Headlines

Saturday, April 25, 2020

كوميديـا أميركيّة

 

نبيه البرجي-الديار

لماذا لا يدمر البنتاغون القمر العسكري الايراني ما دام يهدد الأمن الاستراتيجي الدولي، والأمن الاستراتيجي الاقليمي؟

ديفيد رونكوف، رئيس تحرير «فورين بوليسي»، زادنا يقيناً بأن الكوميديا الأميركية في الشرق الأوسط باقية الى يوم القيامة. ليقل لنا أساقفة الغيب متى يوم القيامة لكي نتنفس الصعداء، ونسلّم مفاتيح الكرة الأرضية الى الله.

ربما كتب على هذه المنطقة بالذات أن تبقى على طريق الجلجلة. لا منطقة أخرى في العالم ما زالت تعاني هذا النوع من الآلام. من يصدق أن المشكلة في القنبلة الايرانية، أو في الصواريخ الباليستية الايرانية؟ كيم جونغ ـ أون الذي على رمية حجر من لوس أنجلس وسان فرنسيسكو يمتلك ترسانة نووية، وصاروخية، هائلة ،حتى أنه هدد بتدمير البيت الأبيض على رأس دونالد ترامب؟

بالرغم من ذلك، لا يترك الرئيس الأميركي مناسبة الا ويعلن فيها عن علاقته الغرامية بالزعيم الكوري الشمالي. بكلمات مؤثرة نفى أن يكون هذا الأخير قد أصيب… بالكورونا.

الاميركيون لن يضربوا ايران وتدمير المنشآت السياسية، والعسكرية، والتكنولوجية. يدركون ما التداعيات الكارثية لذلك. التقارير الاستخباراتية تشير الى أن ما بين ستين وسبعين في المئة من الصواريخ الايرانية منصوبة في صوامع يستحيل اختراقها الا بالقنبلة ما قبل النووية، أي أم القنابل «جي بي يو ـ 43 بي». وهذه مسألة بالغة التعقيد، وفي الوقت نفسه، باهظة التكلفة.

الايرانيون، بدورهم، لن يضربوا القواعد الأميركية، ولا القطع البحرية الأميركية. يعلمون أية أهوال، بما فيها الأهوال النووية ،ستكون بانتظارهم، بالرغم من قدرتهم على الحاق خسائر لا يمكن تصورها بالمصالح الأميركية.

لا مجال لاغفال النزعة الأمبرطورية لدى آيات الله، وان بخلفيات جيوسياسية أو بخلفيات ايديولوجية. في الوقت عينه براغماتية حائكي (وبائعي) السجاد. لم يحولوا، يوماً، دون انسياب النفط عبر مضيق هرمز. الصرخات التي تعلو بين الحين والآخر حول «ابادة اسرائيل» أقرب ما تكون الى التهويل السيكولوجي. هم يعلمون كيف «يشتغل» العقل التوراتي بين واشنطن وتل أبيب.

الاسرائيليون يخافون من «حزب الله». هكذا يردد المعلقون العسكريون. اذا اندلعت الحرب، لا بد أن تتساقط آلاف الصواريخ على القواعد الجوية، وعلى المنشآت العسكرية والصناعية ،أيضاً على محطات الكهرباء والماء. هذا يفضي، حتماً، الى فوضى أبوكاليبتية داخل اسرائيل. في هذه الحال، الطريق ستكون مشرعة أمام مقاتلي الحزب، لا للوصول الى مستوطنات الجليل فحسب، وانما الى المدن المشاطئة للمتوسط.

لا أحد يسأل لماذا الأميركيون هنا، وعلى مسافة عشرة آلاف كيلومتر من بلادهم. هذا منطق الجيوبوليتيكا. كل الأمبراطوريات تذهب بعيداً في المكان والزمان. الايرانيون يقولون «نحن من آلاف السنين أبناء هذه المنطقة، وأمنها أمننا». كولن باول، وكان رئيساً للأركان المشتركة قبل أن يشغل منصب وزير الخارجية، قال «الأغبياء وحدهم يتصورون أن باستطاعة الايرانيين الانتقال الى الضفة الأخرى من الخليج».

المسألة تتعلق بدونالد ترامب. المهرج أم البهلوان؟ اذا كان نيرون قد أحرق روما في لحظة فرويدية ،الرئيس الأميركي جاهز ليحرق كل مدن العالم للعبور الى الولاية الثانية.

توماس فريدمان قال ان ترامب يشعر كما لو أن الكورونا سحبت السجادة الحمراء من تحت قدميه. هو الآن في وضع هيستيري. اذاً، اللعب على حافة الهاوية، لعل ذلك يدفع الايرانيين الى ردهة المفاوضات. هذه هي الورقة السحرية التي يحتاج اليها الآن…

جوزف كلارك، الباحث في السيكولوجيا السياسية، لاحظ أن دونالد ترامب يعاني من «عقدة ميلانيا» التي أظهرت ،أكثر من مرة، ازدراءها له. الهروب من الكورونا أم الهروب من ميلانيا لكي يدمر البشرية، ويشرب نخب الزوجة الجميلة؟

الكوميديا الأميركية الى يوم القيامة. لا قيامة للمنطقة الى يوم القيامة…!



from وكالة نيوز https://ift.tt/3eTag8Q
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل