Sunday, February 7, 2021

قتلته أمريكا لإنتهاء صلاحيته.. اغتيال لقمان سليم وعويل علي الأمين.. تعرفوا على عمالته بالوثائق.

قُتل لقمان سليم وبدأت الأبواق التابعة لسفارة عوكر كيل الاتهام لحزب الله وكأن حزب الله معني بالاغتيالات فلو كان معنياً بها لاغتال عملاء اهم وأكبر وأخطر وهم كثر في لبنان,.

قتلته أمريكا لإلصاق التهمة بحزب الله ونعاه شيخ المنافقين “علي الأمين” ولمح متهماً حزب الله.. والأمين إسماً لا فعلاً هو بوق صهيوسعودي, كان قد كسر المحرمات بلقائه الحاخام الأكبر للكيان الصهيوني بأمر سعودي في حوار أسموه حوار الاديان, بينما اللقاء كان بوابة للتطبيع مع العدو الصهويني, تأثر علي الأمين وهو ينعى لقمان لا حباً به بل خوفاً من أن يكون هو الضحية التالية بعد لقمان, فأمريكا لا يهمها التضحية بالعملاء لتحقيق المآرب والغايات الاستعمارية على الأرض اللبنانية وما تصفيات 2004-2005 إلا نموذج و سلوك لما تقوم به المخابرات الأمريكية والموساد على الأراضي اللبنانية, ولم يتأخر فارس سعيد وكثر غيره من جماعة 14 آذار من ابواق السفارة في عوكر في كيل الإتهام لحزب الله.

أما لقمان فرائحة النتنته معروفة للحزب ولكل المهتمين بمعرفة رموز الموساد في لبنان, فمنذ سنوات وهو يرأس جماعة “هيا بنا”  والتي فضحت ارتباطها بالسفارة الأمريكية ويكيليكس بموجب وثائق نشرتها جريدة الأخبار  في عدد الجمعة 14\9\2012 فتحت هذا العنوان نشرت جريدة الأخبار تقريراً بعنوان “لقمان سليم “هيّا بنا”… إلى تل أبيب”.

وثائق ويكيليكس فضحت المستور

“ويكيليكس” هو الحاضر دائماً للإجابة عن أسئلة السفارة الأميركية وتنفيذ طلباتها. يمدّها بالمعلومات ويلبّي دعواتها إلى عوكر وواشنطن. هو “مصدرنا الدائم للمعلومات”، حسب السفارة، وعلامته الفارقة أنه “يسكن في الضاحية الجنوبية لبيروت”، كما يحلو دائماً للسفراء أن يلحظوا في برقياتهم. صفته “المدنية” البريئة “ناشط في المجتمع المدني” ورئيس جمعية “هيّا بنا” “غير الحكومية” المموّلة من… الحكومة الأميركية. نشاطاته الأساسية شبه اليومية خلال عامي 2008 ـــ 2009 تتراوح بين الإخبار وتقديم النصح للأميركيين في خططهم السياسية، وتجميع معارضين لـ”حزب الله” وحركة أمل وتعريفهم بالسفير، وطبعاً الحفاظ على تمويل جمعيته “غير الحكومية”.

يُعَدّ من صقور “المعتدلين الشيعة” في آرائه بشأن حزب الله. تذكر القائمة بالأعمال الاميركية ميشال سيسون في إحدى أولى جلساتها مع سليم (08BEIRUT391) أنه “لا يعدّ من الشيعة المعتدلين الذين يؤمنون بإمكان دمج حزب الله في لبنان، بل هو يرى في الحزب قوة تتحكّم فيها سوريا وإيران، وهدفها فقط السيطرة على البلد”.

حاول سليم، كما تُظهر برقيات السفارة، إقناع الأميركيين بأن هناك “خطّاً شيعياً معتدلاً بين لبنان والعراق ودول الخليج”، وتبرّع بالتواصل مع الإسرائيليين لأنه على ثقة “بأن هناك أموراً مشتركة كثيرة يمكن البناء عليها للمستقبل”. “أدهشنا سليم برغبته في التواصل مع الإسرائيليين”، تقول البرقية (08BEIRUT750) وتنقل عن سليم قوله: “هناك الكثير من الأمور التي سأختلف عليها مع الإسرائيليين، لكني واثق من أن هناك أرضيات مشتركة كثيرة يمكن البناء عليها”. البرقية تضيف أن سليم قال “إنه التقى مع مستشار سابق لبنيامين نتنياهو في واشنطن، وأنه وافق على البدء بحوار معه”. “سليم يتوق لمتابعة الحوار بشأن العرض الإسرائيلي مع معهد أسبن الذي عرض توفير الشق العملاني من فكرة اللقاء”، تضيف البرقية.

يضعه الدبلوماسيون الأميركيون الذين تعاقبوا على السفارة في بيروت على لائحة “المشاريع الشيعية البديلة من حزب الله وحركة أمل”. اقترح عدّة هيكليات لتنفيذ المشروع الشيعي البديل الذي أرادته واشنطن، والتي تبلورت مع الوقت فولدت “اللقاء العلمائي المستقلّ”. وقد احتفلت السفيرة سيسون مع سليم بولادة “اللقاء” (09BEIRUT1109) وأجمعا على أنه “الخطوة الأولى لمواجهة حزب الله في قلب المجتمع الديني العلمائي”.

يكاد يكون “مدير أعمال” السيد علي الأمين عند السفارة الأميركية، يشيد بأفكاره أمام الدبلوماسيين ويرشّحه لمناصب طموحة، ويرفع أحياناً تقارير حتى عن أحواله النفسية. “زرته في منزله في بيروت وكان أكثر من مكتئب”، ينقل سليم بمرارة عن الأمين بعد قرار تنحيته من المجلس الشيعي الأعلى عام 2008 (08BEIRUT786). وفي برقية أخرى (08BEIRUT919) يشكو سليم للسفيرة “سوء معاملة فريق 14 آذار للسيد الأمين”، و”عدم تنفيذ سعد الحريري وعوده بترقية مرتبة الأمين”، و”عدم توجيه دعوة له للمشاركة في الذكرى السنوية لاغتيال وليد عيدو”. سليم رأى أن “هناك حاجة لبقاء المفتي الأمين في 14 آذار”، وأنه على قوى 14 آذار تثبيت “شرعية الأمين السياسية”.

ورغم تقديم السفارة الأميركية لسليم على أنه ناشط في “المجتمع المدني”، يتحدث في كل شيء مع السفير الأميركي ودبلوماسيي السفارة، ما عدا النشاطات “غير الحكومية” و”غير السياسية” التي يقوم بها من خلال الجمعية التي يترأسها.

بماذا أقنع سليم الأميركيين؟

أولاً، بأنه شيعي مستقلّ يبغض حزب الله ويمكن الاعتماد عليه للتخلّص منه بالوسائل السلمية و… بالتحالف مع الإسرائيليين.

ثانياً، اقترح سليم في عام 2008 تأسيس “التجمّع الشيعي الأعلى” برئاسة السيد علي الأمين، مفتي صور السابق، (08BEIRUT919) “بهدف مواجهة” المجلس الشيعي الأعلى. وطالب سليم “بتقديم كل الدعم للأمين وتجمّعه بغية تمكين المفتي الشيعي من توفير خدمات اجتماعية لمنافسة حزب الله في المناطق”.

ثالثاً، قدّم سليم للسفارة لائحة بأسماء رجال دين شيعة “رفعوا أصواتهم ضد حزب الله”، و”ممن لا يجب تجاهلهم”، مثل الشيخ محمد علي الحاج، والسيد إياد جمال الدين، والشيخ حسين عليّان، والشيخ جمال حمود.

كذلك شرح سليم لسيسون ضرورة إشراك رجال الدين الشيعة المستقلين في ندوات محلية ودولية يحضرها أيضاً رجال دين شيعة معتدلون من السعودية والبحرين والعراق. ولهذا الهدف اقترح سليم أن تتولى جمعية أسبن (التي كانت تكفّلت بإتمام لقاء سليم مع الإسرائيليين) رعاية تلك الندوات واللقاءات.

سليم لا يحبّ أن تفوت سيسون أي شاردة أو واردة، وخصوصاً تلك التي تنفّذ بسرية أو تكتم. وها هو يسارع إلى الاتصال بالسفيرة (08BEIRUT931) ليبلغها عن زيارة غير معلنة قام بها وفد من قوى ١٤ آذار برئاسة مستشار سعد الحريري غطاس خوري للسيد علي الأمين بغية إظهار التضامن معه، بعد أن أقيل من المجلس الشيعي. سليم يضيف، على طريقته، رشّة دراما إلى التقارير التي تخصّ الأمين، فينقل عنه قوله بيأس “إنه لم يعد أحد يجرؤ على زيارتي بشكل علني”.

الناشط الشيعي “المستقل” عرض أيضاً الوضع الانتخابي مع السفيرة سيسون (08BEIRUT1326)، وحثّ على دعم الشيعة المستقلين للترشح. أبدى دعمه لإبراهيم شمس الدين، “كممثل وحيد للشيعة المستقلين في الحكومة”، واصفاً موقعه بـ”المميز جداً”. التلميذ النجيب أبلغ السفيرة أنه “طلب من شمس الدين أن يزور كل المناطق اللبنانية، ومن ضمنها تلك التي يسيطر عليها حزب الله، ليبدأ بتمهيد الأرضية لأشخاص من نفس توجهه”. لكن سليم سرعان ما تراجع عن رأيه الإيجابي في شمس الدين، وقال للسفيرة الأميركية إنه “خذلهم بعدم تطبيقه للأجندة الشيعية الخاصة بهم” (09BEIRUT234).

نشاط سليم “الإخباري” وصل أيضاً إلى طرابلس. فهو قال للسفيرة حسب البرقية (08BEIRUT1326) إنه “على معرفة شخصية ببعض المقاتلين الشباب الذين يرسلهم حزب الله للمشاركة في تدريب المقاتلين في طرابلس”. كذلك يشير سليم إلى أن “نجيب ميقاتي يموّل إحدى المجموعات المقاتلة” في عاصمة الشمال.

“مدام” سليم

زوجة لقمان سليم، مونيكا بورغمان، ترافق زوجها إلى اجتماعات السفارة في بعض الأحيان، وتتطوّع بدورها لمدّ الدبلوماسيين بمشاهداتها من منطقة الضاحية الجنوبية حيث تعيش، كما فعلت خلال عشاء أقيم في السفارة عقب اجتماع الدوحة (08BEIRUT750 ). بورغمان هي أيضاً “ناشطة في جمعية غير حكومية” كما تصفها برقيات السفارة، لكنّ مداخلتها أمام السفيرة الأميركية والدبلوماسيين لم تكن عن نشاطاتها كسينمائية، بل تضمنت رصداً لأجواء الضاحية الجنوبية لبيروت خلال أحداث ٧ أيار.

“هيا بنا”

المنظمة “غير الحكومية” التي يترأسها لقمان سليم وتموّلها الحكومة الاميركية علناً، لا تذكر في فقرة التعريف عن نفسها على موقعها الإلكتروني أي إشارة إلى هدفها الساعي لخلق قوة شيعية بديلة من حزب الله. أهدافها المذكورة على الموقع تبدو نبيلة ومدنية بحتة وغير طائفية. لكن هوية المنظمة الحقيقية ومهماتها الفعلية ذكرت جلياً في اجتماعات السفارة.

فخلال الحديث عن المنظمات التي يجري تمويلها من الحكومة الأميركية في البرقية (09BEIRUT417)، تعرّف السفيرة سيسون “هيا ينا” بكونها “تساعد الشيعة المحايدين والشخصيات الشيعية المستقلة لتحقيق الإصلاح السياسي ولخلق بديل من حزب الله وحركة أمل ضمن المجتمع الشيعي”.

وفي إحدى البرقيات (08BEIRUT1326 ) تحوّلت “هيا بنا” إلى ماكينة انتخابية تعمل لمصلحة أي مرشح شيعي مناهض لحزب الله وأمل. وفي البرقية نفسها تحولت المخيمات الصيفية التي نظمتها “هيا بنا” في منطقة اليمونة وشمسطار إلى مصدر معلومات ونميمة عن تحركات حزب الله في المنطقة وخلافاته مع إحدى العائلات هناك.

وعن لقمان سليم قالت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم الجمعة ما نصه: في لحظة تستدعي الأسئلة الكبيرة، لناحية التوقيت والمكان والطريقة، اغتيل الناشط السياسي لقمان سليم في منطقة الزهراني، ولم تُظهر التحقيقات الأولية أي تفاصيل تشير إلى الجناة، بالرغم من حملة سياسية وإعلامية شنّها خصوم حزب الله متّهمين إياه بالوقوف خلف الاغتيال ربطاً بكون سليم كان من أشدّ معارضي الحزب. وكان من الشخصيات الشيعية البارزة التي عملت إلى جانب خصوم الحزب المحليين والإقليميين والدوليين.

اغتيال سليم الذي أعاد إلى الواجهة القلق من موجة الاغتيالات السياسية لن يقف عند حدود الجريمة الأمنية. المغدور، له موقعه وعلاقاته ونفوذه في أوساط محلية وإقليمية ودولية. والمناخ السياسي الداخلي يسمح باستغلال الجريمة لأجل تسعير الخلافات، أو لاستنهاض الحملات ضد المقاومة بشكل رئيسي. لكن اللافت هو أن خصوم المقاومة، وكما جرت العادة، يرفضون انتظار أي نتائج للتحقيقات، ويعلنون سلفاً عدم ثقتهم بكل ما يمكن أن يصدر عن الجهات القضائية اللبنانية، ويصرّون على اتهام حزب الله.

وإذا كان من الصعب احتواء هذه الموجة المسعورة من الاتّهامات السياسية، فإن أصل الموضوع سيكون بنداً دائماً على جدول أعمال اللبنانيين، حيث تبدو عمليات الاغتيال وسيلة مرفوضة ومعبّرة عن ضعف جديّ لمن يلجأ إليها في مواجهة خصومه، كما هو الحال في ملاحقة السلطات لمعارضيها بالاعتقال التعسفيّ أو الترهيب.

على أنّ من المفيد الإشارة إلى أن استغلال الجريمة لأجل ترهيب خصوم الفريق الذي عمل معه سليم، من أجل وقف أي نقاش ديمقراطي حول سياسيات ومواقف ونشاط الفريق اللبناني الحليف للسعودية وأميركا لهو عملية اغتيال لن تنفع في السكوت على كل من يقوم بعمل يستهدف النيل من المقاومة فقط لعدم توافقه مع أهدافها وآلية عملها، أو لكونه يريد فرض الوقائع الأميركية والسعودية على لبنان.

التحقيق الجنائي

قبل أن يعمّ خبر فقدان الاتصال بلقمان سليم منذ ليل الأربعاء، بعد زيارته لأصدقاء له في محلة نيحا قرب بلدية صريفا الجنوبية (قضاء صور)، كشَفت شمسُ أمس عن مصيره. جثة في سيارته على طريق بين بلدتَي العدوسية وتفاحتا في الزهراني (الطريق الأقصر بين نيحا والعدوسية يمتدّ لأكثر من 36 كيلومتراً). بعيد السابعة صباحاً، تنبّه أحد المارة إلى سيارة مركونة إلى جانب طريق فرعية محاذية للمسلك الشرقي لأوتوستراد صور الزهراني. حضرت القوى الأمنية وكشفت على السيارة السوداء المستأجرة، فوجدت سليم ممدّداً على وجهه بين مقعد السائق والمقعد الجانبي. الكشف الأوّلي على الجثة، أظهر إصابته بخمس رصاصات في الرأس ورصاصة سادسة في الظهر، إضافة إلى وجود كدمات في الوجه، تدلّ على احتمال تعرضه للضرب قبل قتله.

لم تظهر أي علامات تكسير على السيارة أو بعثرة في محتوياتها. بقع دماء على المقعد الجانبي حيث مال سليم برأسه، كيس أغراضه الشخصية في أسفل المقعد الأمامي. وعلى المقعد الخلفي، كتاب “بنيامين نتنياهو: عقيدة اللا حل”، للكاتب الفلسطيني أنطوان شلحت.

الغموض لا يزال يكتنف أسرار مسار سليم إثر خروجه من منزل أصدقائه الواقع في مزرعة نيحا المجاورة لصريفا عند الثامنة من ليل الأربعاء. بعد ساعات قليلة، وجّهت شقيقته وزوجته نداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في “الوصول إلى لقمان الذي لا يجيب على هاتفه”.

لم تتقدم العائلة بإخبار للقوى الأمنية، لكنها استخدمت تقنية العثور على هاتفه عن بُعد، فوُجِد على بُعد نحو 500 متر من المنزل الذي خرج منه. بحسب الأهالي، اعتاد سليم زيارة نيحا وصريفا بشكل مستمر. وبينما كان يمضي نهاره عند الأصدقاء، لاحظ الجيران حركة غريبة لسيارة من نوع (تويوتا كامري) بدأت تتجول في محيط الحي منذ الواحدة من بعد ظهر الأربعاء وكان يستقلها شخص واحد، من خارج المنطقة. وعندما حل المساء، لحقت بها سيارة رباعية الدفع كان يستقلها شخصان أو ثلاثة. استعاد الأهالي السيارتين الغريبتين إثر شيوع خبر مقتل سليم وأبلغوا القوى الأمنية التي كشفت على كاميرات المراقبة في محيط المنزل. أما في محيط موقع العثور على السيارة في الزهراني، فقد تنبّه أحد المارة عند الساعة الحادية عشرة من ليل الأربعاء إلى وجودها، لكنه لم يعر أهمية للأمر لأن العديد من الشبان يعتادون ركن سياراتهم في المكان المحاط بالبساتين، إما للصيد أو تناول الكحول.

وفيما رجّح الطبيب الشرعي أن تكون الوفاة الناتجة من إصابة سليم بالطلقات النارية قد وقعت بين منتصف الليل والساعة الثانية فجراً، رجّح مطّلعون على التحقيق أن يكون سليم قد اختُطِف من نيحا، بسيارته، إلى العدوسية، حيث أطلِقت الرصاصات عليه.

التحقيقات التي يجريها بصورة خاصة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تركّز على إفادات الشهود أولاً، وعلى الاتصالات الهاتفية وحركة الهواتف الخلوية ثانياً، وعلى كاميرات المراقبة ثالثاً. لكن البند الأخير يعاني من صعوبتين: وجود عشرات الطرق التي يمكن سلوكها للوصول من نيحا إلى العدوسية (في الساعات الأولى بعد وقوع الجريمة، أحصى المحققون أكثر من 30 احتمالاً لطرق يمكن استخدامها للوصول من المكان الذي يُرجّح أن يكون قد اختُطف فيه سليم إلى مكان العثور على جثته)، وقلّة كاميرات المراقبة في عدد كبير من تلك الطرق.

من هو لقمان سليم… سياسياً؟

غالبية الذين عرفوا لقمان سليم في بداية التسعينات، عند تأسيسه لدار الجديد، ومساهماته في الحقلَين الثقافي والسياسي منذ تلك الفترة لا يعلمون أنه بدأ نشاطه السياسي في أواخر السبعينات نصيراً لأحد فصائل اليسار الجذري في لبنان، حزب العمل الاشتراكي العربي. كان الحزب، الطامح للتحول إلى حزب شيوعي عربي، والمرتبط بعلاقات تنظيمية وثيقة في تلك المرحلة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو الإطار الذي اجتذب لقمان والعديد من شبان منطقة الغبيري والشياح.

أحد الذين عرفوه في ذلك الزمان يذكر جيداً ولعه بالنقاشات الفكريّة والنظريّة و”مكتبته الغنية”، وحديثه المستمر عن التجارب الثورية في بقاع العالم المختلفة وضرورة استلهامها. تمرّد الشاب على خيارات والده، النائب محسن سليم، المعروف بصلاته الوطيدة مع كميل شمعون.

سافر لقمان إلى باريس في أوائل الثمانينات للدراسة الجامعية وعاد بعدها إلى لبنان حاملاً قناعات فكرية ومواقف سياسية نقيضة لتلك التي دافع عنها في ريعان الشباب. والواقع هو أن الاجتياح الإسرائيلي للبنان شكّل منعطفاً فكريّاً وسياسيّاً في مسار مجموعة من المثقفين اليساريين، رأوا فيه هزيمة نهائية وحتمية لخياراتهم السابقة وشرعوا في عملية “نقد ذاتي” مستدامة، للبنى الثقافية والمعرفية والاجتماعية العربية، التي حالت دون ولوج المنطقة عصر الحداثة والفهم “الصحيح” للعالم المعاصر.

بكلام آخر، فإن هؤلاء اعتبروا أن المآزق والانسدادات التي تعانيها شعوب الإقليم ليس مردّها الحروب المستمرة التي تُشنّ عليها من الخارج، والتي استعرت بعد نهاية الثنائية القطبية في أوائل التسعينات، بل هي نتاج لعوامل داخلية فاقمت من آثارها السلبية مشاريع التغيير الثورية، اللاعقلانية والشمولية، والتي لن تقود في حالة انتصارها سوى إلى المزيد من الاستبداد والفشل الذريع في التنمية الاقتصادية وفي تعميق الانقسام المجتمعي وصولاً إلى الاحتراب الأهلي. انحاز لقمان سليم إلى هذا الرأي وأصبح أحد أكثر مروّجيه حماسة سواء عبر إصداراته في دار الجديد، أو في مداخلاته وأنشطته العلنيّة. وقد بلغت به الجرأة حدّ الإجهار برهانه، في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية في برنامج “الكيوسك العربي” في أيلول 2005، على حرب بوش الابن على “الإرهاب” لإسقاط النظام في سوريا والخلاص من حزب الله في لبنان.

لم يتردّد أيضاً، في نفس المقابلة، في تسويغ معتقل غوانتنامو، وهو ما قوبل باستهجان من مقدّم البرنامج الفرنسي، على قاعدة أن للديمقراطية الحق في الدفاع عن نفسها باستخدام الوسائل “المناسبة” في مقابل أعداء لا يعترفون بمرجعياتها القيمية والأخلاقية.

لم يمنع اندثار مسار التسوية وما رافقه من وعود براقة، وفشل الحروب الأميركية في تحقيق أهدافها، مضي لقمان في معركته ضد حزب الله، الذي رأى فيه تجسيداً لكلّ ما يناهض ويكره. وهو قد دعا في مداخلة عبر سكايب في ندوة نظمها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، بوق اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، إلى أن “تحرير لبنان من سطوة حزب الله” قد يتطلب الاستعداد لزعزة استقراره نسبياً. بل هو ذهب، خلال مشاركته في حلقة نقاشية عُقدت في الإمارات تحت عنوان “تفكيك شيفرة حزب الله” إلى الحض على محاصرة حزب الله عسكرياً وإلحاق نكبة، لا أقل، بقاعدته الاجتماعية لدفعها للانفضاض عنه.

استلهم سليم أطروحات المحافظين الجدد التي استُخدمت لتبرير غزو العراق وتدميره وكذلك ليبيا، على قاعدة أن القوى “الشمولية” لا يمكن هزيمتها من الداخل بل من خلال تدخل عسكري خارجي، بمعزل عما يترتب من أكلاف وخسائر بشرية ومادية على مثل هذا التدخل.

المصدر: متابعات

The post قتلته أمريكا لإنتهاء صلاحيته.. اغتيال لقمان سليم وعويل علي الأمين.. تعرفوا على عمالته بالوثائق. appeared first on وكالة نيوز.



from وكالة نيوز https://ift.tt/2YPGuLs
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل