Headlines

Thursday, September 3, 2020

الى بهاء الحريري …

نبيه البرجي- الديار

هل أنت ابن رفيق الحريري …؟!

قل لنا ما هي قضيتك. اسأل ذلك الوزير البيروتي المحترم ما كانت ردة فعل أبيك، كشخصية استثنائية، حين قال له هيرفيه دو شاريت، أثناء عملية «عناقيد الغضب» عام 1996، «ما من احتلال في التاريخ الا وينتهى بالقوة».

بالقوة، أخرج المقاومون «اسرائيل» من أرضنا، ومن مدينتك عروس الجنوب. ألا يستحق الذين تحت التراب؟ ألا تستحق الثكالى مثل الدمعة التي لمـعت في عيني أبيك حين هزته كلمة وزير الخارجية الفرنسي؟

دع السكين تقع على الأرض. لا تغرزها في ظهور، أو في صدور، الذين قهروا الجيش الذي لا يقهر. الذين جعلوا آرييل شارون يدخل في الغيبوبة قبل أن يدخل في الغياب؟ لعل أحداً قال لك كيف التف مناحيم بيغن ببطانية الصوف بعدما فوجئ بأن اللبنانيين، وكما كان يتصور، ليسوا نموراً من ورق، ومات داخل بطانية الصوف …

لماذا تواريت عن الأنظار طوال تلك السنوات لتظهر فجأة، كما لو أنك موفد من صفقة ما وتسعى لتحويل لبنان الى نسخة عن جهنم ؟

لنقل لك، لا نكنّ لك أي كراهية، ونعرف ما كان احساسك حين أشاح الملك عبدالله بن عبد العزيز باصبعه عنك. وكنا نأمل أن تظهر بيننا، بصورة أخرى، وتقول لنا «هذا أنا، وهذه استرتيحيتي لانقاذ لبنان بعيداً عن تلك الأدمغة الملطخة، وعن تلك الأيدي الملطخة».

ادخل هكذا من البوابة الكبرى، لا من ثقب الباب. من هناك تلج الى القضية اللبنانية بعدما ابتعدت عنها بناء لرغبة أولي الأمر.

ليس كل من هو ضد البربرية التوراتـية، وليـس كل خائف على لبنان من السياسات المجنونة لليمين «الاسرائيلي» (الرجاء العودة الى مراسلات دافـيد بين غوريون وموشي شاريت) هو عضو في حـزب الله.

وثمة مسافة هائلة تفصل بيننا وبين تاريخ ايران، والبنية الايديولوجية لايران وحتى البنية السيكولوجية أيضاً. حتى لو نظر بعض أهل السلطة في طهران الى لبنان كامتداد جيوسياسي، فهذه ذروة الجهل بلبنان وتركيبة لبنان.

هل قال لك مستشاروك كيف دخلت «اسرائيل» الى بلادنا، ولماذا بقيت (أجل لماذا بقيت) 18 عاماً تفتك باللبنانيين الذي قضى منهم الآلاف دون أي مبرر على الاطلاق؟ هل قالوا لك كيف أن الأشقاء العرب اختبأوا وراء تلك الكوميديا الصفراء التي تدعى مبادرة السلام العربية والتي لا مكان لها حتى في مستودعات الخردة؟

الثنائي بيـغن ـ شـارون أكـد أمـام المـلأ أن الغـاية من الاجتياح الـذي وصـل الـى بـيروت (وقبل ظهور حزب الله) تـدميـر الآلـة العسـكرية لمنظمـة التـحرير الفلسطينية. هذا ما حدث. غادر ياسر عرفات ورجـاله، وتم تفريغ مستودعات الـسلاح كـلياً. لمـاذا لم يغادروا وبقوا كل تلـك السـنوات عـلى أرضـنا. قـتل وتدمـير واعتـقال وتعـذيب. الأشد خطورة هو التنفيذ المنهجي للسيناريو الذي يرمي الى تفتيـت المجـتمع اللـبناني.

لماذا نسكت عن سلاح المخيمات، وهي دويلات قائمة بذاتها؟ أليس لأن هذا السلاح من أجل دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم أمام الاحتمالات «الاسرائيلية»؟ في هذه الحال، ألا يفترض أن تكون الأولوية للبنانيين في هذا المجال، خصوصاً الذين عانوا الويلات من الاحتلال، بعدما سلمت الدولة مفاتيج الجنوب لياسر عرفات؟

ندرك أن هذا زمن العودة الى البداوة. المال يتدفق على لبنان، وكذلك السلاح، بانتظار الانفجار المبرمج عربياً و«اسرائيلياً». لبنان يتحول الى مضارب قبلية في زمن الكورونا، وحيث الدول ترتقي بالتكنولوجيا الى مستوى القرن. نحن نرتقي بالايديولوجيا الى مستوى القرون الوسطى.

أيها السيد بهاء الحريري. وجهك لا يوحي بالكراهية، ولا بالانغلاق. نعلم أن مأساة شخصية ألمت بك باقصائك عن الدور السياسي. اذا أردت أن تدخل الى لبنان، كن مثل أبيك. معول البناء لا معول الهدم.

ذلك السلاح يساهم في الدفاع عن لبنان. انظر ما هي «اسرائيل». وما هو بنيامين نتنياهو. لا تكن من يزرع أحمد أسير عند كل مفترق. وصية أبيك لا تفجر لبنان، ولا تكن أداة ضد من أعادوا الى التراب المقدس ألقه…



from وكالة نيوز https://ift.tt/354cUX5
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل