Sunday, November 13, 2016

ترامب رئيس أميركا وزعيم "الحزب الجمهوري"

ترامب رئيس أميركا وزعيم "الحزب الجمهوري"


175



سيحاول الحزب الديموقراطي ومؤيّدوه أن يحلّلوا بعلمية وموضوعية معركتهم الرئاسيّة الفاشلة مع الحزب الجمهوري بل مع ناخبيه الذين اختاروا دونالد ترامب رئيساً رغم وقوف غالبية أركانه ضدّه. وسيجهدون لمعرفة أسباب فشلهم الذي لم يتوقّعوه حتى قبل الانتخاب بأيّام رغم تأكّدهم من اقتراب نسبة فوز ترامب من نسبة فوز كلينتون. علماً أن النسبتين كانتا ضمن ما يُسمّى "هامش الخطأ" في استطلاعات الرأي. وسيعرف المواطنون الأميركيون والعالم أسباب الفوز المفاجئ الذي ربما يُدخل أميركا نفق عدم استقرار سياسي قابل للتحوّل عدم استقرار أمني، وذلك يؤثّر على العالم انطلاقاً من المقولة الشائعة "عندما تترشّح أميركا يعطس العالم".
لكن ذلك كلّه لا يمنع "الموقف هذا النهار" من الخوض في معمعة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة إنطلاقاً من انطباعات تلقّيتها من مُتابع "جمهوري" صديق في واشنطن بعد بدء فرز الأصوات ضمنها إشارات تعطي صورة عن الذي حصل وبعض أسبابه. وهي الآتية:
1 – "أنا استعد للذهاب إلى الفراش والنوم. كان النهار طويلاً والليل أطول. مهما يحصل وأيّاً تكن النتيجة استطيع القول: كنّا كلّنا مخطئين. حتى فوز كلينتون بالرئاسة لن يجنّبها كارثة. وهي أن ترامب لن يغادر الساحة السياسية بل سيبدأ عمله فيها بوصفه الزعيم الفعلي للحزب الجمهوري. يبدو أن غالبية الجمهوريّين قرّروا تأييده بل السير وراءه. أمّا الكارثة الثانية فستكون بدء مواجهة مؤذية بين البيض وغير البيض من الأميركيّين، أنا أكره أن أرى رد فعل العالم على ذلك. هل سيكون أمام "بريكسيت" أميركيّة من العالم، أي خروج منه مثل الخروج من أوروبا الذي أقرّه البريطانيون في استفتاء قبل أشهر؟ أنا واثق أن ذلك سيكون صدمة تهزّ الأسواق العالمية. آمل عندما استيقظ في أن تكون النتيجة أقل سوءاً".
2 – "يبدو أن ثمانية ملايين ناخب ديموقراطي لم يصوّتوا لمرشحة حزبهم كلينتون وربما يكون هؤلاء من الكبار جداً في السن أو من الساخطين عليها أو على الحزب. أنا لا أزال مصدوماً وأشعر بالقلق وكذلك قادة العالم".
3 – "نحن الآن في حال من الشك الشامل، داخلياً وعالمياً. سنحتاج كلّنا إلى وقت طويل لفهم ماذا حصل. أنا أعرف أن عدداً من المسؤولين الكبار سيتقدّمون باستقالاتهم أو سيتقاعدون. لكنني آمل في أن يتولّى الـ(Officaldom) (سلك الموظفين أو المؤسسة المعروفة بالاستابليشمنت) إبقاء ترامب على الطريق المستقيمة والضيّقة. بدأت أشعر كما الكثيرين من الأميركيّين بالحاجة إلى مغادرة الولايات المتحدة، ربما إلى كندا أو تاهيتي. لكنني سأنتظر بعض الوقت قبل ذلك".
4 – "المواطنون البيض في الريف الأميركي كلّه استجابوا بأعداد كبيرة لدعوة ترامب إلى انتخابه رئيساً. وهذا أمر لم يحصل في السابق على الاطلاق. أنا أتساءل ماذا يستطيع ترامب أن يفعل لهم من دون أن يدمّر النظام الاقتصادي العالمي".
في اختصار يمكن الاشارة في هذه العجالة إلى أمور عدة تلقي ضوءاً على أسباب ما جرى وعلى ما يمكن أن يجري في أميركا والعالم في عصر ترامب. أوّلها ضرورة إعادة النظر في قواعد استطلاعات الرأي لأن نتائجها لم تعكس الموقف الفعلي للأميركيّين على تنوّعهم رغم كثرة عددها. وثانيها لم يتعوّد الأميركيّون على بقاء أي من حزبِيْهم الرئيسيّين أكثر من ولايتيْن رئاسيّتين. وثالثها بدت نقمة الجمهور "الجمهوري" على مؤسّسته (قيادته) كبيرة جداً وهي تسأل عن ذلك. ورابعها الأذى الذي ألحقته معركة بيرني ساندرز الديموقراطي الناجحة ضد كلينتون. إذ يستحيل بعدما "عرّاها" وكشف عورتها أن يتجاوب مؤيدوه مع طلبه التصويت لها رئيسة. وخامسها حاجة الجمهوريّين رغم خلافاتهم مع بعضهم ومع ترامب إلى الوحدة من أجل الانتصار. إذ أن غيابه قد يعني تفكّك الحزب. علماً أن ترامب بتسميته ناخبيه حركة (Movement) أوحى أن صيغة الحزب قد تكون على "أجندته".
في النهاية أعيد نشر جواب جمهوري بارز عن سؤالي: هل يفوز ترامب؟ في زيارتي الأخيرة لواشنطن في الربيع الماضي. قال: "فوزه صعب لكن غير مستحيل. وهو ليس سياسياً ولا يمتلك فكراً سياسياً وعقلاً استراتيجيّاً. إذا انتخب لن يكمل ولايته لأن الكونغرس قد يطرده (Impeachment) إذا ارتكب أمراً خطيراً". ويقول "الشرق الأوسطيّون" المسكونون بالعقل التآمري: "أن (الاستابليشمنت) الأميركي قد "يتخلص" منه. لكن ماذا لو فاجأ العالم برزانة لم يعرفها عنده وببرنامج؟
sarkis.naoum@annahar.com.lb

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل