Sunday, February 25, 2018

روسيا وإيران قد تتخليان عن الأسد.. لهذه الأسباب

شكّك كاتب إسرائيلي في استمرار التمسّك الروسي الإيراني بالرئيس السوري بشار الأسد إلى “الأبد”، متوقعاً أن تنسحب روسيا من المشهد العام في سوريا، خشية أن تغرق في “الوحل الشرق أوسطي” مثلما هرب الإتحاد السوفيتي من مصر وأفغانستان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

وقال الكاتب الإسرائيلي سيفر بلوتسكر في مقال له نشر بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنّ “الأسد يعتقد بأنّ انتصاره على المعارضة في محاور عدّة واستراتيجية ومجازره في الغوطة، بدعم روسي إيراني، سيؤمن بقاءه، لكن روسيا مستعدة أكثر من أيّ وقت مضى للتخلّي عنه، رغم مناوراتها الداعمة للنظام السوري في مجلس الأمن”.

وفيما يتعلق بإيران قال بلوستر، إنّ “طهران تخشى من انفجار وعاء الضغط لمواطنيها المستائين والمحبطين من الإقتصاد المتعثر والفساد المستشري في البلاد”، معتبر أنّ “الأوضاع المتردّية هناك ستدفع النظام الإيراني إلى الخروج من سوريا والتخلي عن نظام الأسد”.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي أنّ “التحليلات العديدة في وسائل الإعلام المختلفة، والتي تدعم فكرة بقاء الأسد، لا تستند على أرضية صلبة، والتي تقول إنّ روسيا ستضمن بقاء نظام الأسد إلى الأبد، وهي تعزّز وجودها هناك، وأنّ إيران ترسل بمقاتلي الحرس الثوري إلى سوريا كي تقيم فيها قواعد شبه عسكرية، ومنها ينتشر نفوذها إلى المنطقة وفي لبنان على وجه التحديد”.

ويدعم بلوستر رؤيته حول استعداد الحلفاء للتخلي عن الأسد على ضوء “الثمن الدموي الرهيب الذي دفعه ويدفعه الشعب السوري كضريبة لتمسك الأسد في الحكم بلا هوادة”.

وأضاف إنّه وبحسب المعطيات “المتحفظة” للأمم المتحدة، فقد قتل نحو 490 الف من السكان، خلال “قمع الثورة السورية”، مشيراً إلى أنّ هذا العدد أكثر بعشرات الأضعاف من ضحايا حرب البلقان في التسعينيات. وقال إنّ ملايين هربوا من سوريا إلى البلدان المجاورة وإلى قارات أخرى، وملايين آخرين تنقلوا كلاجئين في داخلها، إضافةً ثلاثة ملايين لا يزالون يعيشون في مناطق محاصرة، منقطعين عن المساعدة”. وتابع: “لا توجد عائلة في سوريا لم تعانِ من القتل والدمار والمنفى بأمر الأسد، وحتى قبل وقت قصير يتواصل استخدام السلاح الكيميائي على أنواعه”، حسب قوله.

ولفت الكاتب إلى المجازر التي يرتكبها النظام في الغوطة التي تمثل آخر معاقل المعارضة في دمشق وسقوط المئات من القتلى والجرحى، قائلاً إنّ “العالم لم يتدخل بالقوة ولم يمنع المذبحة، ولكن من يعتقد بأن الجراحات ستندمل هناك من تلقاء نفسها فهو مخطئ”.

وأشار إلى أنّ “الكلفة العسكرية والاقتصادية ستدفع روسيا لأن تكون مستعدة أكثر من أي وقت مضى للتخلي عن الأسد، رغم مناوراتها الديبلوماسية في مجلس الأمن، وقال إنّ “قرار بوتين ترك الأسد وإلقائه إلى الكلاب، مجرد مسألة وقت”.

وعن إيران تابع بلوستر: “إيران هي الأخرى ستخرج من التدخل العسكري في سوريا. وحسب مصادر أوروبية، يتبين من استطلاعات الرأي العام التي تجرى أن هناك معارضة جارفة ومتزايدة من الجمهور الإيراني لهذا التدخل، وحزب الله أصبح المنظمة الأكثر كرها لدى الجمهور الإيراني، والأسد رئيس الدولة الأكثر كرها؛ والدعم الحكومي لهما يعد عبئا اقتصاديا وأخلاقيا لا يطاق”.

وختم الكاتب بالقول إنّ “الإمبريالية” الروسية والإيرانية لا تلقى حاضنة شعبية في بلادهم، باعتبار أن تدخلهم في سوريا والمنطقة ليس له أيّ مبرر استراتيجي، لذلك فإن الروس والإيرانيين يبحثون عن سبيل دبلوماسي غير مهين كي تنسحبا، أمّا الأسد فمثل كل الطغاة عبر التاريخ، كلما شعر أنّه آمناً، كان أقرب للزوال.

(عربي 21)

 



from ترجمات – wakalanews.com http://ift.tt/2BO9zga
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل