Sunday, September 27, 2020

حقيقة مهمة حكومات المهمات ؟!

لكل طرف رأي بفشل المبادرة الفرنسية خصوصا ما يتعلق بتشكيل الحكومة ، وبعد اعتذار أديب ستكون هناك روايات وحكايات عن عوائق ومعرقلين الا ان كل هذا التقاذف سيلتقي عند حدود التمسك بالمبادرة المذكورة !
نسبيا سيكون للثنائي الشيعي النصيب الاكبر باتهامه بافشال تشكيل الحكومة وهذا يعود لاعتبار شكلي كان له مساحة واسعة بالإعلام يتعلق بوزارة المال واصرار الثنائي على اختيار وزرائهم ..
اما المضمون الفعلي لكل ما يدور ودار حول المبادرة الفرنسية يختلف عنه كليا عن لعبة المداورة والمستقلين وما الى ذلك ؟ لان اساس الجهد الفرنسي يتخطى بأشواط هذه التفاصيل الشكلية التي اسند اليها كل ما له صلة بالعرقلة ، اولا لان الرئيس الفرنسي جاء الى لبنان بتفويض امريكي وعدم اعتراض سعودي ليطرح ما سمي بنظام سياسي جديد سرعان ما تبدل الوصف الى حكومة لم الشمل يكون عملها الوحيد الاصلاح والإصلاحات المطلوبة من الغرب والجهات المانحة
اما تغير التعبير لم يخفي حقيقة جوهر النظام السياسي الجديد وهنا بيت القصيد الفرنسي والأمريكي والخليجي؟ وهو تقاطع حول انهاء مفعول الاكثرية النيابية الحالية عبر انتخابات نيابية مبكرة الا ان لهذا التقاطع تعامل مختلف من حيث الأسلوب بين هذه الأطراف ، وعندما اسقط ح ز ب الله هذا الطرح بقصر الصنوبر تبدلت الأساليب لكن بقي الهدف هو نفسه بحيث ان الفرنسي بمشاركة اطراف داخلية اقنعوا الامريكي والسعودي بالسير بخيار تعطيل حكم الاكثرية بعد سقوط خيار الانتخابات المبكرة ،
من هنا انطلقت مهمة تشكيل أديب للحكومة بحيث يطرح اسماء كامل أعضاء الحكومة دون التشاور مع اَي طرف من اطراف الاكثرية وحتى ان يختار هو حصة رئيس الجمهورية وكان يعول الفرنسي على إمكانية سير الاكثرية بتشكيلة أديب واعطائها الثقة لانه لا خيار أمامهم سوى القبول لتجنب الانهيار الشامل وسيف العقوبات ، وبذلك يصبح هدف الانتخابات المبكرة قائم بتقييد فعالية وتأثير هذه الاكثرية بما يشبه الحالة التي أتت بحكومة ميقاتي عام ٢٠١١ عبر تقييد اكثرية ١٤ اذار النيابية آنذاك
ولا شك ان الجهد الفرنسي بهذا الاتجاه كان مترافق بضغوط أمريكية وسعودية مباشرة تارة بالعقوبات وتارة اخرى بالمواقف السياسية اتجاه ح زب الله والتي تراوحت بين شينكر الى بومبيو وصولا الى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ، كل ذلك كان لرسم بيان وعمل ومواقف الحكومة المرتقبة لأديب التي كان يراد لها ان يكون بيانها الوزاري محصور ببنود اقتصادية وبند سياسي وحيد تحت مسمى النأي بالنفس وتجنب العقوبات على الدولة اللبنانية عبر استبعاد كل ما يمكن ان يستدعي عقوبات وليس فقط عبر اخراج الحزب وشطب كلمة المقاومة من البيان الوزاري بل ايضا ليشمل الابعاد حركة امل والمردة والتيار العوني تحت ذريعة فك الحصار عن الشرعية ومصالحة المجتمع الدولي والعربي!!
ومن جملة أهداف مهمة حكومة أديب ان ينحصر ملف الحدود البحرية مع العدو بأديب شخصيا وإعلانه الالتزام الكامل ب ١٧٠١ والطلب بتوسيع عمل اليونفيل ليشمل الحدود الشرقية والشمالية والمطار والمرافق والمعابر الحدودية لتجنيب لبنان بان يشمله قانون قيصر ومن اجل قبول امريكا باستثناءات تتعلق بالتصدير والاستيراد اللبناني عبر الحدود مع سوريا
حتى ان هذا الشق من السياسة الخارجية لحكومة أديب ذهب الى طرح جدي يتعلق بطلب هذه الحكومة من مجلس الامن اعادة احياء اتفاق الهدنة مع اسرائيل وادخال تعديلات جديدة عليه على صلة بتوسيع عمل اليونفيل وإبرام اتفاق تواصل امني مباشر بين بيروت وتل ابيب ، وكان المبرر لحكومة أديب في ذلك بانه تطبيق لشروط دولية من اجل مساعدة لبنان ووقف انهيار اقتصاده وانهاء عزلته الخارجية ..
و ايضا من جملة أهداف هذه الحكومة دورا للجيش والقوى الأمنية والأجهزة القضائية لمواجهة عمل المقاومة وسلاحها نتحدث عنه لاحقا…
#يتبع
عباس المعلم – كاتب سياسي



from وكالة نيوز https://ift.tt/2ECrcDr
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل