يوم أمس، كرّرت باريس موقفها الداعم للبنان، حيث أعلن وزير ماليتها، أنّ بلاده تدرس خيارات مختلفة لمساعدة لبنان على التعافي من أزمته المالية، بعد موقف لافت له في قمة مجموعة العشرين في الرياض يوم الأحد الفائت، حيث شدّد على ضرورة الفصل بين مساعدة لبنان والنزاع الأميركي ـ الإيراني في المنطقة.
التمايز بين الأجندتين الأوروبية والأميركية واضح، ويتظهّر يوماً بعد يوم. لدى واشنطن أجندة في المنطقة، تريد تطويع لبنان لوضعها قيد التنفيذ، بينما في أروقة الاتحاد الأوروبي يتمّ التداول منذ تكليف حسان دياب برئاسة الحكومة، بكلام صريح حول عدم المزج بين الحكومة اللبنانية وحزب الله.
لا يعتبر الاتحاد الأوروبي أنّ الحكومة اللبنانية هي حكومة حزب الله، وتقول مصادر في المديرية العامة لسياسة الجوار الأوروبي، إنّ الاتحاد الأوروبي مستعدّ لدعم لبنان. فكيف يُمكن للحكومة اللبنانية أن تستثمر بهذا الكلام؟
تُدرك أوروبا أنّ الانهيار الاقتصادي في لبنان، من شأنه أن يخلق موجة جديدة من الهجرة إليها. وبالتالي فإنّ مصلحة الاتحاد الأوروبي تكمن في تفادي هذا الانهيار.
يقول مصدر أمني رفيع، إنّ أوروبا تعلم جيداً، بأنّ لبنان الرسمي الذي التزم طيلة سنين الحرب السورية منع النازحين السوريين من المغادرة إلى أوروبا عبر المتوسط، لن يتمكّن من ضبط “قوارب الموت” في حال ذهبت الأمور نحو مزيد من التأزيم، ولذلك من المتوقّع أن تذهب أقلّه في خيار تحمّل جزء من تبعات النزوح السوري على لبنان.
يبقى السؤال إذا كانت أوروبا مدركة لحجم مخاطر ملفّ الهجرة إليها عبر المتوسط، وإذا كانت تبدي استعدادها للمساعدة، فما الذي يمنعها من ترجمة وعودها إلى أفعال؟
مصادر المديرية العامة لسياسة الجوار الأوروبي تقول إنّ الاتحاد الأوروبي مستعدّ لدعم لبنان، شرط أنّ تُمسك السلطات اللبنانية دفة القيادة!
تنقّب حكومة دياب عن عرق أخضر في الصحراء اللبنانية ولا تجده، لأنّ الجراد السياسي أكل أخضر الجمهورية ويابسها. فماذا مطلوب من الحكومة بعد؟!
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/32OK1ej
via IFTTT
0 comments: