

شوقي عواضة
مجددا.. تثبت الأمم العوراء المتحدة انحيازها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني. وهي سياسةٌ ليست بجديدةٍ على المنظمة التي أنشئت ومعها دورها الوظيفي من أجل رعاية مصالح الدول الاستكباريّة وليس من أجل الأمن والسلام وحقوق الإنسان الذي ترفعه شعاراً وعنواناً تتوغل من خلاله إلى فرض سياسات اللوبيات الصهيونيّة والأمريكية والتاريخ مليء بالشّواهد على تلك السياسات المناوئة للمسلمين للعرب منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم..
وآخر ابتكارات الأمم العوراء وأمينها العام أنطونيو غوتيريش مجموعةٌ من التقارير التي تؤكّد تطوّر وتقدّم سياساتها التآمرية في استهداف عالمنا العربي والإسلامي.. ومن تلك التّقارير التي صدرت خلال الشهر الحالي ثلاثة تقارير ومطالبات بخصوص اليمن وإيران وسوريا ولبنان وهي الدّول التي تعتبر رأس حربةٍ مواجهة الغطرسة الأمريكية وإلحاق الهزائم المتتالية بمشاريعها في المنطقة ومواجهة الكيان الصهيوني. فقد أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي نتائج التحقيق حول مهاجمة الجيش اليمني وأنصار الله لمنشآتٍ نفطيةٍ ومطارٍ دولي في السعودية العام الماضي كاشفاً في تقريره أنّ الصواريخ التي استخدمت في الهجوم هي من نوع كروز إيرانية الصنع.. مضيفاً أنّ قطعاً عدّة ضمن أسلحةٍ ومواد متعلّقةٍ بها كانت الولايات المتحدة ضبطتها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 وفبراير (شباط) 2020 “من أصل إيراني” أيضا.
اكتشاف مذهل أبهر العالم لراعي الإرهاب الرسمي الدولي ومشرعنة بعد أكثر من خمس سنوات من العدوان والحصار(الأممي والإنساني) على اليمن استخدمت فيه كلّ أنواع الأسلحة الجديدة والمتطورة المتعدّدة الجنسيات التي أمعنت في ذبح وقتل الشعب اليمني على مرأى من العالم أجمع تقرير يدفعنا للتساؤل.. هل أنّ قتل وإبادة الشعب اليمني بأسلحةٍ أمريكيّة أمرٌ مباحٌ للسعودية؟ وهل أنّ دفاع اليمنيين عن أنفسهم بأيّة وسيلةٍ وسلاح أمر حرمته منظمتكم الإجرامية؟ وهل أصبحت أولى مهامكم إثبات هوية السّلاح ومكان تصنيعه أم إيقاف ارتكاب المجازر بحقّ الأبرياء؟ فإذا كانت مهمتكم إثبات هوية السّلاح ومكان تصنيعه هل لكم أن تكشفوا لنا عن هوية الطائرات والصّواريخ السعودية والإماراتية.. هل كانت من صناعة الرّياض وأبو ظبي؟ وهل كانت في مهمات توزيع مساعدات انسانيّةٍ؟
إذاً الموضوع ليس موضوعاً انسانياً إنّما استهدافٌ لكلّ المقاومين والشرفاء في العالم ولتطويع كلّ من وقف بوجه مشروع الاستكبار الأمريكي الصهيوني الذي أسقطه محور المقاومة من اليمن إلى إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وإلّا ماذا يعني أن يصدر غوتيريش تقريراً حول اليمن وقانون قيصر لمحاصرة سوريا ومحاولة إسقاط النظام مجدّداً من خلال فرض الحصار عليه بعد فشلهم الذريع في تحقيق ذلك من خلال هزيمة أدواتهم من داعش وغيرها بعد استنفاد كافة أساليبهم من قتلٍ وتدميرٍ ودعمٍ ماليٍّ لو استثمر جزءاً صغيراً منه في فلسطين لجنى مواسم انتصارات وبالرّغم من ذلك يحاولون انجاز ما لم ينجزوه في عدوانهم على سوريا الأسد حصن المقاومة ودرعها متجاهلين أنّ سَوريا بقيادتها و بجيشها وشعبها صامدة ولن تركع..
وماذا يعني كلام غوتيريش في تقريره التمهيدي حول دور القوّات الدوليّة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل), قبيل موعد التمديد للقوّة الدّولية في آب المقبل والذي اشار فيه إلى فرض تعديلاتٍ جديدةٍ على دور ومهام وعديد تلك القوات تعديلات جاءت بطلبٍ أمريكيّ (اسرائيلي) تقضي بتخفيف عدد قوات اليونيفل واستبدال مهامها وتحويلها إلى مهماتٍ آليّةٍ تقوم بتنفيذها آلياتٌ ومركباتٌ صغيرةٌ مجهزةٌ بكاميرات مراقبةٍ وأجهزة رصدٍ حراري وكاميرات متطورة وطائرات مسيرة. وهذا يعني بكلّ وضوح قرار بكشف المقاومة ومراقبة تحركاتها ورصد قواعد الأسلحة والصواريخ وبالتالي فإنّ ما ورد في ذلك التقرير هو تنفيذ للشروط التي عجز عن تحقيقها العدو الإسرئيلي بعد هزيمته في عدوان تموز 2006.. وبناء على تلك التقارير يتجلّى مشهد الاستهداف واضحاً من حيث التوقيت ومنهجية الاصرار على تبني سياسات ترامب ونتنياهو لمحاولة تطويع وإركاع محور المقاومة من اليمن إلى إيران والعراق وسوريا ولبنان ومحاولة تجريد الأمّة من عناصر قوتها وهذا ما لن يتحقق وما لم يؤخذ بالعدوان والحرب والقوّة لن يحصلوا عليه بالحصار تحت أي ظرف كان وبالتالي فإنّ رضوخ غوتيريش للرغبات الأمريكيّة الإسرائيلية هو مقدمةٌ لانفجارٍ كبيرٍ ستشهده المنطقة ستدفع ثمنه واشنطن الرياض وأبو ظبي والكيان الصهيوني وقوّات اليونيفل في جنوب لبنان التي سيتمّ التعاطي معها في حال أقرّ تعديل مهامها على أنّها قوات احتلال اسرائيلي أمريكيّ.. حينئذ لن يدرك السيد غوتيريش ولن يكون لديه المتسع من الوقت للتحقيق بهوية الصواريخ المقاومة والمتعددة المصادر التي ستنهال على الكيان الصهيوني أو تلك التي ستدكّ القواعد الأمريكية في الخليج وإنّ غداً لناظره لقريب.
المصدر: شوقي عواضة
from وكالة نيوز https://ift.tt/2zyypBZ
via IFTTT
0 comments: