Thursday, February 22, 2018

يوم أسود على المجمع الصناعي العسكري وإسرائيل

 

 

يظن البعض أن يوم اسقاط المقاتلة الجوية الاسرائيلية اف16 على يد الدفاعات الجوية للجيش العربي السوري هو يوم اسود على سلاح الجو الاسرائيلي فقط، وحقيقة الامر هو كان يوم اسود على ما يعرف بالمجمع أو المركب الصناعي العسكري الامريكي، لأن بنفس ذلك اليوم الذى اسقط فيه مقاتلة اف16، تم فيه تدمير منظومة باتريوت الامريكية (منظومة الدفاع الاولى للولايات المتحدة) بالحدود السعودية اليمنية على يد صاروخ حوثي بدائي، بعد أن ظل الباتريوت على الحدود السعودية غير قادر لشهور طويلة على صد كل الصواريخ الحوثية، حتى أن وصلت الصواريخ الحوثية الى مطار الملك خالد، الامر الذى علقت عليه تل أبيب قائلة بأن قصف مطار الملك خالد كقصف مطار بن غوريون، فلا ننسى أن منظومة القبة الحديدية الاسرائيلية تعتمد بشكل كبير على الباتريوت الامريكي، وأذا كان المجمع الصناعي العسكري الامريكي صاحب القرارات المؤثرة فى شن أي حرب يخوضها البنتاجون على أي دولة يمر بمعضلة حاليا وحيرة مستقبلية فى التعامل مع الدول التى تعتمد على السلاح الامريكي بشكل كلي، فدولة الاحتلال الان تمر بمرحلة أكثر سواء.

فالمعضلة الكبرى الان امام اسرائيل ليست امتلاك سوريا دفعات قادرة على اسقاط مقاتلتها أم لا، أو حزب الله الذى تحول تكتيكه العسكري من الدفاع للهجوم بفضل الحرب فى سوريا أو غيره، بقدر فيما تم من عملية توحيد للجبهات بالاونة الاخيرة بين كلا من غزة ولبنان وسوريا والعراق وايران، فعند مواجهة تل أبيب لأي طرف من هولاء لن يكون وحده امام اسرائيل وحلفائها بالاقليم، وهو أمر جائت فيه الرسالة الاولى لدولة الاحتلال يوم أن شاهدت قائد عصائب أهل الحق العراقية قيس الخزعلى واقفا على حدودها مع لبنان برفقة قيادات من حزب الله.

ومن يوسع الرؤية للمنطقة سيرى أن تركيا الان فى وضع مشابهة لحد ما أيضا بعد سقوط مروحيتها، فمعضلتها الكبرى حاليا ليست فى عدم امتلاك الاكراد مضادات طائرات قادرة على مواجهة مروحياتها ام لا، بقدر الداخل التركي الذى أنقلب على حكومة حزب العدالة والتنمية التركي كي يكون هو الامتداد السياسي لصمود اكراد عفرين.

كان يوم أسود على المركب الصناعي العسكري الامريكي، فمقاتلة اف16 تسقط فى الجليل على يد منظومة دفاع يفترض انه عفا عليها الزمن بالمقارنة مع المنظومات الحديثة، فما بالكم لو تملكت دمشق المنظومات الروسية الحديثة، وأذا كان فى تموز2006م هرب الاسرئيليون للملاجئ بفعل 100صاروخ اطلق عليهم من حزب الله، فكيف سيكون الوضع فى ظل ما يمتلكه حزب الله حاليا من الاف الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى، فمن المؤكد أن ذلك اليوم الاسود على المجمع الصناعي العسكري الامريكي ودولة الاحتلال لن يكون الاخير.

فادي عيد .مصر



from بانوراما – wakalanews.com http://ift.tt/2EIW0xa
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل