
طموحات ومصالح خاصة وخلافات تـطغـى… مـع عدائيّة لبعبدا وبـيــت الــوســط
ثمة اسئلة تطرح عن غياب دور الاحزاب المسيحية في عملية الانقاذ، في ظل الازمات المتراكمة ودروب الانهيارات المفتوحة في شتى المجالات، فلماذا يغيب ذلك الدور وبصورة علنية غير آبهة لما يجري، اذ لم نشهد اي وساطة لهم سوى المطالب بما يساهم في تفاقم مصالهحم الخاصة، وبحسب الثوب السياسي الذي يتلاءم مع طموحاتهم، هذا على الصعيد السياسي، اما على الصعيد الشعبي، فلا يوجد سوى الكلام الشعبوي المهاجم للسلطة الحاكمة، فيما هم ليسوا بأفضل لانهم توالوا على المشاركة في الحكم خلال الحكومات المتعاقبة، التي لم تقدّم شيئاً من الاصلاحات او تتصدّى للفساد، بل ساهمت بها كما غيرها.
وانطلاقاً من هنا تشير مصادر مسيحية مطلعة، الى انّ غياب الدور المسيحي الحزبي عن مساعدة بكركي في تحقيق وساطتها ومبادرتها، نحو حل الازمة الحكومية بين بعبدا وبيت الوسط، يطرح ثمة اسئلة، فبدل ان تلعب تلك الاحزاب دوراً في الحل، وتضع يدها بيد البطريرك بشارة الراعي الذي يعمل لمصلحة لبنان، نراهم غير مهتمين، لانهم يكنون عدائية و«شماتة» « بالقطيعة السائدة اليوم بين بعبدا وبيت الوسط، ربما بسبب طموحاتهم البعيدة المدى، او بسبب مصالحهم الخاصة وخلافاتهم التي تطغى على كل شيء، فيما نرى بعضهم يناقض نفسه، اذ ينادي بتقوية القرار المسيحي وفي الوقت عينه يطالب بإستقالة الرئاسة الاولى، كما يطالب بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهو على علم بأنّ هذا لن يتحقق بالتزامن مع الظروف الصعبة في لبنان، وبالتالي لن يجد له مقعداً في المجلس النيابي، كما انّ بعضهم قام بركوب موجة الثورة والحراك المدني للتباهي بوقوفه الى جانب الشعب، وذلك لتضليل الرأي العام والحصول على مكاسب لم تعد متوفرة، بعد ان فُضحت مسرحياتهم.
الى ذلك تشدّد هذه المصادر على ضرورة تقوية القرار المسيحي، والوقوف الى جانب بكركي في وساطتها لإنقاذ لبنان، وفتح كل الدروب المقفلة بدءاً من وساطات مسيحية واسلامية مشتركة، للوصول الى حل، لان البطريرك الماروني يقف اليوم وحيداً امام هذه المهمة الشاقة، مستغربة مطالبة الرئيس المكلف سعد الحريري، بوضع شرط الاتصال به من قبل الرئيس ميشال عون، كي يواقف على اللقاء به، فيما البلد انهار وانتهى أمره ووصل الى القعر.
وأبدت المصادر عينها إستغرابها لغياب الدعم المسيحي الداخلي للراعي، الذي لقي تشجيعاً من المجتمع الدولي وبصورة خاصة فرنسا، بحيث تلقى اتصالات مشجعة من مسؤولين فرنسيين خلال الايام الاخيرة، فيما هوجم من قبل البعض لانه يتدخل في السياسة، على الرغم من ان غرضه معروف وهو تحقيق المصالحة بين بعبدا وبيت الوسط، بعد عودة التشكيلة الحكومية الى نقطة الصفر.
ورأت المصادر بأنّ كل زعيم مسيحي يطلق صرخة « اما انا او من بعدي الطوفان»، لان الصراع بين المسيحيين قائم في الأساس على زعامة الشارع، وعلى طموح رئاسي، فلا يوجد ماروني يتقبّل الاخر حين يتعلق الامر بالكرسي الرئاسي، وذلك منذ بداية الاستقلال الاول وصولاً الى اليوم، لذا لا يريدون توافق احد مع احد، وهكذا سيبقون الى ما شاء الله. معتبرة بأن زمن الكبار قد انتهى لان ما قام به الاجداد قد زال بفضل بعض السياسيين، لذا يجب ان نخفف من السياسة ونكثر من العمل الوطني، وبالتالي اذا إستمر المسيحيون على هذا المنوال في السياسة فسيخسرون وجودهم، فالخلاف على الزعامة قضى عليهم، مذكّرة بالقيادات المارونية التي لن تتكرر امثال الرئيسين فؤاد شهاب وكميل شمعون.
وعن كيفية جمع المسيحيين بصورة فعلية ونهائية، شدّدت هذه المصادر على ضرورة مصالحة الاقطاب بصورة حقيقية، لا بالصور والمصافحات غير البريئة، مع التشديد على إنتهاء صراعهم السلطوي، والعمل الجماعي ضمن عنوان واحد هو «مصلحة لبنان اولاً واخيراً».
The post لماذ لم يدعم أيّ حزب أو تيّار مسيحي وساطـة بكـركي لـحــلّ الأزمة الحكوميّة…؟! appeared first on وكالة نيوز.
from وكالة نيوز https://ift.tt/3caAjtv
via IFTTT
0 comments: