلام الحربي لحزب الله وغداة تهديد ليبرمان نشر فيديو بعنوان “أيها الصهاينة ستُمسّ منشآتُكم”، عارضاً مشاهد لمنشآت نفطية تديرها اسرائيل في مياه البحر المتوسط، وأرفقها بمشاهد لصواريخ أرض جو يمتلكها الحزب، واستحضر الفيديو تصريحاً للسيد حسن نصر الله عائدا للعام 2011، حذّر فيه اسرائيل من مسّ منشآتنا النفطية المستقبلية.
هذه الصورة في لبنان ينقلها الوسيط الأميركي إلى سلطات الإحتلال الإسرائيلية، ليبقى السؤال هل يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تلعب دور الوسيط وهي المنحازة لإسرائيل؟ وكيف سيؤثّر التهويل الإسرائيلي على عمل الشركات في البلوك التاسع؟
from أخبار رئيسية – wakalanews.com http://ift.tt/2EQy4uQ
via IFTTT
0 comments: