Wednesday, July 8, 2020

“حزب الله” والحريري.. وثالثهما جبران

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

تمسّك الثنائي الشيعي وتحديداً “حزب الله” بعودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة بعد تقديم استقالته في أواخر تشرين الأول العام الماضي، لا يقبل تأويلاً ولا تعقيباً من أي جهة وقد عبّر “الثنائي” عن رغبتهما هذه أكثر من مرّة وأبرزها تسريب جملة “فرشنا له الحرير”. لكن في المقابل، أصرّ الحريري على الإستقالة لأسباب كثيرة أبرزها، “إستئثار” رئيس “التيّار الوطني الحر” جبران باسيل بالحكم من خلال إستغلال القرابة التي تجمعه برئيس الجمهورية.

المؤكّد اليوم، أنه بعد مضي ما يُقارب الخمسة أشهر على نيل حكومة الرئيس حسّان دياب ثقة المجلس النيابي، يُفضّل “حزب الله” لو أن الحريري ما زال رئيساً للحكومة لأسباب كثيرة منها تأمين غطاء داخلي إضافي لمواجهة الضغوطات الأميركية، لكنه في الوقت عينه، ما كان ليستطيع أن يظل مُحافظاً على دور المُتفرّج في الصراع المُستفحل بين الحريري وباسيل، لذا كان عليه أن يختار بين حليف مسيحي كاد في لحظة ما أن يخرج عن طوعه عندما راح يغمز من قناة العقوبات الأميركية مقابل “سلعاتا”، وبين خصم يحتكم على الدوام إلى لغة العقل والقانون، حتّى في قضيّة اغتيال والده.

يرى البعض أنه قد يكون “الحزب” خلال الفترة الحالية أشدّ حاجة لوجود رئيس حكومة قوي يحظى بدعم داخلي وتأييد خارجي من أجل مواجهة الحصار المفروض عليه سياسياً وماليّاً، وهذه مواصفات غير مؤمّنة في شخص الرئيس دياب الذي يفتقد الإحتضان السُنّي والدعم العربي، وربما فُقدان “الحصانة” أو الدعامة هذه، قد تُكّلفه مزيداً من العقوبات في الفترة المقبلة، وهو قد يكون بذلك قد دفع فاتورة مُكلفة جداً، مقابل تمسّكه بحليف لا حليف ولا “أخ” له، سوى من يوصله إلى كرسيّ الرئاسة.

المعروف عن “حزب الله” أنه حزب براغماتي حيث يقوم بفصل الملفات عن بعضها البعض ويتعاطى مع كل مُشكلة أو قضيّة على حدا، وقد ترجم برغماتيته هذه من خلال بنائه منظومة ونظام خاصين به وأيضاً من خلال طرق تعامله مع الحلفاء وتعاطيه مع الخصوم. من هنا تُشير أوساط مقرّبة منه إلى أنه في ما يخصّ وقوفه عند خاطر باسيل في العديد من المسائل وخصوصاً في الخلاف مع الحريري، إنّما يندرج في سياق الحلف الذي يجمعه بالرئيس ميشال عون وبـ”التيّار الوطني الحر”، رغم أن الجميع يعلم مدى إنعكاس هذه العلاقة على “الحزب” بشكل سلبي مع بقيّة الأطراف في الداخل، والتي لو استغلّها كما يجب، لكان في غنى عن بعض الضغوطات التي تُمارس عليه اليوم دوليّاً.

حتّى الساعة لا “لملمة” فعليّة للخلاف الذي اندلع منذ فترة بين “حزب الله” وباسيل على خلفيّة معمل سلعاتا. الحزب تعرّض لطعنة قد تصل الى حدود الخيانة خصوصاً بعدما طال كلام البعض من داخل “البرتقالي” السلاح “المقدّس” لدرجة التماهي مع التهديدات الأميركية. هذا ما تؤكّده الأوساط نفسها، والتي تعتبر أن المرحلة الحالية بحاجة إلى شخص الحريري الذي عبّر منذ أيّام عن استعداده للعودة إلى الحكومة ولكن بشروط أبرزها، عدم وجود باسيل في الحكومة نفسها.

لا مؤشّرات في الأفق تَشي بمرحلة هانئة بالنسبة إلى “حزب الله” الذي يوزّع جهوده على أكثر من محور على الرغم من تقسيمه للملفات التي تُحيط به، لكن رهانه الأكبر يبقى مُعلّقاً على الإنتخابات الرئاسية المُقبلة في الولايات المتحدة الأميركية وسط تضرّعات بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، آملاً في استعادة المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي.

لكن في جميع الأحوال، يبقى على “الحزب” أن يختار داخليّاً، بين استقرار سياسي مع الحريري معطوف على الإحتكام للقانون والدستور، وبين طموح باسيل الذي يستدعي إبقاء كل الإحتمالات مفتوحة على مصراعيها بما فيها الإبتزاز على أنواعه. هذا الامر يردّ عليه نائب “برتقالي” بالقول “لسنا من يغدر بالخصوم، فكيف هو الحال بالنسبة إلى الحلفاء. البعض يقرأ مواقفنا بأنها “مناورات”، لكنّنا نقرأها من بوابة المصالح الوطنيّة، والحكمة تقول أنّك لا تستطيع الفوز دائماً بكل شيء”.



from وكالة نيوز https://ift.tt/2W0McsY
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل