Saturday, April 18, 2020

قراءة غير هادئة في بيان جمعية المصارف

“ليبانون ديبايت” – روني ألفا

كأنه مِن الكِرام مُرورُ بيان جمعيَّةِ المَصارِف منذ أيام. عزَفَ أنشودَةَ الأزمَة من دونِ نشاز. سَمّى قيادَة الأوركسترا. اعترَفَ أنه كانَ فيها من الكَورَس. من الضحايا. مشروع مواجهَة حقيقية أرساها البيان بالطّبع مَع تَلميح بِ ” خَطيئَتي عَظيمَة “.

قلناها منذ بِدايَة الأزمَة. المَصارِف أيضاً مَنهوبَة مِن الطّبقَة السياسيَّة. إذا كانَت تَقع على عاتِقها مسؤوليَّة الثقَة بِمن ليسَ أهلاً للثِقَة فهذا لا يُفسِدُ في ودّ المودِعين مَعها قضيّة. مَشهَد باتَ مُلِحّاً ومَشروعاً. المَصارِف ومودِعيها والمجتَمَع المَدَني في خَطّ مواجهَة ضِدّ مِن صَرَفَ بِطَيشِ المُراهِق مِن أهلِ السياسَة. ضِدّ مَن وَعَد بالإصلاح فأفسَدَ وفَسُدَ. ضِدّ مَن طمأنَ بالمستَقبَل فطَمَرَنا في الخَيبَة لِسنوات في المستَقبَل.

عِندَما تشفّت الثّورَة بيافِطات البنوك في الحَمرا وبيروت وضَواحيها. عِندما فشّت خلق الثّوار مَشاهِد إحتراق الصّرافات الآليَّة في جونيِه لَم نَقل أن أحفاد القديسَة جان دارك يَحتَرِقون. قلنا فَقَط أنْ إبحَثوا عَن مُضرِم النّار الحَقيقي. يَومَها انتَفَضَ الثوّار وصنّفوا كتّاب الثورَة بالخَوَنَة. لا بأس. في منطِق الثّورات الخَيارات المطلَقَة تنتَصِر دائِماً على المنطِق النسبي والعَقلاني. أم االآن وقَد تبيَّنَ أن أدوات الصِّراع بِحاجَة إلى إعادَة نَظَر وإعادَة تأهيل باتَ مِن الواجِب إعادَة خَلط أوراق المواجهَة. مَطلوب من الثورَة إستِقطاب المَصارِف وفي أعلى القمَّة حاكميَّة المَركَزي في الصِّراع ضِدّ الفَساد. نَعم. ليسَ الفَساد في المَصارِف التي يقتات من فروعها حوالي مئة ألف فَم لبناني. الفساد في الطغمة الحاكمة.

بيان الجمعيَة كانَ أشبَه ببلاغ رَقم واحَد. غَريب عَدَم تلقّف المجتَمَع المَدَني لَه. النّداء كانَ مُحَدّداً. المجتمع المدني. التردد في اللحظات الكبرى سيعطي فرصة للطبقة الحاكمة لإعادة تَزييت الكِذبَة وبيعها للجماهير. المطلوب أيضاً من حاكم المصرف المركزي الكَفّ عَن تحمّل عواقب هدر دم المسيح منتظراً صحوة الناس. الناس بحاجة إلى قيادة إقتصاديّة ومالية في آن. بين الحاكمية والمجتمع المدني والمصارف باستطاعتنا أن نجرّب المستحيل. كل الممكنات الأخرى تمّ إستهلاكها. على المركزي الإنخراط في إصلاح المكسور قبل أن يصير إصلاحه عصيّاً. أرى ثورة آتية بعد كورونا مع مشهدية جديدة. مصارف وثوار في مواجهة الطغمة.

دور الحاكم مِحوَري. ليس مطلوباً من رياض سلامة أن يكون قائد ثورة. إنما المطلوب أن يكون دفاعه مستميتاً للحفاظ على أموال المودِعين. قالها بخَفَر. المطلوب أن يقولها بمنسوب شرعي من العنف الذي يبني. تصريحات الحكومة ملتبسة. لم تطمئن المودِع. بيان جمعية المصارف كان واضحاً. إذا فقدَ المودعون أموالهم لن يكون بمقدورهم تحقيق أي ثروة لعشرات السنين. سيكون لبنان باناما أو كولومبيا الشرق الأوسَط. المصارف مدعوة للإلتحام مع خشية الناس وتوجسها من الآتي من الأيام. إعادة أواصر الثقة بين المصرف والمودع مع إنخراط لقوى الثورة في هذا الحراك. أي أداء سولو ستستفيد منه الطّغمة. الثقة التي تتمتع بها المصارف في الخارج ما زالت متينة. تحالف بينها وبين المؤسسات المالية الدولية ضروري. ليس عليها أن تقود. المجتمع المدني يقود. المصارف خط دفاع خلفي.

مرّة جديدة. رياض سلامة شخصية محوريّة. ذنبه أنه آمن بسياسة إنتظار المنّ والسلوى من سلطة لم تنتِج سِوى الفحم القاتم والمياه الآسِنَة. قد يمرّ المخاض بتضحيات جسيمة. لا بأس أن يأخذها الحاكم في صدره. المسألة تتعلّق بمستقبل لبنان وليس بمستقبل شخص. ملاقاة بيان جمعية المصارف من الناس المتعَبَة قد يكون آخر ملاذ لوطن نهبه حكّامه ولم يتركوا فيه سوى الحطام. سلطة لن تنجز سوى خِطط مستحيلة. الممكن ما زال متاحاً. يافطات مشتركة بين المصارف والثورة تقول: إرحلوا!



from وكالة نيوز https://ift.tt/3exvSYj
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل