
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
تكتسب زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في الساعات المقبلة، أهمية قصوى على الصعيد اللبناني أولاً، وتحمل دلالات عدة على الصعيدين الإقليمي والدولي ثانياً، إذ تعتبر مصادر سياسية بارزة، أن الزيارة “المنتظرة” بكل الأبعاد والمعاني الحقيقية لهذه الكلمة، تعني، ومن الناحية العملية، أن الملف اللبناني قد عاد إلى طاولة عواصم القرار، ولو من بوابة عنوان التجديد لقوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب، ذلك أن الوزير الفرنسي قد استبق زيارته إلى لبنان والمنطقة، بجملة رسائل ديبلوماسية واضحة إلى المسؤولين اللبنانيين، تدعو إلى إحداث التحوّل النوعي المطلوب، والذي سبق وأن وعدت به الحكومة الحالية في بيانها الوزاري لدى تشكيلها، ولكن من دون أي ترجمة فعلية على أرض الواقع، وذلك مع العلم أن باريس دعمت حكومة الرئيس حسان دياب منذ تشكيلها بعد انتفاضة 17 تشرين الأول الماضي واستقالة الرئيس سعد الحريري.
لكن الآمال المحلية المعلّقة على هذه الزيارة، قد تصطدم، وكما تكشف المصادر السياسية البارزة، بما سيحمله الوزير لودريان في جعبته من مواقف تتوقّع باريس أن يضعها المسؤولون اللبنانيون في أولوياتهم، وأن يعتمدوها كخارطة طريق من أجل الإفادة من الدعم الفرنسي للبنانيين وعلى كل المستويات، وبشكل خاص الإنسانية منها، وذلك في ضوء معلومات ديبلوماسية متداولة، تشير إلى أن الإدارة الفرنسية، تسعى إلى الإطلاع، وعن كثب وبشكل ميداني ربما، على يوميات اللبنانيين وعلى أزماتهم المتعدّدة والمتنوّعة والمتفاقمة بشكل يومي.
ولذا، فإن الزائر الفرنسي، يحمل أفكاراً دولية، وليس فقط فرنسية، حول سبل المعالجات الجارية من أجل مقاربة هذه الأزمات، وذلك من دون التراجع عن الشروط الدولية التي باتت معلومة من الجميع، وفي مقدّمها التخلّي عن كل السياسات السابقة التي أدّت إلى الإنهيار الحالي نتيجة الفساد والمحاصصة.
في موازاة ذلك، تلفت المصادر نفسها، إلى أن موقفاً فرنسياً جديداً بدأ يتكوّن أخيراً بالنسبة لمقاربة الملف اللبناني بعد مرحلة من الإنكفاء إثر التقاعص عن تنفيذ مؤتمر “سيدر” بسبب عدم الإلتزام اللبناني بكل مندرجات هذا المؤتمر لجهة القرارات الإصلاحية. كذلك، فهي تؤكد أن باريس تتعاطف مع معاناة اللبنانيين غير المسبوقة على كل المستويات المالية والصحية والإجتماعية والتربوية، ومن هذا المنطلق، تنطلق المعالجات الإنقاذية من قبل المجتمع الدولي بوساطة فرنسية، ومن خلال الحراك الديبلوماسي الذي تقوده العاصمة الفرنسية في عواصم المنطقة التي تشملها زيارة وزير الخارجية الفرنسي.
ولا تفصل هذه المصادر، ما بين الزيارة المذكورة واستحقاق التجديد لقوات “اليونيفيل” في ضوء الموقف الأميركي المستجدّ، والذي ينبئ بالمزيد من التشدّد من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب إزاء المهمات التي يقوم بها قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، لكنها وفي الوقت نفسه، تؤكد أن واشنطن قد أبلغت العواصم المعنية ب”اليونيفيل” في لبنان وبالأدوار المنوطة بها، أنها سوف تركّز من خلال قرار التجديد المرتقب، على تعزيز تفويض “اليونيفيل” انطلاقاً من التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية.
وبصرف النظر عن الإطار الذي ستجري فيه عملية التجديد، فإن باريس، ووفق المصادر نفسها، قادرة على المساعدة، خصوصاً في ضوء قرار على أعلى المستويات بالوقوف إلى جانب اللبنانيين، والقيام بدور يتخطى تقديم المساعدات العينية إلى إطلاق مبادرة تساهم في تحسين الأوضاع العامة.
from وكالة نيوز https://ift.tt/3hikzDO
via IFTTT
0 comments: