Wednesday, March 4, 2020

الأزمة في دول الخليج الفارسي بسبب “كورونا”

الوقت- أصبح فيروس كورونا هو الأزمة الكبيرة في دول الشرق الأوسط هذه المرة بعد التطورات الأخيرة في المنطقة. حيث انتشر هذا الفيروس المزعج بسرعة من شرق آسيا إلى غربها ، ونحن نشهد انتشار هذا الفيروس في بلد جديد كل يوم.

وبغض النظر عن الأضرار الكبيرة التي أحدثها الفيروس لاقتصادات البلدان المعنية ، فإن الشاغل الرئيسي هو الخشية والقلق من تفشي المرض على نطاق واسع بين السكان.

تحاول كل دولة مصابة بالفيروس منذ الأيام الأولى اتخاذ التدابير المناسبة لمنع ومواجهة انتشار كورونا بشكل صحيح.

ولكن يبدو أن أزمة فيروس كورونا في الدول المطلة على الخليج الفارسي أكثر تحدي وصعوبة من بقية دول العالم بسبب الظروف في هذه المنطقة والهوامش المرتبطة بها.

ووفقًا لآخر إحصائيات المصابين بفيروس كورونا في العديد من البلدان ، وخاصة في دول الخليج الفارسي والأراضي المحتلة ، جاءت على النحو التالي:

الإمارات: 19 مصاب بدون وفيات

قطر: شخص واحد مصاب بدون وفيات

عُمان: 6 أشخاص مصابين بدون وفيات

البحرين: 38 شخص مصاب بدون وفيات

العراق: 13 شخص مصاب بدون وفيات

الكويت: 45 شخص مصاب بدون وفيات

لبنان: 7 أشخاص مصابين بدون وفيات

الكيان الصهيوني: 5 أشخاص مصابين بدون وفيات

لكن مسألة عدم إدارة هذا الفيروس بشكل صحيح وطرق التعامل معه ومواجهته في بعض بلدان المنطقة ، ولا سيما بحث إخفاء الإحصاءات والمعلومات لأهداف اقتصادية وسياسية ، هي من بين بعض الأمور التي تجعل من الصعب مكافحة كورونا وهزيمته في هذه البلدان.

وفي هذا الصدد فإن السعودية من بين الدول التي تحاول سلطاتها إخفاء إحصاءات المصابين بفيروس كورونا في البلاد ، في حين نشرت العديد من المصادر السعودية الموثوقة ، أنباءً عن اصابة العشرات من المواطنين السعوديين بهذا الفيروس. وفي هذا السياق تستمر السلطات السعودية في إخفاء عدد الإصابات وتؤكد على عدم وجود أي إصابات بهذا الفيروس داخل السعودية بهدف المحافظة على مصالحهم في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية ، مع ان السعوديون المصابون بفيروس كورونا هم ذات الأشخاص المصابين الذين كانوا في الكويت.

وفي البحرين أيضاً ، يشكو الناس من سياسات آل خليفة الخاطئة والسرية المتعمدة للنظام في مكافحة فيروس كورونا ، خاصة في السجون.

والسبب الآخر الذي يدعو للقلق بشأن أزمة فيروس كورونا في الشرق الأوسط هو احتمال انتشار الفيروس إلى بلدان مثل اليمن وسوريا حيث لا يوجد لدى اللاجئين في تلك البلدان مرافق العناية الصحية المعتادة للتعامل مع الأمراض الشائعة والبسيطة حتى.

والامر الذي زاد من حدة هذا القلق هو انتشار أخبار حول سعي دولة الإمارات لنشر فيروس كورونا في اليمن.

وفي الوقت نفسه ، ذكرت وزارة الصحة اليمنية أنه لا توجد حالات مشتبه فيها أو إصابات بمرض فيروس كورونا بين المواطنين اليمنيين حتى الآن ، لكن النظام الإماراتي يحاول إرسال المرضى والمشكوك في اصابتهم بفيروس كورونا في بلده إلى غرف الحجر الصحي في مدينتي عدن والمخاء.

كما كانت الإمارات العربية المتحدة أول دولة من بين دول الخليج الفارسي شوهدت فيها إصابات بفيروس كورونا.

ويمكن القول إن كورونا أثر أيضًا على الصراعات في المنطقة بشكل او بآخر ؛ ففي الأيام الأخيرة ، وفي أعقاب تصاعد التوترات العسكرية بين تركيا وسوريا في منطقة ادلب ، أعلنت أنقرة أنها ستقوم بفتح حدودها مع أوروبا أمام اللاجئين والمهاجرين من مختلف البلدان للضغط على الاتحاد الأوروبي بشأن القضية السورية ، وبعد مرور ساعات فقط من نشر هذه الأخبار ، كانت هناك موجة كبيرة من اللاجئين الفارين من الفقر والحرب في آسيا تتدفق عبر هذه الحدود.

وقد أثارت هذه المسألة مخاوف الدول الأوروبية من انتقال فيروس كورونا الى أوروبا عن طريق طالبي اللجوء إلى أوروبا. وتعد مخيمات اللاجئين في مختلف دول الخليج الفارسي من بين المشاكل الأخرى المرتبطة بانتشار فيروس كورونا ، وعلى سبيل المثال إذا أصيب النازحون في مخيم الزعتري في الأردن والبالغ عددهم 80 الف لاجئ بالفيروس ، ونظراً لسوء الأحوال والامكانات الصحية في هذا مخيم ، فسوف نشهد كارثة لا مثيل.

في الوقت الحالي ، تتمثل الخطوة الأولى التي اتخذتها دول الخليج الفارسي لمنع المزيد من انتشار الإصابات بفيروس كورونا في البلاد ، في تقييد حركة المرور المحلية ، لا سيما وقف ومنع المسافرين الأجانب من دخول البلاد ، ولكن إذا استمر الوضع على هذا المنوال ، فسوف يتعرض اقتصاد هذه البلدان لضرر شديد ، وخاصة البلاد مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ، التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات الناتجة عن السياح الأجانب الوافدين اليها.

وأيضًا في السعودية ، فإن إيقاف هذه الرحلات سيكون بمثابة ضربة كبيرة لاقتصادها ، نظرًا للأرباح والعائدات المرتفعة الناتجة عن الحج إلى البلاد.

كما أن إيقاف دخول العمال الأجانب إلى هذه البلدان ، الذين يعانون من نقص الخبرة والتخصص ، وبالطبع فان العمالة البسيطة في مختلف المجالات تعاني بشكل كبير في هذه البلدان ، قد يشكل تحديًا خطيرًا لقطاعاتهم.

بشكل عام ، يواجه العالم كله الآن هذه الأزمة ، وربما يكون القول ان طريقة الصين لمكافحة الفيروس يمكن ان تكون نموذجًا يحتذى به في الدول الأخرى. فمنذ البداية ، بدأت الصين الحجر الصحي على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد لمنع انتشار الفيروس ، وعلى الرغم من أنه كان ضربة كبيرة لاقتصادها ، الا انه لولا هذا العمل لكان عدد الإصابات بفيروس كورونا الان في الصين قد بلغ عدة ملايين بدلاً من عدة آلاف.

هذا وتوضح تجربة الصين حول فيروس كورونا أن هذا الفيروس ضعيف مقارنة بالفيروسات المماثلة له في الماضي ، حيث ان 80٪ من الحالات المصابة تعاني من مشاكل خفيفة ، و 15٪ من الحالات تتطلب رعاية طبية روتينية ، و 5٪ فقط من الحالات والذي كان معظمهم يعاني من نقص المناعة أو كانوا يعانون من بعض الأمراض الخاصة ، يحتاجون الى عناية مركزة.

على أي حال ، للتعامل مع مشكلة كورونا ، كل شيء يتوقف على أداء الحكومات ، وبطبيعة الحال ، على تعاون الشعوب للتغلب على هذه الأزمة من خلال اعتماد الأساليب الصحيحة والمعلومات الدقيقة.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2Tph71n
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل