Friday, January 8, 2021

أميركا 2021: لا نظام ولا قانون

 

الأخبار

ليس من باب المصادفة، أن تغرق أميركا، دفعةً واحدة، في أزماتها البنيويّة، لتبيان قِمّة جبل الجليد، بعدما لاحت، منذ بعض الوقت، بوادر فوضى كان الرئيس المنصرف، دونالد ترامب، أوّل من قطع وعداً بتمدّدها، حالَ خسارته الانتخابات الرئاسية. لم تكن غزوة مبنى «الكابيتول» العريق، المؤسّسة «الأكثر قداسة» للديموقراطية الأميركية، إلّا إشارةً أولى كبيرة، وغير مسبوقة، جلّت الشرخ المتعاظم في الداخل الأميركي. وإن كان خطاب ترامب قد أثار حماسةَ طيف واسع من الأميركيين ــــ وعددهم للمفارقة 74 مليوناً اختاروا التصويت له ــــ للتمرّد على النظام ومؤسّساته، إلّا أن تحميله، وحده، مسؤولية ما آلت إليه الإمبراطويرية الهشّة، لا يعدو كونه انفصالاً تاماً عن واقع مأزوم لم يزده الرئيس المنصرف إلّا حدّة. هذا ما دأبت مؤسّسة الحزب الديموقراطي على الإيحاء به، مدفوعةً ببرنامج عملٍ يسعى إلى «ترقيع» الأزمات الاجتماعية التي تراكمت على مدى عقود بفعل سياسات همّشت، عمداً، سكّان الأطراف والأرياف وغير المتعلّمين الذين وجدوا في خطاب ترامب ضالّتهم. انفجار غضب هؤلاء، ليس وليد لحظة عابرة في التاريخ الأميركي، بل مؤسِّسة لما سيليها من صدعٍ يحتاج ترميمه إلى الاعتراف به أولاً. فشِل دونالد ترامب، الذي ركن طويلاً إلى شعار «القانون والنظام»، في استعادة الرئاسة الضائعة وحتّى مجلس الشيوخ الذي خسره حزبه الجمهوري لمصلحة الديموقراطيين، فيما يتلهّى جو بايدن، قبل أيام قليلة من تربّعه على عرش الإمبراطوية، برسم صورةٍ غير واقعية لحال البلاد بعد أفول عهد ترامب.


from وكالة نيوز https://ift.tt/3no6hEw
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل