ياسر الحريري-الديار
ما يزال البعض في لبنان يعيش في اوهام ان الادارة الاميركية ودول العالم الغربي، تولي لبنان اهتمامات استثنائية. لذلك ينبري بعض السياسيين والكتبة الذين يعتبرون انفسهم مقربون من البيت الابيض او من مكتب لبنان في الخارجية الاميركية، ليشيعوا اجواء عن الرؤية الاميركية للبنان، واهمية صندوق النقد الدولي، في تولي الاصلاحات وفرض شروطه ورؤيته.
وما ثبت لمراجع عليا من الصف الاول. ان لبنان بالنسبة للاميركيين، في اخر دائرة الاهتمام. ولا يشغل بالهم كما يروجون في المواقف او المقالات التي تنقل كمعلومات ومعطيات. واشارت المراجع الى انه في واشنطن لم يعد هناك جهة متوحدة في الرأي لمجرى تطورات لبنان. اذ هناك ثلاث دوائر تتعاطى بالملف اللبناني تقدم معلومات وتسرُب بذات الوقت ما تريد وهي:
1- الخارجية الاميركية وفيها شينكر وساترفيلد (ولكل تسريبه الخاص).
2- المخابرات الاميركية (سي آي اي).
3- مراكز الدراسات واللبنانيين المقربين منها مع بعض السياسيين ورجال الاعمال. وهي مراكز مموّلة من البنتاغون.
اما الجهات التي تحاول ان تلعب دوراً وتعتقد انها قادرة بحسب المراجع، هي مجموعات لبنانية مقربة من دوائر الخارجية والبنتاغون، والادارة تعتقد انها تملك تأثيراً في تثبيت رؤية اميركية ما بخصوص الضغط على حزب الله وحلفائه، او على حكومة الرئيس حسان دياب.
وفي الحقيقة ان هؤلاء يتناسون ان واشنطن تركت اكراد العراق وسوريا وبالامس وقعت اتفاقاً مع «طالبان»، فيما تؤكد المعطيات وما تداوله موفدون اوروبيون وغربيون وعرب حضروا الى لبنان انه منذ 17تشرين كان الاميركيون يركزون على مسائل اربع :
1- التزامات النفط والغاز والآبار في لبنان.
2- امن «اسرائيل» اي صواريخ حزب الله من الجولان الى جنوب لبنان.
3- معالجة الفساد والهدر واصلاح النظام المصرفي.
4- المشاركة في اعمار سوريا من خلال الجغرافيا اللبنانية والاستفادة من الغاز السوري بالتشارك مع الآخرين. انطلاقاً من لبنان.
في المعلومات ايضاً، الاميركيين مارسوا ضغوطاً على رئيس الجمهورية وبعض وزرائه المقربين وعلى حزب الله وحلفائه، ولم يستطيعوا جره الى ما يرغبون.
1- حزب الله مع الاصلاح الشامل، وكان اعلنها الامين العام السيد حسن نصرالله وخلق اجواءً وطنية، واعتبر محاربة الفساد كمحاربة «اسرائيل»، لكن الفساد اصعب.
2- حزب الله لا يمانع بوجود شركات اميركية في لبنان تعمل بالنفط والغاز، كسائر الشركات الاوروبية او الروسية او العربية.
3- الصواريخ الدقيقة منها او غيرها مرتبطة بأي عدوان «اسرائيلي» على لبنان وهي وان كانت هجومية، فالمقاومة تستخدمها للدفاع ولم يحدث ان بادرت الى الهجوم او افتعال الحروب، او الخروقات، بل العكس يحصل من خلال الخروقات «الاسرائيلية» براً وبحراً وجواً، من هنا، فإن البعض يرى تقاطعات في امكنة عديدة بين طلبات الغرب في مكافحة الفساد اللبناني والاصلاح وبين ما يعلنه امين عام حزب الله في الشأن نفسه…
الواضح اميركياً وفق لبنانيين – اميركيين ان واشنطن مقتنعة انها لا تملك الاستئثار بالنفوذ الكامل في لبنان، وهي مقتنعة بذلك. وتساهم اليوم في الفرصة لحكومة حسان دياب، لمصالحها اولاً، ولأنها زادت قناعتها انها ممكن ان يكون لها مونة او نفوذ في لبنان، لكن لا تستطيع الاستحواذ عليه.
بناء على ما تقدم، ان ما يحاول البعض اللبناني ممن يعتقد ان واشنطن ستمضي للنهاية في لبنان، فهو مخطئ، كونها بدأت من اكثر من قناة تحاول فتح حوارات مباشرة لم تفلح بها، لذلك تحاور من حين لآخر عبر وسطاء عرب وبريطانيين، والتشاور احياناً مع باريس.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2vau2dZ
via IFTTT
0 comments: