في «المعركة الكبرى» مع «كورونا»، مستشفيات لا توفّر فسحة فارغة في المواجهة، وأخرى لا تزال تمارس الابتزاز، محوّلة التهديد الوبائي الى «فرصة» لتحصيل متأخرات مستحقاتها على الدولة
التغييرات طالت أيضاً عمل الطواقم الطبية والتمريضية؛ فُرز هؤلاء بين طواقم المستشفى وطواقم «الباحة». يدرك هؤلاء استثنائية المعركة التي يخوضونها في مواجهة الفيروس، إلا أن الخوف هو ما سيحمله استمرارها «خصوصاً أن الفرق الطبية استنزفت»، تقول إحدى العاملات في القسم المستحدث لفحوص الـPCR.
قرارات إدارة المستشفى تسير بوتيرة متسارعة، إلا أن الأعداد الهائلة للمصابين تسبق هذه القرارات بأشواط. لذلك، «الوضع كئيب وسيّئ». يكفي أن تتفرج في الباحة وعند مدخل باب الطوارئ على المرضى الذين يحتاجون الى أسرّة، فيما «نحن عاجزون».
ليس العجز حكراً على مستشفى السان جورج. كل المستشفيات التي أفرغت أسرّتها لمرضى «كورونا» تعاني الشعور نفسه. شعور ألا تجد الإدارة سريراً فارغاً أو قارورة أوكسيجين لإنقاذ حياة مريض. اليوم، في ظل الانفلاش المتسارع للفيروس، أصبح هذا الشعور عاماً. وصارت هذه المشاهد يومية في المستشفيات التي اتخذت على عاتقها مواجهة الفيروس، من مستشفى بيروت الحكومي إلى السان جورج إلى «النبطية الحكومي» إلى غيرها. وفي المقابل، ثمة مستشفيات قرّرت، عن سابق تصور وتصميم، عدم المشاركة في هذه المعركة، ما جعلها غير متكافئة. هناك، من جهة، مستشفيات استنزفت بسبب التهافت الكبير من المرضى في مقابل نقص المستلزمات الطبية والمعدات وإرهاق العاملين فيها، ومن جهة أخرى مستشفيات لطالما أكلت «البيضة والتقشيرة» من السقوف المالية، وتربط مشاركتها في المواجهة بتحصيل ما تسمّيه مستحقاتها.
اليوم، استحالت كل الفسحات في المستشفيات التي تعالج مرضى «كورونا» غرفاً مؤقتة، قد تصبح مع استمرار تدفق المصابين دائمة، ومع توقع بلوغ أعداد المصابين ذروات جديدة، ستبدأ في اليومين المقبلين مع تكشّف تداعيات «حفلات رأس السنة»، ومن بعدها تداعيات «حفلات التموين» التي شهدها اليومان الماضيان.
from وكالة نيوز https://ift.tt/3bDQhfd
via IFTTT
0 comments: