Thursday, October 29, 2020

الرّوس في لبنان.. مصالحٌ أم إقصاءُ أدوار؟

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

حطّت طائرة الوفد الروسي العسكرية أمس في مطار رفيق الحريري، جالبة معها حظوظ جديدة لإنجاح مبادرات قديمة تتعلّق بعودة النازحين السوريين الى بلادهم. وعلى الرغم من الأهميّة الكُبرى التي توليه الدولتان الروسية واللبنانية لهذا الملف العالق منذ سنوات على حبال النزاع الدولي، يرى البعض أن حظوظ نجاحه ما زالت ضئيلة، خصوصاً في ظل الإصرار الأميركي على رفض تمويل العودة، بالإضافة إلى الضغط الذي يُمارسه على بقيّة الأطراف الأوروبية، من أجل العرقلة.

أمّا السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل أن المبادرة جاءت لتطويق مساعي “حزب الله” ضمن الخط نفسه والذي يُحاول بين الحين والأخر تفعيل حركة رحلات العودة الى سوريا لإنعاش النظام هناك ومنحه دوراً أساسيّاً على طاولة التفاوض في المنطقة، أم انها محاولة روسيّة جديدة لإحياء دورها في المنطقة والدخول من خلاله الى ملفّات أخرى أكثر اهميّة وحساسية، مثل النفط، ودائماً من بوابة ترسيم الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية؟

في عودة سريعة لشريط ملف عودة النازحين السوريين في لبنان، فمن المعروف أن الروس فاجأوا الجميع يوم طرحوا مبادرة العودة التي قامت يومها على مبدأ إعادة 600 الف إلى 900 الف نازح من لبنان إلى سوريا، لكن وسط ضمانات وضعها الجانب اللبناني وطلبها من الرئيس الروسي شخصيّاً، يتكفّل من خلالها موضوع العفو العام عن العائدين والتخلّي عن مصادرة الأملاك وعدم إجبار العائدين بالخدمة العسكرية وعدم احتجاز أي شخص يعود إلى قريته أو مدينته. بالإضافة إلى طلب لبناني أخر، وهو التعاون مع مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة كونها الجهة الأكثر خبرة في هذا الملف، مع ما تمتلكه من إمكانيات لتكوين أسباب نجاحه.

اليوم، يدخل الروس مُجدداً على خط ملف عودة النازحين السوريين في المنطقة، متسلحين بالنتائج التي حققها النظام السوري في مواجهة الفصائل المُسلحة وذلك بعد فشل خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأولى، لأسباب وعوامل كثيرة لها علاقة بالصراع القائم في المنطقة. من هنا تؤكد مصادر إقليمية ان دخول الروس اليوم ناتج عن قراءاتهم لتقدم العديد من الأمور في ما يتعلّق بالتفاوض الذي يحصل بين الحكومة السورية وأجزاء من المعارضة في جنيف حيث يحصل البحث في ما يتعلّق بالتعديلات الدستورية، أو بدستور جديد يتضمن كيفية توزيع السلطات.

وترى المصادر أن هذه الأمور الحاصلة والمُستجدّة اليوم، تخلق في أكثر من مكان جوّاً إيجابيّاً بين جميع الأطراف، سواء دولياً او إقليميّاً. وما تّحاول روسيا القيام به الآن، هو فتح كوّة في جدار الجمود الحاصل في ملف العودة، خصوصاً وأن هناك مناطق آمنة كثيرة عسكريّاً في سوريا، مؤكدة أن الكلام اليوم حول مصير الرئيس السوري بشّار الأسد، قد تم تجاوزه والنقاش اليوم يجري حول ملامح الاتفاق السياسي الذي بدأ يتظهّر بعض الشيء في جنيف. وبدورنا كلبنانيين يجب أن نتلقّف هذه المبادرة بإيجابية تامة خصوصاً وأن مؤشر الأوضاع في المنطقة، يميل الى حد ما نحو الإيجابية، بدءاً من اليمن مروراً بالعراق، ووصولاً الى سوريا ولبنان.

وحول ما إذا كانت زيارة الوفد الروسي تتعلّق أيضاً بملف ترسيم الحدود وموضوع النفط في لبنان، تنفي المصادر هذا الأمر، مبنية رفضها هذا على أن دور الوفد مُحدد وهذا ما يظهر من خلال تكوينه، إذ أن رئيسه هو الممثل الشخصي للرئيس بوتين في الملف السوري وممثل وزير الخارجية الروسي في الشرق الأوسط، ومعهم أحد الضبّاط الكبار في وزارة الدفاع المعنيّة بهذا الملف بشكل كبير.

أمّا بالنسبة إلى الدور الذي يؤديه “حزب الله” على الصعيد نفسه، فتلفت مصادر سياسية محليّة بارزة، إلى أنها كانت تُفضّل لو ان “الحزب” ظلّ بعيداً عن هذا الملف ولم يتدخل فيه كونه برأيها لا يتمتع بمصداقية لدى الشعب السوري ولا هم يرحبون بدوره للقيام بخطوات تتعلق بمصيرهم، على الرغم من إشاعة الحزب لأجواء مصالحات يقول أنه يقوم بها وأنه نجح إلى حد بعيد في تحقيق جزء منها بالتعاون النظام السوري.

يجب التأكيد هنا أن العلاقة بين حزب الله والسوريين (الشعب السوري) لم تصل الى مرحلة الثقة وهناك شكوك بدوره. ولذلك لا بد من التأكيد على المبادرة الروسية الجديدة، والتي نعتبرها أفضل حل حتى الساعة.



from وكالة نيوز https://ift.tt/35YIGDN
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل