Thursday, June 18, 2020

بهاء الحريري.. من أينَ أدخلُ للوطن!

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

يسأل الفنّان مارسيل خليفة في إحدى أغنياته التي كانت تُذاع في زمن الحرب عن كيفيّة الدخول إلى الوطن من بابه، أم من شُرفة الفقراء؟

اليوم، وبعد مرور كل تلك السنوات على هذا السؤال، قرّر رجل الأعمال بهاء الحريري الدخول للوطن فعليّاً من شرفة الفقراء، مُستغلاً عوزهم وحاجاتهم بعد أن تنصّلت الدولة من واجباتها تجاههم، وتركتهم عُرضة لكل أنواع الإبتزاز وبتسعيرة مُحدّدة.

مرّة جديدة تُظهر آثار الخراب والفوضى التي حدثت في العديد من المناطق اللبنانية خلال موجة العنف الأخيرة التي حصلت أثناء التظاهرات، بصمة للجماعات المموّلة والمدعومة “بهائيّاً”، مما يقطع الشك باليقين أن للرجل مصالح متنامية الأطراف بإستغلال ما يحصل، للنفاد إلى جزء كبير من اللبنانين من أجل تعزيز نفوذه وتواجده، خصوصاً بين الفقراء بعد أن رأى في جزء كبير منهم وفي هذا التوقيت، أرضاً خصبة لزرع بذور طموحه السياسي ورسم خارطة طريق لعودته “المُظفّرة”.

لا توجد جهة لا محليّة ولا خارجيّة تبنّت حتّى الساعة مشروع بهاء الحريري ولا أعلنت تأييدها لتحركّاته التي يُديرها من خلف الستارة، ما يعني أن مساعيه لبناء مشروعه الخاص وتحقيق حلمه السياسي، تُشبه الحرث في البحر.

المؤكد أن طموح بهاء لتولّي منصب سياسي أو للحلول مكان شقيقه الرئيس سعد الحريري من خلال تقليب الرأي العام السُنّي عليه وإظهاره وكأنه مُتآمر على الطائفة، لم يولد أمس، بل يعود لأعوام طويلة يوم كلّف إحدى الشخصيّات في لبنان بتمثيله و”تفويضه أوسع الصلاحيات لمخاطبة ومراسلة المؤسسات العامة والخاصة، المحلية والأجنبية، وكل الجمعيات والنوادي وهيئات المجتمع المدني”.

مصادر سياسيّة بارزة تحمل راية التيّار “الازرق” وهمومه على كافة الصعد، تُشير إلى أن “الأخ الأكبر للرئيس سعد الحريري يرى في نفسه الكفاءة لتولّي الزعامة السنيّة على الساحة اللبنانية، مُستغلّاً بذلك الهفوات التي ارتكبها الرئيس الحريري والتي كان اعترف بنفسه بها، وذلك في سبيل تحصين الساحة الداخليّة وأبرزها التسويّة التي أدّت إلى وصول ميشال عون لرئاسة الجمهورية”.

وتُضيف المصادر: “الواضح أن السيّد بهاء الحريري الذي عُيّب عليه غيابه عن لبنان منذ الإنتهاء من تشييع الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى مثواه الأخير، وغياب أنشطته الإجتماعيّة والإنسانيّة والإبتعاد عن شؤون الناس، يبدو واضحاً قرار استغلاله اليوم لحالة الفقر الموجودة على نطاق واسع وتحديداً ضمن مناطق سُنيّة، ليعود على حصان مصنوع من أوجاع هؤلاء الناس، وذلك بالتماهي مع أصحاب المشاريع والمُخطّطات التي تُضمر الخصومة للرئيس سعد الحريري”.

من نافل القول، أن بصمات بهاء الحريري الخيّرية، لم تظهر حتّى السّاعة لا في محنة “كورونا” التي تمر بها البلاد منذ شباط الماضي ولا في الضائقة المالية والإقتصادية الحاصلة. لم تعبر “دولارات” بهاء الأحياء الفقيرة لا في صيدا ولا في طرابلس ولم تُسهم بإنقاذ مريض من على سرير الموت، فجلّ ما فعله هو تمويل مجموعات شغب، تُثير القلق والفوضى في المناطق، وتُجيد التصويب على شقيقه.

تعود المصادر لتسأل: “في بيان سابق للسيّد بهاء الحريري يقول أن “غالبية السياسيين والأحزاب ذهبوا إلى تكديس القوّة والأموال على حساب الوطن ومصالح المواطنين”، وهذا شيء معروف بطبيعة الحال، لكن هل له أن يوضح لنا إن كان هو كل طيلة الفترة الماضية؟ وأين كانت مواقفه السياسيّة يوم كانت تتعرّض الطائفة السنيّة للتهميش الكُلّي ويتعرّض الرئيس سعد الحريري لاغتيال سياسي!

من الطبيعي القول بأن سلاح “حزب الله” يُشكّل مُشكلة كبيرة لفريق كبير من اللبنانيين، وهذا الفريق لا ينفكّ يُعبّر عن قلقه من هذا السلاح الذي تحوّل برأيه أداة لفرض الشروط على حساب المصلحة العامة. استغل بهاء الحريري هذه الثغرة بالإضافة إلى أوجاع الناس، ليدخل عبرها للوطن، فكانت الفوضى والخراب في أبشع الصور من إحراق وتدمير وتكسير، فهل كان يعلم رجل الأعمال أن رفع السقوف سيوصل إلى هذا الفعل!



from وكالة نيوز https://ift.tt/2ASOHWK
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل