Tuesday, October 20, 2020

“قرفٌ” عونيّ من حزب الله…

“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر

“صار لازمها” … “ركبوا ع ضهرنا وكتّروا” …. ردينالن ياها وخلصنا”…. إنّه لسان حال العونيين هذه الايام في جلساتهم الخاصة،كما على وسائل التواصل الاجتماعي.

واضحٌ أنّ “الكيل قد طفح” من حزب المقاومة، “استحلينا يوقفوا معنا بملف واحد بس”. وعندما تذكّرهم بأنهم عطلوا البلد سنتين كرمى عيون وصول العماد عون الى بعبدا، يعالجونك فوراً بالجواب “ما يربحّونا جميلة كانت مصلحتهم هيك، تقاطعت المصالح ونقطة عالسطر” “أساسا ياما إلها ستي عند جدي”.

في استعادةٍ قصيرة لبعض المحطّات السياسية الاساسية، تؤكد أن تفاهم “الكبيرين” شهد توتراً وشداً للحبال، انتهى دوماً لصالح حزب المقاومة، دون مراعاة لمصالح التيار البرتقالي، بحسب حرس التيار القديم، متوقفين عند النقاط التالية:

اولاً، ملف عودة المبعدين الى اسرائيل، حيث فرش الحزب الطريق بداية بالورود، ليعود ويعرقل تلك العملية، مصراً على اعتماد القطعة في هذا الملف، كما حصل مع عامر الفاخوري، بما يخدم مصالح الحزب وحساباته، وهو ضرب اكثر من مرة تسويات كان يجري إعدادها “ع رواق” لاعادة جميع الهاربين الى اسرائيل.

ثانياً، ملف الفساد. على هذا الصعيد حدّث ولا حرج، فالحزب يقف على طرف نقيض للتيار، فرغم تفهم بعض خصوصيات الحزب إلّا انه “زادها كثيرا”، وصلت حدود ضرب مشروع العهد الاصلاحي، وبالتالي حرمان الرئيس عون من تنفيذ برنامجه الذي طالما نادى به، وهو امر يستحيل السكوت عليه بعد اليوم.

ثالثاً، الاستفادة من وصول العماد عون الى السلطة للتلطي خلفه والاستفادة من دعمه خدمة لمصالح أبعد من بيروت، ما دفع العهد ثمنه، وليس اخر المطاف العلاقة المتوترة مع الاميركيين، فيما حارة حريك تفتح الحوارات مباشرة ومواربة من تحت الطاولة حتّى ولو كان على “راس الحليف”. أمّا الحديث عن تنازلات بسبب الخوف من العقوبات احالت المصادر حارة حريك الى خطاب رئيس التيار الوطني الحر في ذكرى 13 تشرين الاول الواضح في هذا الشأن.

رابعاً، مسألة ترسيم الحدود ومقاربة الملف ككل، والذي بلغت الوقاحة حوله، حد التشكيك بوطنية الرئيس عون، وحدود التخوين وهدر الدم، على حساب الاصول الدستورية، و”فلت” ابواقهم الاعلامية في حملة ممنهجة ضد النائب باسيل، خلافاً للحقيقة والواقع.

لكن هل يعني كل ما سبق ان” الدف انفخت بين الطرفين” و” تفرّق العشاق”؟

بالتأكيد، ومن الطبيعي ان الظروف الموضوعية لانفجار العلاقة بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وبلوغها نقطة اللاعودة ،لم تحن بعد، وان كان من الصعب ان تعود العلاقة بين قواعد الحزبين الى سابق عهدها، بإجماع الكثيرين من الطرفين.

غير أن ذلك لا يعني عدم تفهّم بعض مسؤولي التيار من “اصحاب المصالح” لسلوك حزب الله، موردين في هذا السياق نقطتَين اساسيتَين تتقاطعا عند الهم الاقليمي للحزب وصراعه الاستراتيجي، الذي يعلو اي تفصيل داخلي. لذلك بنظر قيادة الضاحية :

النقطة الاول، يعتبر الخلاف مع الرئيس نبيه بري، ومن خلفه حركة امل، خط احمر، مهما بلغت التضحيات، رغم ان اكثر من مسؤول في السلطة والثورة سمعوا من قيادات حزبية كلاماً مستفيضاً عن “انجازات الاستيذ”، فوحدة الصف بالنسبة للحزب هي اولوية، وقد اثبتت نجاعتها في مواجهة كل المخططات التي استهدفتهم، لا بل كانت العامل الاساس في القضاء عليها.

كذلك لعامل العشائر حساسية خاصة، اذ تشكّل شوكة في خاصرة المقاومة اذا ما انقلبت عليها، لذلك “سكوتها” عن الممارسات الخارجة عن القانون وسعيها الى تمرير قانون عفو عام يراعي ذلك.

أمّا النقطة الثانية، فقائمة على تحالفات الحزب خارج بيئته الشيعية، وظيفتها الاساسية فك العزلة التي تسعى واشنطن والرياض تحديدا لفرضها عليه، وبالتالي تخفيف الضغوط عن البيئة الشيعية وضمان عدم انقلابها. من هنا يعتبر الرئيس سعد الحريري خيارا اساسيا لما له من دور لتجنب الفتنة، ومن حجم دولي واقليمي مساعد. فسياسة الحزب منذ 2005 سعت الى عدم قطع شعرة معاوية معه، رغم كل محطات الخلاف. وهنا تسأل جهات مقربة من الحزب “لماذا يقبل باسيل لنفسه ما يرفضه لغيره؟ فهل له ان يخبرنا على اي اساس تحالفا، ولماذا اصلا اختلفا؟”.

فهل ما يجري على جبهة “الثلاثي الحاكم”، وفقاً لحكيم معراب، تفاصيل تكتيكية أم خلافات استراتيجية، كفيلة بإسقاط ما تبقى من اتفاق مار مخايل؟

أوان قطع الشك باليقين لم يحن بعد، إلّا ان الاسابيع القادمة كفيلة بتحديد اتجاه” رياح اللقلوق” وقوتها.



from وكالة نيوز https://ift.tt/37r6bYr
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل