Thursday, May 7, 2020

ألمانيا تُعمّق جراح “حزب الله”

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

إزدادت أزمات “حزب الله” المالية وربّما السياسيّة، وعادت علاقاته الدولية الى مُربّع التعقيد من جديد عقب الحظر الذي فرضته ألمانيا عليه منذ أيّام مع تصنيفه على انه مُنظّمة إرهابيّة، مع ما يعني هذا الأمر أن الدولة الألمانيّة لم تعد تُفرّق بين جناح عسكري وآخر سياسي داخل منظومة “الحزب”، لدرجة أن البعض راح يُشبّه بين وضعه القائم اليوم وتصنيفه أوروبيّاً وبين تنظيم “داعش” الذي كان سبقه إلى اللائحة نفسها واحتل رأس القائمة فيها.

المؤكد أن هذا الحظر سوف يترتّب عليه أمور كثيرة، أبرزها بما يتعلّق بمردود “الحزب” المالي الذي يتكئ على قسم كبير منه من خلال النشاطات السياسية والإجتماعية التي يُقيمها في ألمانيا، بالإضافة إلى حملات التبرّع التي تأتيه من هناك عبر الجمعيّات الخيريّة والدينيّة والإنسانيّة التي أنشأها منذ سنوات طويلة. واللافت في دمج الجناحَيْن السياسي والعسكري ضمن تسميّة واحدة وهي “الإرهاب”، جاء ليتماهى مع تأكيدات سابقة لقادة “حزب الله” بأن لا شيء اسمه جناح سياسي وجناح عسكري، وأن الجميع هم ضمن تركيبة لجسم واحد اسمها “المقاومة”.

من النافل القول أن “حزب الله” يتأرجح اليوم على حبال إتهامات الخارج له، مرة من بوابة تجارة المخدرات وتبيض الأموال، ومرّات بوصفه إرهابيّاً وسعيه إلى زعزعة الأمن والإستقرار في العديد من الدول منها أوروبية وبعضها عربي. وبالتالي فإن عمليّة التطويق هذه لمنظومة “الحزب” والمُستمّرة منذ أعوام طويلة بدعم أميركي وعربيّ إلى حدّ ما، لا بد وأنها سوف تؤثّر بشكل كبير على حركته السياسيّة سواء لجهة علاقاته الخارجيّة، من دون أن ننسى أن لألمانيا دور كبير سبق أن لعبته في عمليّات تبادل الأسرى بين “حزب الله” وإسرائيل، أو لجهة الدور الداخلي الذي يقوم به خصوصاً في حربه التي يخوضها ضد الهدر والفساد والتي لم تؤتِ أُكلها حتّى الساعة.

ربّما السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل بات “حزب الله” بشقَّيه السياسي والعسكري بالنسبة إلى أوروبّا، تنظيماً إرهابيّاً يجب التعاطي معه بالطريقة نفسها التي يجري التعاطي بها مع تنظيم “داعش”؟. حلفاء “الحزب” يؤكدون أن اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية هما من يقف خلف هذا القرار من خلال الضغوطات التي مارساها على ألمانيا. أيضاً يذهب الحلفاء إلى الزيارة التي كان قام بها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى ألمانيا العام الماضي والضغط السياسي الذي مارسه هناك بهدف حظر أنشطة “حزب الله”.

وفي مسعىّ منهم لتأكيد تسيّيس القرار، يسأل حلفاء “حزب الله”: ما معنى أن يُعرب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن شكره العميق للحكومة الألمانية على هذه الخطوة، وإشارته إلى أنها خطوة مهمة وكبيرة في الحرب ضد الإرهاب في العالم، اليس في هذا الأمر ما يستوجب التوقف عنده لمعرفة أسباب القرار الألماني المفاجئ؟. من هنا علينا أن نعرف بأن الكلام عن إستغلال “الحزب” وجود جماعات له في ألمانيا لجمع الأموال بهدف تمويل عملياته العسكرية، يندرج ضمن مخطّط كبير هدفه إضعاف قدرة “المقاومة” وتغيير نظرة الشعوب تجاهها، من خلال طبعها بصورة الإرهاب.

أمّا خصوم “حزب الله” في لبنان، فيعتبرون أن نفيّ “حزب الله” السابق واللاحق بعدم وجود فرق بين جناحيه العسكري والسياسيّ، يكون قد أدان نفسه وهذا يتطلب من “الحزب” من الآن وصاعداً، التشدد والمراقبة على كامل منظومته وليس على الجزء السياسي الظاهر فقط، من دون أن ننسى أن هذا الحظر قد يؤثّر لاحقاً بنسبة كبيرة على علاقات لبنان بالدول الأوروبيّة، لأن الجماعة لهم تمثيل سياسي وزاري ونيابي. ومن دون أن ننسى أن هذا التوصيف قد أفقد “الحزب” صديقاً أوروبيّاً، كان يتكل عليه في مجموعة أمور خدماتيّة.

ويعتبر هؤلاء الخصوم أن النظرة الأوروبيّة تجاه “حزب الله”، سوف تتغيّر من الآن وصاعداً، فالعلاقات برأيهم تُبنى في السياسة و”الحزب” فقد مصداقيته السياسيّة مع معظم هذه الدول، وهذا يعني أنها لم تعد تُميّز بين “حزب الله” و”داعش”، فكلاهما أصبحا على اللائحة ذاتها ويتم التعامل معهما بنفس المكيال.



from وكالة نيوز https://ift.tt/3dgFwx4
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل