Monday, July 13, 2020

الحرب المُفترضة بين الكلفة والتكلفة

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

يبدو أن الضغوط الدولية وتحديداً الأميركية على “حزب الله”، ذاهبة بالتزايد وأن كلام السيد حسن نصرالله من أن هذه الضغوط تُضعف حلفاء الولايات المتحدة الأميركية تُضعف حلفاؤها في لبنان فقط، لم يلق آذاناً صاغية لدى هذه الأخيرة، الأمر الذي يُنذر بمرحلة مُقبلة ستكون شديدة الخطورة على الصعيدين الإقتصادي والأمني خصوصاً في ظل ما يُحكى عن حرب مُحتملة بين إسرائيل و”حزب الله”.

من الحصار الإقتصادي والمالي المتزايد الذي تفرضه أميركا على محور “المقاومة” ووصولاً إلى “قانون قيصر”، ثمّة وقائع لا بد أن تتغيّر وأن تُفضي إلى معادلات جديدة بغض النظر إذا كانت المعادلات هذه، تخدم هذا الطرف أو ذاك، إذ أنه من المُستحيل أن تبقى السياسة القائمة اليوم في المنطقة على حالها من دون تبديل ما، خصوصاً وأن الأجواء كلّها مهيأة اليوم لتحديد مُستقبل هذه المنطقة، وما يجب أن تكون عليه.

من بين هذه التبدلات، ضرورة الوقوف على حقيقة التسريبات التي تخرج منذ فترة والمتعلقة باحتمال نشوب حرب واسعة في المنطقة بين “حزب الله” وإسرائيل، قد يكون مسرحها إمّا جنوب لبنان أو الجولان السوري. وما بدى لافتاً خلال اليومين الماضيين، توقيع وزير الدفاع السوري، علي عبد الله أيوب، مع رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين البلدين، الأمر الذي فسّرته مراجع دولية على أنه خطوة أولية من محور “المقاومة”، لكسر “قانون قيصر”.

وسط هذه المعمعة الحاصلة في المنطقة، ثمّة خوف كبير معطوف على جملة أسئلة تتعلق حول حقيقة الحرب المُفترضة التي قد يكون لبنان أحد مسارحها، وذلك في وقت يُعاني فيه “حزب الله” ضغوطات دولية متنوّعة، أدت في أكثر من مكان، إلى تأثّره مادياً بنسبة كبيرة وسط تراجع الدعم الملحوظ للعديد من مؤسّساته خصوصاً تلك المعنيّة بصموده أولاً، وبتلبية الإحتياجات الأساسية.

من هنا، يسأل خصوم “الحزب” ما إذا كانت الحرب الوسيلة الوحيدة لديه، للخروج من كل هذه الأزمات وتخطيها حتّى ولو أدّت إلى دفعه كلفة عالية.
هذا السؤال أو الإستنتاج، تصفه مصادر مقرّبة من “حزب الله”، بأنه “غير أخلاقي” ولا يمت إلى أخلاقايات ولا إلى مبادئ “الحزب”. لكن في وقت سابق، كان وعد الحزب اللبنانيين بمواسم سياحية وبهدوء أمني غير مسبوق، إلّا أن حرب تمّوز نسفت كل هذه الوعود؟.

تُجيب هذه المصادر بأن التوقيت الزمني، مُختلف اليوم عن تلك الأيّام، فاليوم هناك استهداف للقمة عيش كل اللبنانيين وليس استهداف “المقاومة” فحسب، ومع ذلك، ما زال البعض يتمتّع بذهنيّة العداء لـ”المقاومة” واعتبارها عدو يجب اقتلاعه، حتّى ولو بغطاء إسرائيلي.

المؤكد أن أي حرب قد تحصل اليوم بين “حزب الله” وإسرائيل، لن تكون في مصلحة الطرفين وخصوصاً “الحزب” حيث أن الشعب اللبناني يُعاني ما يُعانيه من جرّاء العقوبات الخارجية، والأزمتان المالية والأقتصادية.

من هنا يرى خصوم “الحزب” بأنه طالما يقوم بتنفيذ أجندات خارجية، وطالما يضع المصلحة الإيرانية تحديداً في طليعة حساباته وطالما يعتبر نفسه جنديّاً في “ولاية الفقيه” وليس في الجيش اللبناني، فإن أبواب الحرب ستبقى مفتوحة، ومعها ستبقى لقمة عيش الشعب اللبناني تحت رحمة الحزب وحلفائه الإقليميين.

بعد هذا الكلام، تعود مصادر “حزب الله” لتؤكد أن المقاومة تعمل وفق “أجندة” لبنانية تتعلق بمصلحة لبنان وشعبه، وأن أي حرب مُقبلة مع إسرائيل لن تكون بيد “الحزب” إلا في حال ارتكاب العدو، أي حماقة، هذا مع العلم أن الإسرائيلي، قدّم لغاية اليوم مئات الذرائع لحزب الله من أجل جرّه إلى الحرب، ومع هذا واظبت المقاومة بالحفاظ على رباطة جأشها ولم تنجّر إلى حيث يُريد الإسرئيلي. لذلك نقول للقريب قبل البعيد، أن الإسرائيلي ومن حيث يدري أو لا يردي، سلّم المقاومة مفتاح الحرب أكثر من مرّة، ولو كانت تعمل فعلاُ وفق حسابات خارجيّة، لكنّا اليوم نعيش فرحة الإنتصار.

في مجمل الأحوال، يبدو أن محور “المقاومة” قد أوجد الطريق الذي يراه مناسباً لمواجهة “قانون قيصر” وتداعياته وذلك من خلال سلوكه طريق “الشرق” الذي كان دعا اليه نصرالله. فبالإضافة إلى التعاون العسكري الإيراني – السوري، رأت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان، أن لدينا عدة خيارات لكسر قانون قيصر سنعمل على العودة إلى الزراعة وزيادة التعاون مع دول محور المقاومة والانفتاح على الشرق كالصين وروسيا”.

لكن، ما هي كلفة أو تكلفة التوجه شرقاً!!.



from وكالة نيوز https://ift.tt/32c4dsd
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل