Wednesday, March 11, 2020

هل نبش ابن سلمان قبر الرسول “ص”؟؟

وسط الحملات المستمرة والمستجدة من الإعلام السعودي ضد تركيا التي كان مشايخ السعودية وسياسيوها يطبلون لها سابقاً عندما كانت المملكة شريكتها في الحرب على سوريا نشرت قناة العربية السعودية بالأمس ما قات انها وثيقة فرنسية تدعي محاولة العثمانيين نبش قبر الرسول “ص”.

وتصدر الهاشتاغ “نبش قبر الرسول جريمة عثمانية” مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وفيسبوك” حيث شهد الهاشتاغ تفاعلاً واسعاً وسط سلسلة من التعليقات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة فرنسية سرية مزعومة مؤرخة في 13 يونيو عام 1917 أرسلها وزير فرنسا في القاهرة، دوفرانس، إلى وزارة الخارجية الفرنسية تضمنت الوثيقة الحديث عن نوايا الوالي العثماني على بلاد الحرمين آنذاك، “فخري باشا” لنبش قبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وتروي الوثيقة كيف فر أحد المهندسين هارباً من المدينة المنورة حتى لا ينفذ أوامر الوالي العثماني الذي طلب منه تعديل مآذن الحرم لتدجيجها بالرشاشات، وكيف أنه كان ينوي نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم للتحقق من وجود رفاته.

ولأن ما يهمنا هو حقيقة الخبر لا دفاعاً عن نظام معين أو التبرير له سواءً كان النظام التركي أو السعودي إلا أن الأحداث التاريخية تنفي كل ما تحاول فبركته “العربية” وكافة المواقع التابعة والمطبلة لإبن سلمان وسياساته المستجدة.

المعروف تاريخياً ان العثمانيين اشتهروا إلى حد كبير بالتصوّف مما ينافي سياسة نبش القبور لأنه من المعروف عن المتأثرين بالصوفية تقديسهم لحرمة اضرحة الأنبياء والصالحين ومقامات آل البيت, بل وإن الأحداث التاريخية تؤكد تصدي السلطنة العثمانية لمحاولات البرتغال لنبش قبر الرسول عليه الصلاة والسلام.

بالإضافة إلى ذلك فإن من اشتهر بنبش القبور بل و بمحاولة هدم قبة المسجد النبوي في المدينة هي السلفية الوهابية التي أسس لها آل سعود الذين جعلوا من الجزيرة العربية حاضنة لهذا الفكر التكفيري. فقد جاء في السجل التاريخي للخليج و عمان وأوساط الجزيرة العربية بدولة عمان (المجلد الرابع ص 250 إلى ص 251 تحت عنوان استيلاء الوهابيين على المدينة 1804م) ما يلي: ” استولى الوهابيون على الكنوز في قبر النبي (ص) و قامت محاولات لتدمير قبة المبنى نفسه كما أنهم هدموا بعض القباب فيها وفي ينبع وفي البقيع, وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها حتى أنهم ملأوا 4 سحاحير من الجواهر المحلّاة بالماس والياقوت”.

بل وإن العثمانيين طلبوا من مصر محمد علي وقف الإنتهاكات التي قامت بها قوات آل سعود للمدينة المنورة, فبدأت القوات المصرية المكونة من 10ألاف مقاتل هجومها في اكتوبر 1811م لحماية المدينة المنورة و مكة والطائف و جدة من آل سعود والوهابيين.

الجبرتي و محاولات الوهابية هدم المسجد النبوي و نبش قبر الرسول (ص)

وقد سعى الوهابيون منذ بدء غاراتهم على الديار المقدّسة الى هدم القبة الخضراء والقبر النبوي الشريف ومن ثم إخراج القبر من المسجد. وقد رصد الشيخ عبد الرحمن الجبرتي في (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) ما جرى بعد غزو القوات الوهابية للحجاز. وذكر ما نصّه: في شهر محرم الحرام سنة 1218هـ حضر الشريف عبد الله ابن سرور وصحبته بعض أقاربه من شرفاء مكة وأتباعهم نحو ستين نفرا وأخبروا انهم خرجوا من مكة مع الحجاج وان عبد العزيز بن مسعود (هكذا والصحيح سعود) الوهابي دخل إلى مكة من غير حرب وولّى الشريف عبد المعين أميراً على مكة والشيخ عقيلاً قاضيا وأنه هدم قبة زمزم والقباب التي حول الكعبة والابنية التي أعلى من الكعبة وذلك بعد أن عقد مجلسا بالحرم وباحثهم على ما الناس عليه من البدع والمحرمات المخالفة للكتاب والسنة وأخبروا ان الشريف غالبا وشريف باشا ذهبا إلى جدة وتحصنا بها وانهم فارقوا الحجاج في الجديدة. (ج2، ص585-586).

وفي تفصيل عملية الهدم للقباب المقدّسة، كتب الجبرتي عن شهر رجب الفرد سنة 1120هـ: وفيه وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف من غير حرب بل تحلقوا حولها وقطعوا عنها الوارد وبلغ الاردب الحنطة بها مائة ريال فرانسة فلما اشتد بهم الضيق سلموها ودخلها الواهبييون (هكذا والصحيح الوهابيون) ولم يحدثوا بها حدثا غير منع المنكرات وشرب التنباك في الأسواق وهدم القباب ما عدا قبّة الرسول صلى الله عليه وسلم. (ج3، ص91).

وفيما يخص سرقة ذخائر وهدايا الروضة النبوية قال الجبرتي (حضر الوهابي واستولى على المدينة وأخذ تلك الذخائر فيقال انه عبى أربعة سحاحير من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر ومن ذلك اربع شمعدانات من الزمرد وبدل الشمعة قطعة الماس مستطيلة يضيء نورها في الظلام ونحو مائة سيف قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ومنزل عليها الماس وياقوت ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك وسلاحها من الحديد الموصوف كل سيف منها لا قيمة له وعليها دمعات باسم الملوك والخلفاء السالفين وغير ذلك. (ج3، ص249-250).

وقد أضمر مشايخ الوهابية نيّة هدم القبّة الخضراء وإخراج القبر النبوي وفكانوا لا يكفّون عن تخفيض شأن زيارة قبره الشريف، حتى أن بعضهم قطع على نفسه عهداً بأنه لن يزور قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل هدم القبّه وإخراج قبره الشريف من المسجد.

فقد دعا الشيخ ناصر الدين الالباني في كتابه (تحذير الساجد/ ص/68/69) لهدم القبة الخضراء وإخراج قبر النبي عليه الصلاة والسلام الى خارج المسجد، وذكر بأنه طلب أيام الملك سعود بأن يهدم هذا الوضع القائم ويجعل القبور الثلاثة منفردة عن المسجد .

وكتب الشيخ ابراهيم بن سليمان الجبهان في كتابه (تبديد الظلام وتنبيه النيام.. ص 389) المطبوع بإذن رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد برئاسة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز تحت رقم 1144/5 بتاريخ 11/7/1400هـ (وإن إدخال قبره ـ أي قبر المصطفى ـ في المسجد ــ أي المسجد النبوي ــ أشد إثماً وأعظم مخالفة) ويضيف بأن (سكوت المسلمين على بقاء هذه البنية لا يصيّرها أمراً مشروعاً).

وكذلك قال ابن باز ان ما منع ال سعود من هدم قبة قبر النبي و نبش القبر هو خوف الفتنة و ليس حرمة الرسول (ص) ومخافة الله.

وذكر الشيخ ابن عثيمين في خطبة له مشهورة حين سئل عن بقاء القبة الخضراء، فأجاب (عاد القبة الله يسهّل هدمها).

 

بعد تفشي فايروس كورونا وانتشاره في العالم, قامت السلطات السعودية في الأيام الماضية بإغلاق تام للحرمين المكي والمدني وكل الطرق المؤدية إلى مقام الرسول عليه الصلاة والسلام بحجة تعقيم المنطقة ليّعاد فتحها للزوار غير المعروف اصابتهم بالفايروس من عدمها. الأمر الذي يجعلنا نتساءل خاصة ومع ترويج إعلام ابن سلمان لوثيقة فرنسية مزعومة عن محاولة نبش لقبر الرسول, فهل قام ابن سلمان خلال فترة اغلاق المسجد النبوي الشريف بنبش قبر الرسول فعلاً وتحقيق الحلم الوهابي السلفي خصوصاً وأن لولي العهد محمد بن سلمان تاريخ في عدم احترام المقدسات فقد اعتلى الكعبة في فبراير 2019 فيما لم يتجرأ غيره على هذا الفعل المقيت؟؟

 

المصدر: الواقع السعودي


from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2IJ47x2
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل