الوقت- قام مسرور بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان، بزيارة رسمية إلى الأردن في 1 مارس 2020، والتقى بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وفي هذا الاجتماع، الذي ضم وفدًا من حكومة إقليم كردستان، يتألف من وزير الشؤون الداخلية ووزير الشهداء والمعوقين، ورئيس قسم العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم، كان الهدف الأكثر أهميةً هو تطوير علاقات الأردن مع حكومة إقليم كردستان على ما يبدو.
کما قال بارزاني أيضًا خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه العاهل الأردني، إن الزيارة تهدف إلى تقدير مساعدات الأردن للمنطقة الكردية في الحرب ضد داعش، مؤکداً علی رغبة الجانبين في توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية، وخاصةً من الناحية التجارية والاقتصادية.
مع ذلك، إذا أخذنا في الاعتبار الأبعاد الخفية للزيارة، فإن حجم التبادلات الاقتصادية بين الطرفين ليس کبيراً لدرجة أنه يمکن تضخيمه، ولذلك ينبغي مناقشة الأهداف الأخرى المتعلقة بهذه الزيارة الدبلوماسية وعرضها. وفي هذا الصدد، يمكن ذكر ثلاث فرضيات فيما يتعلق بزيارة مسرور بارزاني إلی الأردن.
إستخدام أبو ظبي والرياض المشكلة الكردية في المنطقة کأداة
من أهم القضايا التي يجب مناقشتها فيما يتعلق بزيارة مسرور بارزاني، هي استخدام الإمارات والسعودية القضية الكردية كوسيلة لتعزيز نفوذهما ومصالحهما في المنطقة.
في الواقع، خلال استفتاء كردستان العراق من أجل الاستقلال عن العراق في عام 2017، شهدنا أيضًا شائعات عن الدعم المالي الإماراتي لأربيل. وفي الوضع الحالي أيضاً وقبل بضعة أشهر فقط، التقت الإمارات بالقائد الأعلى لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم كوباني” في أبوظبي، في خطوة أثارت حساسيةً جديدةً لتركيا.
في الظروف الراهنة أيضاً، يبدو أن هذه الدول وبالنظر إلی معرفة الحساسيات الحالية المحيطة بزيارة مسرور بارزاني المباشرة إلى الرياض وأبو ظبي، في محطة عمان عاصمة الأردن، تريد نقل رسالة دعمها إلى حكومة إقليم كردستان. وفي الحقيقة، إن هدفهم النهائي هو الضغط على حكومات العراق وسوريا وتركيا من خلال المسألة الكردية.
في هذه الأثناء، فإن بارزاني الذي حضر مؤخرًا مؤتمر ميونيخ الأمني، ومع إدراكه لهذه الدوافع، يخطط للدخول في صفقة مع الدول العربية، من أجل تحقيق هذه الأهداف من ناحية، ودعم الإقليم الكردي في البعد السياسي والاقتصادي من ناحية أخرى.
مسألة استمرار وجود الأميركيين في إقليم كردستان
الأردن بين الدول الخليجية، أحد أهم القواعد لوجود القوات الأمريكية في المنطقة. والآن أكثر من أي وقت مضى، أثير الحديث عن رحيل القوات الأمريكية من العراق، وقد أعرب إقليم كردستان عن دعمه الصريح لبقاء القوات الأمريكية في العراق، بحجة مكافحة الإرهاب.
حالياً يبدو أن أحد الدوافع الرئيسية لبارزاني من زيارة الأردن، هو التشاور مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين، حيث يريد الإقليم الكردي بقاء القوات الأمريکية في العراق.
في الواقع، وعلى الرغم من موافقة البرلمان العراقي، يعتزم بارزاني اختبار فرصه مرةً أخرى في عقد آماله على الدعم الأمريكي لأربيل.
وعلى الرغم من تکرار أمريكا نکث عهودها، وإدارة الظهر للأكراد عند المراحل التاريخية الحاسمة، يبدو الآن أن بارزاني يحاول أن يوضح للأمريکيين أن الأكراد يمكن أن يكونوا حلفائهم الحقيقيين في المنطقة. وبهذه الطريقة، يكسبون الدعم السياسي والعسكري للولايات المتحدة. وفي هذه الأثناء، من المؤكد أن بارزاني، مثل والده مسعود بارزاني، يفکر في مسألة استقلال كردستان أيضاً.
دور بارزاني للضغط على بغداد على طريق تعزيز موقع الولايات المتحدة
هناك فرضية أخرى حول كواليس زيارة بارزاني إلى الأردن، وهي مسايرته للأميركيين في سبيل الضغط على بغداد. في الواقع، تنوي واشنطن إقناع حكام بغداد السياسيين بالتنازل عن إنهاء الوجود العسكري الأمريكي، من خلال ورقة أربيل ومسألة استقلال إقليم كردستان والتهديد بتقسيم العراق.
ما يبدو في الأردن هو عقد لقاء سري بين الوفد الأمريكي ومسرور بارزاني. حيث يعتزم الوفد الأمريكي تعزيز موقع واشنطن في العراق والحفاظ على الاتجاه الحالي، من خلال الضغط الكردي غير المباشر على بغداد.
وهذا يعني ألا تتخذ الحكومة العراقية الجديدة أي خطوات أو إجراءات على طريق طرد الولايات المتحدة من العراق، لتأمين المصالح الأمريكية لعشر سنوات أخری على الأقل.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/3amATQo
via IFTTT
0 comments: