Thursday, March 19, 2020

العراق: اشتباك إيراني – أميركي حول تكليف الزرفي

جنود عراقيون يضعون الأسلاك الشائكة في شوارع بغداد في إطار حظر التجول (أ ف ب)
تزايد احتمال فشل رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي في مهمته بتشكيل حكومة جديدة في العراق، بعدما أعلنت كتل سياسية شيعية عدة رفضها لتسميته.
فقد اعلن تحالف الفتح برئاسة هادي العامري وائتلاف دولة القانون بقيادة نوري المالكي وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم رفضها لآليات تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة معتبرة انها تجاوز على الكتلة (الشيعية) الاكبر في اختيار مرشح للمهمة.
من جهته، اعتبر مصدر عراقي يتابع تطورات جهود تشكيل الحكومة الجديدة ان مواقف القوى الشيعية هذه من ترشيح الزرفي تأتي اثر تحرك ايراني رافض لتكليفه بهذه المهمة، حيث تعتبر انه مدعوم اميركيا، الامر الذي ادخل قضية الترشيح في صراع اميركي ايراني.
واشار المصدر الى ان اعتراضات القوى الشيعية هذه لن تجدي نفعا بعد ان انتصرت المحكمة الاتحادية العليا للرئيس، واعتبرت انه بتكليفه للزرفي قد مارس صلاحياته المنصوص عليها في الدستور العراقي.
وفي بيان لتحالفي المالكي والعامري وكتلتي النهج والعهد امس، فقد اشارت الى انه في وقت يعيش العراق اوضاعا استثنائية وازمات حادة على الصعد الاقتصادية والصحية والاجتماعية، فإنه يواجه استحقاقا دستوريا حاكما تأخر حسمه، ووقعت فيه مخالفات دستورية وتجاوز للاعراف والسياقات السياسية المعمول بها في الدولة، وآخرها ما حدث من اقدام الرئيس برهم صالح على تجاوز جميع السياقات الدستورية والاعراف السياسية برفضه تكليف مرشح الكتلة الاكبر بطريقة غير مبررة واعلانه ذلك رسميا ما سبب قلقا من ان حامي الدستور يعلن مخالفته الدستورية على الملأ وقيامه اخيرا بتكليف مرشح اخر من دون موافقة غالبية الكتل المعنية بذلك.
من جهته، قال تيار الحكمة انه في الوقت الذي يؤكد «حرصه الكامل على لملمة المواقف وإنضاجها وتقريب الوجهات باتجاه الخروج من الأزمة السياسية القائمة فإنه يشدد على أهمية احترام المباني الأساسية التي يقوم عليها الدستور والعملية السياسية في العراق والالتزام بما يعزز التلاحم ويجمع الشمل الوطني».
واضاف انه حيث تابع الآلية التي اعتمدها الرئيس صالح في التكليف الجديد لمهمة تشكيل الحكومة الانتقالية القادمة فإنه يبدي اعتراضه على تلك الآلية وتحفظه على الطريقة التي اعتُمدت في هذا التكليف بنحوٍ يعكس عدم الإكتراث لعدد مهمٍ من القوى الأساسية في الساحة السياسية على الرغم من ثقته بحسن النوايا وتقدير المصلحة العامة.
ودعا التيار الأطراف جميعها الى «العمل على رأب التصدعات والإلتزام بالدستور ومراعاة السياقات الوطنية التي بُنيت على أساسها العملية السياسية وحكوماتها المتعاقبة والمضي في مشوار الإصلاح» على حد قوله.
اما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد امتنع عن ابداء موقف واضح من ترشيح الزرفي مؤكدا انها قضية عراقية رافضا اي تدخل خارجي فيها.
وقال الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» «سواء أكان المرشح وفق الضوابط أم لم يكن كذلك.. فهذا أمر راجع الينا نحن العراقيين لا غير. وسواء أكانت آلية اختياره صحيحة أم لم تكن كذلك.. فهذا شأن عراقي بحت فلا داعي لتدخل أصدقائنا من دول الجوار أو غيرها ولا سيما المحتل».
وردا على اتهامات الكتل الموالية لايران للرئيس صالح بخرق الدستور فقد كشفت وثائق نشرتها وكالة «بغداد اليوم» عن ان الرئيس كان قد وجه في العاشر والخامس عشر من الشهر الحالي رسالتين الى قادة القوى السياسية الشيعية يطلب منهم التوافق على اسم المكلف بتشكيل الحكومة قبل أن يضطر لممارسة صلاحياته الدستورية باختيار المكلف بنفسه.
وقال رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية في وقت متأخر الثلاثاء إنه سيحرص على التحضير لانتخابات نزيهة وحرة وشفافة خلال فترة أقصاها سنة من تشكيل الحكومة المقبلة.
وذكرت وكالة الأنباء أن الزرفي قال أيضا إنه سيعمل على حصر بقاء الأسلحة في يد الدولة وإنهاء كل  المظاهر المسلحة وفرض سلطة الدولة.
على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس إنها لا تزال تبحث كيفية الرد على أي هجوم يستهدف القوات الأميركية وذلك بعد أيام من إصابة ثلاثة جنود أميركيين في هجوم صاروخي على قاعدة عراقية شمالي بغداد.
وقال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاغون في إفادة صحفية «ما زلنا نبحث كيف سنرد على أي هجوم على القوات الأميركية في أي مكان في العالم. نحتفظ بحق الدفاع عن أنفسنا».
وأصيب ثلاثة جنود أميركيين وعدة جنود عراقيين السبت الماضي في هجوم صاروخي مما زاد من المخاوف من تصعيد موجة الهجمات والهجمات المضادة.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية مجدداً مساء السبت أنه لا يمكن مهاجمة أفراد من الجيش الأميركي دون رد، في إشارة إلى الهجوم الثاني الذي استهدف قاعدة التاجي نهاية الأسبوع المالضي، مضيفة أن المحاسبة آتية لا محال.
وأحجم جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاغون عن التكهن بشأن الرد المحتمل، لكنه قال في بيان استناداً إلى تحذير وزير الدفاع مارك إسبر الأسبوع الماضي: «لا يمكن أن تهاجموا وتصيبوا أفراداً من الجيش الأميركي وتفلتون… سنحاسبهم».
(ا.ف.ب – رويترز)


from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/394cI8t
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل