أسعد أبو خليل | المصدر: ليبانون ديبايت
“ليبانون ديبايت” – أمجد رشدي
للوهلة الأولى يتهيأ للمشاهد بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قلبه وقالبه على لبنان ومصلحة اللبنانيين! ولكن وفي قراءة تحليلية يتبين الآتي:
١- تم ذكر إيران في خطاب نصر الله لأكثر من عشرون مرة، علماً بأن جميع خطابات نصرالله يتم التنسيق بها مع ايران وبالتحديد مع المستشارية الإيرانية في بيروت والتي تعتبر أحد حلقات الوصل الأساسية مع القيادة الإيرانية في طهران، وبحسب معلومات موثوقة، فإن عملية التنسيق تجري تحديداً بين مستشار الشؤون الثقافية للجمهورية الاسلامية الإيرانية في لبنان السيد “عباس خامه يار” والصحافي في تلفزيون المنار والذي يعمل أيضا في المستشارية والشؤون الثقافية الإيرانية ببيروت الدكتور علي قصير.
٢. تم التركيز في الدفاع عن وزير الصحة العامة حمد حسن، الأمر الذي يؤكد تابعية هذا الوزير لحزب الله وبالتالي الحكومة اللبنانية جمعاء. هذا من جهة، ومن جهة ثانية والأخطر هو عدم تطرق نصرالله لعدم أخذ الوزير المذكور كما الحكومة اللبنانية في بداية أزمة “كورونا” أي اجراءات لمنع وصول الوافدين من ايران كما عن عدم وضع الركاب في الطائرة الإيرانية التي اتت من مدينة قم والتي أُكتشف فيها حالة تبين أنه كانت تحمل أحد ركابها فيروس “كورونا”، حيث تم ترك الركاب بالذهاب الى منازلهم الأمر الذي عرّض المواطنين وبالتحديد المواطنين في”البيئة الشيعية” للعدوى من هذا الفيروس الفتّاك. كما لم يتم وقف الرحلات الا بعد فترة طويلة نسبياً من ايران، والأسواء من دول موبؤة أخرى كإيطاليا وكوريا وغيرهم وذلك لعدم فقدان الحجة، وبالتالي يصبح من المُحرج بعدم أخذ القرار بوقف الرحلات من ايران ايضاً.
٣- لوحظ بأن نصرالله استعمل تعابير عسكرية عدة وذلك عند وصف دقية المرحلة الراهنة فيما خص وجوب مكافحة “كورونا”! حيث أن ذلك يعود مبرره أن هذا الخطاب توجه للكادرات العسكرية والأمنية في حزب الله والتي لم يعد بامكانها بعد وقف الرحلات إلى ايران وبسبب الضغط الشعبي المستمر من التوجه والسفر إلى ايران بنفس الوتيرة والوسائل التي اعتمدت سابقاً.
٤- تم التركيز على تسمية جماعة بومبيو في لبنان! وهذه المرة الأولى والتي يتم فيها استعمال هذه العبارة بدلاً من عبارات أخرى: “كالإدارة الأميركية”، “إدارة ترامب”، “أمريكا” وغيرها من العبارات التي تستعمل عادة. وقد تبين أن المعني في هذا الأمر هو جهة حاملة لطرح سياسي ولديها علاقات وثيقة مع الجهات المقررة في الولايات المتحدة ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كما لديها صداقات مع مسؤولين رفيعي المستوى بحزب الله، حيث لوحظ مؤخرا قيام هذه الجهة بإصدار المواقف التصعيدية ضد الحكومة وبعض وزراءها المحسوبين على حزب الله.
٥- جرى تهجم على النظام المصرفي والمصارف كالعادة، علماً أن منظومة الفساد والتي من المعلوم أن النظام المصرفي يشكل جزاءً هاماً منها ولكن لا يجب تحميلها كل المسؤولية والتي شارك بها حلفاء حزب الله، فمن بنك الموارد والذي يترأسه الوزير “الارسلاني” السابق مروان خير الدين، إلى مصرف جمال تراست بأنه المقرب من بري (والذي صفي مؤخراً)، إلى مصرف فينيسيا والمقرب أيضاً من بري، الذي لوحظ أيضاً عدم شموله بقرار المدعي العام المالي المحسوب على بري علي إبراهيم في الحجز على أصوله أسوةً بالمصارف الأخرى! إلى مصرف سيدرس والتابع للحليف “المسيحي” الاستراتيجي أي عائلة الرئيس ميشال عون، الى بنك ميد والتابع لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري أي الحليف المستجد لحزب الله.
٦- تبين أن ما جرى ذكره عن عدم ممانعة حزب الله في تدخل البنك الدولي ليست إلا سطحية، ذلك أن من شروط هذا البنك المساهمة بتطبيق الأسس المالية والاقتصادية الضامنة لأمواله ومنها عدم نهب أو هدر هذه الاموال واستعمالها للمحسوبيات كما غطاء لأي من عمليات التبييض التي كانت تحصل.
في الخلاصة، فقد حدد نصرالله السياسة العامة للحكومة الحالية وأُطر العمل، كما ظهر وجود توتر سببه النقمة الشعبية المتزايدة للقواعد الشعبية وخاصة في بيئته محاولاً تسويق صورة الحمل والطرف الذي تهمه المصلحة العامة ومصلحة المواطن ولكن واقع الأمر أظهر ويظهر بأن هم هذا الحزب ليس إلا خدمة أهدافه وأهداف ايران بالدرجة الأولى وليس أي هدف أو مصلحة أخرى.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/33itPSy
via IFTTT
0 comments: