Sunday, March 15, 2020

“القوات” لا تُهادِن إلَّا…!

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

قالت مصادر قيادية في “القوات اللبنانية”، أن مواقفها الوطنية نابعة من قناعاتها السياسية ولا تساير ولا تهادن أي طرف سياسي على حساب المصلحة العليا للبلد والناس، وتكفي العودة إلى مواقفها في السنوات الأخيرة وفي كل المحطات، لتبيان بأنها لا تراعي أحداً ليس فقط على مستوى الخصوم وهو طبيعي، وإنما أيضاً على مستوى الحلفاء، انطلاقاً من قناعتها أن بناء الدولة لا يحتمل سياسات بلا لون ولا طعم.

وذكّرت المصادر، بأن “القوات” أعلنت مراراً وتكراراً بأن حليفها السياسي هو من يحترم الدستور ويتمسّك بالسيادة ويسهر على تطبيق القوانين، وأنها لم تكن ولا مرة في موقع المحايد ولا المهادن حيال أي تجاوز إن كان من طبيعة سيادية أو من طبيعة إصلاحية، وعندما تتحدّث عن ملفات الكهرباء والإتصالات وتوظيفات الـ5300 موظف والمرفأ والجمارك والمطار والمعابر الشرعية وغير الشرعية، تكون تتحدّث عن كل القوى السياسية من دون استثناء “ومن دون مهادنة ولا لفّ ودوران”.

وتساءلت المصادر كيف تكون “القوات” في موقع المهادن مع العهد ورئيسها الدكتور سمير جعجع شدّد في مقابلة صحفية منذ أيام قليلة، أن “هناك من يحاول وضع وزيرة العدل ماري كلود نجم في موضوع التشكيلات القضائية “في بوز المدفع”، وأعتقد أنه فريق رئيس الجمهورية”.

وأضافت المصادر: كيف تكون “القوات” في موقع المهادن، ورئيسها قال في قداس شهداء المقاومة اللبنانية لقد “أقدمنا على خطوة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، على الرغم من ‏الخصام التاريخي الذي كان قائماً بيننا، لأسباب وجيهة وحيوية، وضع حد للفراغ الرئاسي المتمادي الذي كاد ‏يفكّك الدولة، تأمين التوازن الفعلي في المؤسسات الدستورية بوجود رئيس يتمتع بصفة تمثيلية، وتحقيق ‏مصالحة تاريخية بين “القوات” و”التيار الوطني الحر”، من خلال “تفاهم معراب”، الذي هو كناية عن اتفاق شراكة حقيقية بين ‏أكبر حزبين مسيحيين، مثلما يجري بين أعرق الأحزاب الديمقراطية في العالم كله، وليس اتفاقاً لتقاسم ‏الحصص كما يحلو للبعض وصفه‎.‎‏ ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تم الإنقضاض على اتفاق معراب ‏والتنكّر له والتنصّل من موجباته، وكأن الطرف الآخر أراده لمجرد الوصول إلى الرئاسة، ومن بعدها فليكن ‏الطوفان”.‏

وتابع جعجع ليقول “لو أن الطرف الآخر تنصل فقط من اتفاق الشراكة السياسية بينه وبين “القوات” لكان الأمر ‏مفهوماً في إطار الجشع السياسي وحب التفرّد بالسلطة والاحتكار، ولكنه تنصل أيضاً من ورقة النقاط العشر ‏التي تُليت أمام الرأي العام والإعلام في معراب، وبحضور الفريقين، والتي تعنى مباشرة وبشكل واضح وصريح ‏بقيام الدولة السيدة القوية القادرة المسؤولة وحدها عن مصير شعبها”.

وقالت المصادر كيف تكون “القوات” في موقع المهادن للعهد واستقالت من الحكومة ورفضت الإشتراك في الحكومة التي تلتها، وكيف تكون مهادنة للعهد، وقالت أن التسوية الرئاسية انتهت، وكيف تكون مهادنة للعهد، وأكد رئيسها في أكثر من موقف رداً على التساؤلات حيال الدعوات لإسقاط العهد “ليَقولوا لي ما هي الخطوة الثانية وعندها أحدّد موقفي. هل نُسقط هذا العهد لنأتي بأسوأ؟ لست متمسكاً بهذا العهد، ولكن الأهم ما الذي سيأتي بعد هذا العهد. فلا يغادر فلان كي يأتي من يمثله أو ينوب عنه او مثله”.

واستغربت المصادر محاولات البعض انتقاد موقف “القوات” وتجهيل كل مواقفها الواضحة وضوح الشمس من العهد، ومن كل القوى السياسية وفي طليعتها “حزب الله”، الذي دعاه جعجع إلى مساعدة الحكومة من أجل إنقاذ لبنان من الأزمة المالية غير المسبوقة في تاريخ الجمهورية اللبنانية، من خلال خطوات عدة “تبدأ أولاً بإغلاق كل المعابر غير الشرعية وإيقاف أبواب الهدر والفساد في المرفأ والمطار، وبرفعه ثانياً الغطاء كاملاً عن حلفائه الفاسدين الذين يعيثون في الأرض فساداً وخراباً، وأن يخرج ثالثاً من أزمات المنطقة لكي يبدأ لبنان بالخروج من عزلته العربية والدولية، وأن يسلّم رابعاً سلاحه للدولة لكي تعود الدولة دولة ويبدأ المجتمعين الدولي والعربي بالتجاوب معه على هذا الأساس”.

وأكدت المصادر أن “القوات” لا تنفِّذ أجندة أحد بل تنفِّذ أجندة وحيدة هي أجندة قناعاتها الوطنية بقيام دولة سيدة على أرضها وتحترم الإنسان، وتعلي أولوياته بعيداً عن السياسات الزبائنية والفساد والرشوة، وشدّدت أن كل خطوة تقدم عليها تدرسها من كل جوانبها بدءاً من الفراغ الذي لا يخدم أحداً، وصولاً إلى الخطوة التالية، لأنه إذا كان هناك من يعتقد أن بإمكانه العودة إلى ممارسات وسياسات قديمة فهو مخطئ، باعتبار أن لكل استحقاق أبوابه ومداخله الشرعية.

وختمت المصادر، بالتشديد على أولوية الأمن الصحي للناس، كما ضرورة إنقاذ لبنان مالياً واقتصادياً، وكشفت عن خطوات قريبة ستقدم عليها في حال تواصل الإنهيار فصولاً.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2U7RGQV
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل