إدلب اتفاق الكرملين
قال الزعيمان الروسي والتركي إنهما توصلا خلال القمة التي جمعتهما في الكرملين أمس لاتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب بعد محادثات مطولة بين الجانبين لاحتواء الصراع الذي أدى إلى نزوح نحو مليون شخص في ثلاثة أشهر.
ووصف متابعون لأجواء المحادثات الاتفاق بـ«الهش» و«الغامض» و«المؤقت» فيما توقع آخرون أن يسقط سريعا ممهدا لجولة ثانية من المواجهات بين النظام وتركيا في إدلب. فقد منح الاتفاق الذي رعاه بوتين النظام السوري المكاسب الاستراتيجية التي حققها على الارض وخصوصا سيطرته على سراقب الاستراتيجية فيما لم يقطع مع الحليف التركي الذي حافظ على ماء وجهه.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يقف إلى جانب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنه يأمل في أن يؤدي اتفاقهما إلى وقف العمليات العسكرية في آخر معقل لمسلحي المعارضة في أقصى شمال غرب سوريا.
وأردف بوتين «آمل أن تمثل هذه الاتفاقات أساسا جيدا لوقف النشاط العسكري في منطقة خفض التصعيد في إدلب وأن توقف معاناة السكان المسالمين والأزمة الإنسانية المتفاقمة».
من جهته قال أردوغان للصحفيين إن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ في منتصف ليل الخميس (أمس). وقال «سنعمل سويا لتوفير المساعدات للسوريين المحتاجين».
وأكد في المقابل بأن تركيا تحتفظ بحقها في «الرد على جميع هجمات النظام (السوري) في الميدان».
وكان بوتين قال مع بدء اللقاء في الكرملين «الوضع… في إدلب بات خطيراً جداً لدرجة تتطلب منا أن نجري محادثة شخصية» فيما توجه أردوغان لنظيره الروسي بالقول «عيون العالم أجمع شاخصة إلينا»، مضيفاً أن «التدابير والقرارات الملائمة التي نتخذها هنا ستؤدي إلى تهدئة في المنطقة وبين بلدينا».
وأضاف بوتين أن محادثاته مع أردوغان استمرت أكثر من ست ساعات.
وأضاف أردوغان وهو يقف بجانب بوتين بعد ست ساعات من المحادثات في موسكو، إن تركيا تحتفظ بحق الرد على أي هجمات من قوات الحكومة السورية في المنطقة.
وكان الرئيس التركي قد عبّر عشية لقائه مع بوتين عن أمله في «الوصول بسرعة» إلى وقف لإطلاق النار في إدلب، حيث تشن أنقرة منذ نهاية شباط عملية واسعة النطاق ضد القوات السورية التي تتلقى الدعم من موسكو.
وكانت قوات النظام السوري أطلقت في كانون الاول هجوما على ادلب، آخر معقل لفصائل المعارضة والجهاديين في شمال غرب البلاد ما تسبب بكارثة إنسانية مع نزوح حوالى مليون شخص نحو الحدود التركية.
وقتل عشرات الجنود الأتراك في إدلب في الأسابيع الماضية.
ورفع إردوغان السقف الأسبوع الماضي، مطالبا أوروبا بدعم تحركه في سوريا، ومتسببا ببداية أزمة هجرة جديدة بعدما فتح حدود تركيا مع اليونان أمام المهاجرين واللاجئين.
وأعرب بوتين خلال اللقاء عن تعازيه لأردوغان بمقتل الجنود الأتراك، مشيراً إلى أن «الجيش السوري قد مني أيضاً بخسائر كبيرة» في الأسابيع الماضية.
وأكد بوتين «يجب أن نتحدث عن كل شيء، حتى لا تحصل أمور كهذه من جديد ولكي لا تتدهور العلاقات الروسية التركية، التي أعلم أننا نقدرها».
في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع التركية مساء أمس إن اثنين من جنودها قتلا وأصيب ثلاثة آخرون بعدما فتحت قوات النظام السوري النار في منطقة إدلب.
وقالت الوزارة في بيان إن القوات التركية ردت بإطلاق النار على أهداف للنظام.
الى ذلك، قتل 15 مدنياً بينهم طفل بضربات جوية في إدلب، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت وكالة الإعلام الروسية امس نقلا عن أحد مراسليها إن مقاتلي المعارضة السورية استأنفوا قصف مدينة سراقب الاستراتيجية وكذلك طريق إم5 السريع الواصل بين دمشق وحلب.
وأضافت الوكالة أن مقاتلي المعارضة حاولوا دخول سراقب ليل الأربعاء لكن قوات الحكومة تصدت لهم.
على صعيد آخر، تصدت الدفاعات الجوية السورية ليل أمس الأول لصواريخ إسرائيلية في جنوب ووسط البلاد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأوردت سانا في خبر عاجل أن «دفاعاتنا الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي بالصواريخ على ريف القنيطرة الجنوبي الغربي»، مشيرة إلى أن «الأهداف المعادية» كانت تستهدف أيضاً وسط البلاد، من دون إضافة تفاصيل حول الاهداف.
ونقلت سانا عن مصدر عسكري قوله إنه «في تمام الساعة 00،30 من يوم الخميس (…) رصدت وسائط دفاعنا الجوي حركة طيران حربي إسرائيلي (…) وأطلق من فوق الأجواء اللبنانية عدة صواريخ باتجاه المنطقة الوسطى».
وأضاف المصدر «على الفور تم التعامل مع الصواريخ المعادية، والتصدي لها بنجاح ومهنية حالت دون وصول أي منها إلى مواقعنا المستهدفة».
(أ ف ب – رويترز)
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/38qU2Q4
via IFTTT
0 comments: