
“ليبانون ديبايت”- ملاك عقيل
من دون أدنى شك كان “حزب الله” يُفضّل أن يُبقي ورقة حكومة حسان دياب بيده مفاوِضاً “فوق رأسها” حول الحكومة الجديدة في أعقاب إنفجار “عنبر الجحيم” في المرفأ.
هذا الواقع كان سيتيح له المناورة بشكل أكبر لفرض شروطه في تركيبة الفريق الوزاري في مرحلة ما بعد 4 آب الى حدّ رفع السقف بالتمسّك ببقاء حكومة دكتور الجامعة الاميركية وحمايتها من السقوط.
اليوم هو يفاوض تحت ضغط أكبر وقد لا يُتاح له هامش المناورة كما لو أن الحكومة لا تزال “شغّالة” في ظلّ تتبّع “الأخ الأكبر” في الخارج لتفاصيل التكليف والتأليف والضغط لإنجازهما بأقرب وقت تحت طائلة التلويح بعقوبات (لم تعرف ماهيتها) في حال الذهاب نحو خيار “معادٍ” للتوجّه الدولي. الأمر المؤكد أكثر أن حزب الله لم يكن راضياً عن الإخراج المذّل لرحيل الحكومة والذي شكّل سبب توتّر صامت بين الحزب وعين التينة!
يلخّص مصدر مطلع المشهد كالآتي: “هي عملية عضّ أصابع دولية ومحلية تسبق مرحلة عدّ الأصوات في عملية التكليف في ظل عدم وضوح خارطة تموضع الكتل النيابية والتوافق على البديل وهوية فريق عمله”.
آخر أخبار المرشّح المفترض لرئاسة الحكومة سفير لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام المدعوم فرنسياً وأميركياً أن سعد الحريري يتمنّى إستبعاده من الحلبة قبل “حزب الله”.
لا يقف الأمر عند واقع عدم تسمية كتلة “تيار المستقبل” لـ “سعادة السفير” في إستشارات تكليف حسان دياب رئاسة الحكومة، كما فعل وليد جنبلاط آنذاك، بل لأن الحريري لن يكون مجدداً بوارد تسمية أحد من قبله لرئاسة الحكومة، وثانياً إنّ أمّن الغطاء السنيّ، وهذا أمر مستبعد، فلن يكون لنواف سلام.
لسان حال العارفين “لن يأتي الحريري بالدبّ الى كرمه. نواف سلام بعلاقاته وجذوره البيروتية “السلامية” نسخة لا تشبه تمام سلام ولا أي مرشّح آخر”. في بيت الوسط لازمة واحدة: “سعد الحريري لرئاسة الحكومة وبشروط”.
في هذا الوقت ماذا تفعل حكومة دياب “المنكوبة” بغدر الحلفاء؟
“الدكتور حسان” الذي قرّر السكن في السراي بعد تعيينه رئيساً للحكومة لأسباب أمنية ولوجستية يتحضّر للمغادرة مع مستشاريه. وحدّها عملية التفاوض العابرة للمقرّات و”المحيط” ستحدّد فترة تصريفه الأعمال.
الرجل الذي شَهد على أبشع عملية تواطؤ ضده وضد فريق عمله الذي نظّم أجندة نظيفة وشفافة للعمل يفترض به على عكس “كتاب الإنجازات” الذي أصدره بعد تعيينه وزيراً للتربية في حكومة نجيب ميقاتي، أن ينشر بعد إلتحاقه بنادي رؤساء الحكومات السابقين “كتاب الإفلاس”. إفلاس طبقة سياسية لم تتوان عن الاستشراس والتكشير عن أنيابها لحماية مكتسباتها في مواجهة حكومة تجرّأت على كسر “السيستم” وللمرة الأولى في تاريخ الحكومات على تعرية مالية الدولة وكشف عوراتها وفضائحها… بالأرقام. حتى في اللحظات الأخيرة ما قبل استقالة الحكومة حاولت بعض القوى السياسية تمرير مراسيم عالقة تخدم مصالحها!
كثرٌ لاموا حسان دياب على عدم بقّ البحصة قبل المغادرة. بالأساس لم يكن لديه شيئاً ليخسره، فكيف بعدما أخذوه لحماً ورموه عظماً. كان يمكن للأكاديمي أن يفضح التدخلات والمؤامرات ونصب الكمائن وعقلية “اللصوصية” مسجّلاً موقفاً للتاريخ. فضّل دياب تعميم المسؤوليات معايناً بعيد وقت قصير من إعلان إستقالته محاولات من أتوا به الى الحكومة لإعادة تنصيب رئيس حكومة “اقتلعته” الثورة!
سعد أم غيره، حكومة وحدة وطنية أم حيادية، حكومة مع حزب الله أو من دونه… هو تفاوض شائك يبدو فيه لبنان ورقة على الطاولة وليس جالساً على كرسيّ التفاوض. لكن خلف هذا الواقع توجّس دولي من إنزلاق الداخل اللبناني نحو الأسوأ. وهذا ما يفسّر الضغط الفرنسي تحديداً لبقاء مجلس النواب متماسكاً بمن حضر لتقطيع المرحلة.
أما رئاسة الجمهورية فباتت أقرب الى “منطقة الخطر” على مشارف السنة الخامسة من عمر العهد. الحكومة الرابعة ستولد قريباً بعد ثلاث ولايات وزارية لم تعرف الاستقرار، ومعها هبطت أسهم العهد القوي الى الحضيض. وهنا تحضر مخاوف جدية في قصر بعبدا “بأن يكون الهدف من كل ما يحصل إزاحة ميشال عون قبل أوانه”!
from وكالة نيوز https://ift.tt/3iCs4pM
via IFTTT
0 comments: