أكثر فأكثر يعترينا الذهول حيال تلك الظاهرة السريالية التي تدعى… دونالد ترامب!
الوباء يزعزع الكرة الأرضية. يهدد بتفكك البنى السياسية، والاقتصادية، والاستراتيجية، لبلاده، وهو يتوقف، بتغريدته، أمام اعتزام الأمير الأنكليزي هاري وزوجته ميغان، وقد تخليا عن الألقاب، والقيود، الملكية، الاقامة في لوس أنجلس.
دون أي لياقة، أكد أن ادارته لن تغطي تكلفة حماية الأمير وزوجته. «عليهما أن يتكفلا بذلك». الناطق باسمهما أوضح أنهما لم يفكرا، يوماً، أن يكونا عبئاً على الخزينة الأميركية.
غالباً ما قيل فيه «المهرج». السناتور اليزابت وارن قالت «هذا المعتوه». لا نتصور أن ثمة توصيفاً أكثر دقة. مقاربته للجائحة أظهرت مدى ضحالته، ومدى ابتذاله. غرد بأن عدد الوفيات كان سيرتفع الى مليونين لو لم يتم رصد التريليوني دولار لاحتواء التداعيات.
ما يعنيه ليس الضحايا الذين يتكدسون في أروقة المستشفيات، أو الذين يقضون لعدم توفر أجهزة التنفس. المهم أن تبقى المصارف، والمصانع، والشركات، «شغالة» على قدم وساق.
حاكم ولاية ميريلاند حذّر من أن تضرب الجائحة «واشنطن الكبرى»، أي فرجينيا وميريلاند والعاصمة واشنطن. السلطة تقفل أبوابها. البيت الأبيض والكونغرس، في واشنطن. البنتاغون في فرجينيا (آرلنغتون). أيضاً وكالة الاستخبارات المركزية (لانغلي).
نيويورك تبقى الجهاز العصبي للأمبراطورية. هنا المال وكرادلة المال. حاكم الولاية أندرو كومو صدم من طريقة تعامل دونالد ترامب مع المدينة التي ولد، وترعرع، وبنى ثروته، فيها. قال له «على الأقل كن وفياً لقدميك اللذين لا تزال آثارهما على أرصفة كوينز».
الأطباء في نيويورك ارتدوا أكياس القمامة لكي يحموا أنفسهم من العدوى. هذا لم يحدث حتى في كلكوتا. أين المركبات التي تهبط على سطح المريخ ؟
آرثر سالزبرغر، ناشر «النيويورك تايمز»، كتب «أميركا العظمى، أيها السيد الرئيس، في الانسان الأميركي، لا في أبراج دونالد ترامب، ولا في تغريدات دونالد ترامب، ولا في حماقات دونالد ترامب»!
هال سالزبرغر أن يصيب الولايات المتحدة ما أصاب الاتحاد الأوروبي. القارة العجوز تبعثرت. كل دولة تقوقعت على نفسها، دون أي تنسيق مع الدول الأخرى. هذا ما حدث بين الولايات الخمسين التي تخضع لسلطة فديرالية. هوذا جرس الانذار: أميركا تتصدع…
الرئيس المعتوه. في ذروة الأزمة تحدث عن «حرب مجنونة» بين روسيا والسعودية حول النفط. غسل يديه، وبتلك الدرجة من الرياء، من دوره في الضغط لرفع الانتاج، في حين أن الاستهلاك يتدنى على نحو دراماتيكي. ما نشهده الآن أزمة مزدوجة تهدد الدول العربية الثرية. الكورونا الصينية والكورونا الأميركية.
وسط هذا الركام يتساءل مثقفون خليجيون، بعيدون عن ثقافة البلاط، حول النموذج الذي يمكن اعتماده اذا ما رحل الأميركيون تحت ضغط الكارثة. اقرار بـ«أننا لسنا فقط مادون الدول بل ما دون القبائل». اذا لم يبق الستاتيكو الأميركي «لا بد أن نتفرق أيدي سبأ. دول تتداعى، وندخل في الكورونا القبلية بكل فوضويتها، وبكل دمويتها»!
وصولاً الى لبنان ما دون الدولة. ما دون الطوائفية. دوقيات القرن الثامن عشر. رؤساء الحكومة الثلاثة السابقون، الذين يطلون برؤوسهم بين الحين ولآخر، يعترضون على المحاصصة بين أركان الطاقم الحالي، كما لو أنهم ليسوا نتاج التركيبة الهجينة اياها بالرغم من التباعد في المواصفات الأخلاقية بين الثلاثة.
ما نريده من وزير خارجيتنا، اذا ما تجرأ على ذلك، أن يأمر يان كوبيتش بالسكوت. كفانا مواعظ يومية من هذا السلوفاكي الذي انتقلت اليه عدوى الثرثرة من أهل السياسة، وعدوى التغريدات من أولئك النواب الذين لا يجاريهم أي مخلوق بشري في «ثقالة الدم». ليقل لنا كوبيتش، كمنسق خاص للأمم المتحدة، ماذا قدم للبنان لكي يعظ، وحتى لكي يتوعد. أسكت يارجل. أسكت…
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2xMuIXR
via IFTTT
0 comments: