Sunday, May 24, 2020

في يدي ” زيزٌ ” في قلبي محمّد الزُّبَير

“ليبانون ديبايت” – روني ألفا

” الزّيز” أو ” الجيز” كما يُكَنّى في المحكيّة عندنا يغزو مناطق واسعة في الولايات المتحدة في هذه الأثناء. ولاية فرجينيا تحت القصف ” الزّيزي “. تبيَّنَ أنَّ هذه الحشرة المجنَّحة تعيش تحت الأرض بعيداً عن الأضواء وتخرجُ زرافاتٍ ووحداناً كلّ سبع عشرة سنة تقريباً. الإناث منها يفقّسنَ بيضهنّ تحت جذوع الأشجار المثمرة فيحجبنَ عنها غذائها. أما الذكورُ فَيطوفون فوق البيوت وعلى الطرقات وينتشرون في الميترو والأنفاق والحدائق العامة.

الضرر الوحيد الذي يتسبب فيه ” الزّيز ” العزيز هو ضررٌ صَوتي. طنينه مزعِجٌ ودورانه يستجلبُ الدوار. في لبنان تخرجُ علينا ” زيزانٌ ” كلَّ يوم تطنُّ وترنّ. زيزانٌ سياسيةٌ تدورُ في فلك الوطن تدوّخُ سَماه. صَفيرُها بلا طائل وجعجعتها بلا طَحن. كنّا ونحنُ صغارٌ نربطها بخيطٍ رفيع في بَكَرة ونحرّكها في السماء كيفما نشاء. كَبرنا وربطتنا زيزانُ السياسة. تحرِّكُنا بِبَكرةٍ كيفما تشاء.

أوّل من أمس الجمعة كشفت ” كايلي ماكناني ” السكرتيرة الإعلامية للبيت الأبيض ، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تبرّع براتبه إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية مساهمةً منه في دعم الجهود المبذولة لمواجهة واحتواء ومكافحة الفيروس التاجي. بلغت قيمة الشيك الذي أبرزته إلى وسائل الإعلام مئة ألف دولار فقط لا غير.

تشيرُ المعلومات الموثقة أن راتب رئيس أميركا الشهري يبلغُ أربعين ألف دولار أميركي. لعل ترامب أضاف عليه ستينَ ألفاً من ماله الخاص. دولةٌ عظمى لا تحتاجُ إلى أفرادٍ مهما سما قدرُهم ليساعدوها. أفرادٌ برتبة رؤساء يبادرون إلى دعم دولتهم.

في لبنان قطّاعُ طرقٍ أثروا من النفط المغشوش على حساب صحة الناس. لم يزرهم الضمير منذ مدة طويلة. هربوا تحت جنح الظلام. لعلهم كانوا يتفرّجون على وزير الصحة حمد حسن يوزّع مليون ليرة لبنانية لكلّ متطوع يخاطر بحياته في مطار بيروت وهو يحارب الفيروس.

مطارات يحطُّ فيها كوفيد19 بهبوط ناجح. مطارات تُخطِئ مدارجها الطائراتُ وتحطُّ في الأحياء السكنية. الطائرةُ الباكستانيةُ المنكوبةُ حطّت في حيٍّ مكتظٍ في كراتشي. لم تنفع رسائل النجدة التي أرسلها القبطان. فقَدَ محرّكاته. لم يعد الحديث عن الهبوط يجدي. حديث الحطام سبق كل حديث آخر. سبعٌ وتسعون ضحية وناجِيان. أحدهما محمد الزبير الذي قال من المستشفى أنه رأى نوراً. حرّر نفسه من حزام الأمان وخرج حياً يرزق.

يا ليتنا محمد الزبير في سفينتنا المثقوبة. يا ليتنا نستطيع تحرير أنفسنا من حزام البؤس ونرى نوراً في نهاية النفق. علّمنا يا محمد الزبير كيف نسافر من وطن ولا نحطُّ في مقبرة.

عينٌ على العدو. سيدخلُ رئيس وزراء العدو الأكثر ديمومة في السلطة في تاريخ الكيان الصهيوني ، قاعة المحكمة. بعد أحد عشر عاماً في الحكم مِن دون إنقطاع سيُحاكمُ نتنياهو بتهمِ الرشوةِ والاحتيالِ وخيانةِ الأمانة. تحومُ حوله شبهاتُ رشوةِ إحدى منصاتِ الأنباء أون لاين. هو يدفعُ لها وهي تدفعُ به. هي تبيعُ سلعته وهو يشتري تسويقه. هكذا اشترى رئاسة الوزراء.

الإعلامُ الإسرائيلي أكبرُ ناخبٍ عند العدو. إذا أُدينَ نتنياهو سيمسكُ بأصابعه العشرة القضبان الحديدية الغليظة في زنزانته صارخاً: أنا بريء. محاكمةٌ إستثنائيةٌ للذين يتابعون الشأن الإسرائيلي عن كثب. أول محاكمةٍ لمسؤولٍ ما زال يتبوأ سدة السلطة. سلفاه ” الإيهودان ” أولمرت وباراك حوكما بعد تنحّيهِما. قليلٌ من هذا في شرايين القضاء اللبناني. أوّل الغيث فندق ريتز في وسط بيروت لاستقبال نزلاء خمس نجوم.



from وكالة نيوز https://ift.tt/2X19uQl
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل