Monday, August 31, 2020

تَصفيةُ حساباتٍ أميركية – فرنسية في لبنان؟

“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر

أمورٌ قليلة تغيّرت بين الزيارة الاولى والثانية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت،لا تعدو كونها “تجميلية” لزوم ما يلزم لبقاء “جماعة السلطة” في حفلة تقاسم وتوزيع الغنائم. “ايقاظ” بعبع داعش، “زكزكة” الفتنة في خلدة، تظاهرة استقبال في ساحة الشهداء في مواجهة تظاهرة برتقالية عند المرفأ. كل ذلك إن دلّ على شيئ، فعلى انه “تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي”، بين دياب واديب.

“فدوزات التهديدات” الفرنسية و”هزّ العصا”، لا يبدو انها فعلت فعلها في الطبقة الحاكمة والمتحكمة في السلطة والدولة، حيث تستمر عمليات “التذاكي” والرهانات الفاشلة لتعويم الطبقة ذاتها، ما لم يكن من الباب فمن الشباك، حيث مهّد امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابين عاشورائيين لتنازل شكلي ما على شاكلة ما اقدم عليه الامام الحسن يوما، نتيجة ضرورات الظروف.

في الاساس لم تكن مناسبة المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير لتستأهل زيارة احتفالية، خصوصاً ان رحلة سنواتها كانت “عاجقة” بالمصائب والكوارث، الذي بفضل باريس وجهودها الجبارة اجهزت “على هذا اللبنان”، بدل تحويله الى وطن، حيث تخاذلت الام الحنون في كل المحطات، تارة عن جبن وطورا عن تآمر، بحجة انها ام الصبي وان كانت سياستها تعاكس ارادة اللبنانيين الاحرار، فها هي عام 1990 تشارك عن سبق اصرار وتصميم في ضرب لبنان الحر لصالح تسوية سورية افضت الى ما وصلنا اليه اليوم.

وعلى نفس الطريق نجدها حالياً، تراعي وتساير حزب المقاومة على حساب كل لبنان، وتربّحنا جميلة انها معنا. فبكل بساطة زارنا رئيسها “فطرق” المعارضة حقنة مورفين والطبقة الحاكمة والمتحكمة ابرة فيتامين والنتيجة مزيد من الخراب والوقت الضائع. فالاخ ماكرون لم يتعلم من صديقه شيراك، ان زمن الانتداب والاستعمار، كما الاحتلال العثماني، قد ولّى الى غير رجعة.

في كل الاحوال، لن تطول السكرة قبل ان تظهر الفكرة على زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية الى لبنان، سواء شكلت الحكومة بسرعة أم لا. وهنا لا بد للتذكير بالنقاط التالية: مواجهة فرنسية اميركية في مجلس الامن في ملفي ايران واليونيفل، اتهامات لواشنطن بتحريك “السترات الصفراء” وعدم اخفاء الادارة الاميركية رغبتها بعدم عودة ماكرون الى السلطة، حملة داخل فرنسا ضد سياسات الرئيس ماكرون فيما خصّ سياسته اللبنانية. من هنا يصبح واجباً السؤال، هل سيكون لبنان ساحة تصفية حساب اميركية – فرنسية كما حصل في عام 1990؟ قد يكون تصريح السفيرة الاميركية ذات دلالة كبيرة “نحن غير معنيون بما يطرحه ماكرون”، هل يعني ذلك ان الاخير قد تخطى حدود التنسيق و”شطح”؟

في كل الاحوال لا بدّ من التوقف امام علامات بارزة رافقت الاستشارات النيابية في بعبدا اهمها:

١- اعدم مشاركة الرئيس السنيورة الذي تشير المعلومات انه لم يكن راضيا عن الخيار والقرار نظرا لما قد يحمله من تبعات.
٢- مقاطعة النائب نهاد المشنوق وبيانه عالي اللهجة، وهو المعروف بتنسيقه مع القاهرة. فهل موقفه يحمل دلالة ما او رسالة؟
٣- امتناع كافة حلفاء سوريا في لبنان (النواب ايلي الفرزلي،جميل السيد، جهاد عبد الصمد، واللقاء تشاوري) عن تسمية الرئيس اديب.
٤-تسمية النائب مخزومي للسفير السابق نواف سلام.
٥-تسمية القوات اللبنانية للسفير سلام، رغم اتصال الرئيس ماكرون بجعجع واجتماع الاخير بالسفير السعودي لساعة ونصف.

في كل الاحوال الايام القادمة ستبيّن الخيط الابيض من الاسود، ذلك ان القرار واضح جدا، كما تاريخ فرنسا في التعامل مع لبنان، حيث تبيّن التجربة انه لا يمكن التعويل على باريس.



from وكالة نيوز https://ift.tt/2ETAWZw
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل