Friday, July 10, 2020

حزب الله يجنّد سودانيين؟

“ليبانون ديبايت” – وليد الخوري

يَكثرُ الحديث هذه الأيام عن الحرب الأمنية القائمة بين إسرائيل وحزب الله، لملء وقت فراغ الاستعداد للمعركة العسكرية الفصل، حيث يبدو ان معادلة التوازن السلبي بين الطرفين حاكمة في المواجهة الحالية رغم تعدد الأساليب وتنوعها، ومنها المبتكر.

وإذا كانت المعطيات التي تحدثت في الماضي عن محاولات أمن حزب الله تجنيد عملاء من جنسيات أجنبية للعمل لصالحه داخل اسرائيل، وكذلك من بين الفلسطينيين، معتمدين خيار “الدولة الثالثة” كمحطة ترانزيت، فإن مجريات الاحداث الاخيرة التي تشهدها منطقة الخط الازرق تطرح الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات حول ما إذا كان حزب الله قد غيّر في تكتيكاته أو استراتيجيته.

فقد شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة حركة مريبة لأشخاص يحملون الجنسية السودانية حاولوا عبور السياج الفاصل بين لبنان وإسرائيل، عند اكثر من نقطة، ما دفع بالمراقبين الى التوقف أمام تلك الظاهرة ومحاولة الوقوف على خلفياتها، خصوصاً في ظلّ التّعتيم الاعلامي حول نتائج التحقيقات التي توصّلت إليها الاجهزة الامنية اللبنانية، ومع توفّر معطيات عن تقييد الدولة اللبنانية لعملية منح الإقامات والتأشيرات لرعايا السودان. علماً أن ما رشح حتّى الساعة يبيّن أن الذين حاولوا العبور الى إسرائيل قد دخلوا الاراضي اللبنانية خلسة وبطريقة غير شرعية عبر شبكات التهريب.

بداية لا بدّ من القول أنه في حال التسليم بعدم وقوف حزب الله خلف دخول هؤلاء بهدف زرعهم في إسرائيل، فمن أين لشبكات تهريب البشر القدرة على إختراق منطقة جنوب الليطاني ورصد ومراقبة النقاط الضعيفة في السياج الحدودي، المجهّز بأحدث الوسائل الالكترونية والرادارات الحرارية لضبط أي عملية تسلّل؟ وكيف لسوداني دخل البلاد خلسة ان يتنقل فوق الاراضي اللبنانية والوصول الى قطاع جنوب الليطاني واستكشاف الحدود دون مساعدة محلية؟ أسئلة مشروعة على بساطتها تصبح أكثر أهمية إذا ما عدنا الى علاقة حزب الله بنظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير.

تُبيّن المعلومات المتوافرة، من تحقيقات أجرتها “حكومة الثورة” في الخرطوم مع كبار قادة الحكم السابق من عسكريين وسياسيين، أن علاقات متينة ربطت مثلث البشير- حزب الله – طهران، قضت بإستخدام الاراضي السودانية كقاعدة خلفية لنقل السلاح والعتاد للحوثيين في اليمن وحماس والجهاد في غزة، حيث أقام الحزب مخازن للسلاح تمهيداً لشحنها الى أهدافها، مقابل أموال طائلة دفعت وتسهيل عمليات تجارية مشروعة وغير مشروعة، باتت المخابرات الاميركية على بينة من تفاصيلها وبرجال الاعمال والشركات المتورطة بها.

قد لا يكون ما سبق مثيراً للدهشة إذا ما راجعنا أرشيف السنوات القليلة الماضية حيث كانت التقارير الاعلامية تتحدث عن استهداف طائرات مجهولة لقوافل شاحنات في الصحراء، دون أي تفاصيل أخرى، قبل أن يكشف النقاب عن وقوف تل أبيب خلف تلك الغارات التي استهدفت شاحنات السلاح.

في كل الأحوال نجحت الضاحية في “إختراق” السودان نتيجة التسهيلات التي منحت لها وتجنيد عدد لا بأس به من السودانيين للعمل لصالح الحزب عبر شبكات، ما لبثت ان انهارت مع سقوط سلطة البشير، وحملة التوقيفات التي طالت عدد من المتعاملين مع حزب الله أشرفت الاجهزة الاميركية المعنية على التحقيق مباشرة معهم، ما سمح بتفكيك الكثير من “الخلايا النائمة” في أكثّر من اقليم سوداني.

قد يرى الكثيرون أن لا علاقة لكل ذلك، رغم صحّته، بدور لحزب الله في عملية تهريب السودانيين الى إسرائيل، مدعّمين وجهة نظرهم بأن حركة العبور الى الجانب الاخر من الحدود مردّها تحسن العلاقات بين السودان واسرائيل ورغبة السودانيين في تحسين شروط حياتهم.

نظرية قد يعتد بها لوكانت الحدود اللبنانية الاسرائيلية بغير ما هي عليه اليوم في ظل انتشار 15 الف جندي من الامم المتحدة واكثر من خمسة الاف عسكري لبناني، فضلاً عن استنفار حزب الله على طول الحدود وعمليات رصده على مدار الساعة.

من هنا، من حقّ أي لبناني أن يسأل عن دور الحزب في ما يجري، حيث يكشف ملحق أمني – غربي في بيروت عن توافر معلومات من داخل إسرائيل تحدّثت عن اعتقال شبكة متورطة في عمليات تهريب لبشر وبضائع غير شرعية عبر السياج الفاصل مع لبنان، تدور الشبهات حول ارتباط أفرادها وتواصلهم مع عناصر لحزب الله، قد يكون لأهداف الربح المادي فقط وقد تكون لابعد من ذلك، وهو أمر يقلق إسرائيل، خصوصاً أن الشهر الماضي شهد فتح 3 كوات من الحجم المتوسط تسمح بعبور رجال في الشريط الفاصل دون ان تتمكن الأجهزة الالكترونية من رصد اي شيء وكذلك أجهزة الانذار التي لم تعمل.

في الخلاصة أياً يكن، فإن الحرب بين إسرائيل وحزب الله دخلت مرحلة جديدة، حيث يعمد كل من الطرفَين الى تجميع أوراقه إستعداداً للمنازلة الكبرى حيث سيختلط حابل الأمني بنابل العسكري، قبل أن تتحقق الأغراض من المواجهة التي قد يكون بعض عناصرها من خارج الدولتَين المعنيتَين… لبنان واسرائيل.



from وكالة نيوز https://ift.tt/3fenCfL
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل