احمد عياش ـ “النهار” ــ
شهور مضت على آخر لقاء جمع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مع إعلاميين من مؤسسات محلية وعربية، مبرراً ذلك بأنه “ليس محبًا الإكثار من الكلام”. لكنّه قال أن الاحداث التي توالت على لبنان منذ 17 تشرين الاول الماضي إقتضت متابعتها. فهل صار هناك ما يستوجب أن يتحدث عنه جعجع اليوم؟
على مدى أكثر من ساعتين حدد جعجع أمام الاعلاميين موقفه من ثلاثة مواضيع: الحكومة الجديدة، وما يمكن “حزب الله” القيام به، والانتخابات النيابية المبكرة.
في الموضوع الأول، قال: “هناك للمرة الأولى حكومة في لبنان من فريق واحد، لا أريد تسميتها حكومة حزب الله، أو حكومة 8 آذار، أو حكومة الحزب وحركة أمل. وبإمكان الرئيس (حسان) دياب أن يسميها حكومة مستقلين، على راسي. لكن في النهاية هي حكومة لها كل مقومات النجاح إذا أرادت أن تنجح. فبلدنا يتدهور يوميا ويجب وقف هذا التدهور”.
في الموضوع الثاني: “حزب الله هو الوحيد القادر على وقف التدهور إذا قام بثلاث خطوات:
1- إذا أراد محاربة الفساد فهناك أكبر ملف هو الكهرباء، وعليه أن يرفع الغطاء عن حلفائه. وقد بدأ الرئيس (نبيه) بري منذ يومين يركز على هذ الملف ، فأين أنت يا حزب الله؟
2- المساعدات الخارجية للبنان مرتبطة بالنأي عن نزاعات المنطقة. إذ ليس من المعقول أن نطلب من دولة مساعدتنا بينما هناك فريق أساسي في لبنان يقاتل ضدها. بماذا نتأثر إذا ما خرجنا من سوريا والعراق واليمن؟ بإمكان الايرانيين إذا ما أرادوا أن يملأوا الفراغ الناجم عن انسحاب حزب الله. إذا عاد الحزب الى لبنان، وسلّم سلاحه للدولة، عندها سنكون أصدق الاصدقاء.
3- على دولتنا أن تستعيد صدقيتها. وإذا أردنا تسمية فرنسا أو الامارات أو غيرهما فهي لن تتعامل مع دولة لا تتخذ القرارات الفعلية والاستراتيجية لأن القرارات عند غيرها. وإذا تعاملت معنا فمن باب البروتوكول الشكلي”.
في موضوع الانتخابات النيابية المبكرة: “يمكن إرجاؤها في حالة واحدة إذا تمكنت الحكومة من اتخاذ خطوات إنقاذية فيمكن عندئذ تأجيل الانتخابات حتى تنفيذ هذه الخطوات. أما إذا لم تفعل الحكومة شيئا فنكون أمام حائط مسدود ما يحتّم الذهاب الى انتخابات مبكّرة”.
وفي الحوار مع الاعلاميين قال جعجع: “إن أقصى تمنياتي أن تنجح الحكومة. ويا حبذا لو تقوم الآن بخطوة صغيرة بوقف عقود 5000 موظف جرى توظيفهم خلافا للقانون”. ودعا الى التعامل مع الوضع اللبناني كتعامل الطبيب مع “مريض كبير في السن يعاني من أوضاع صحية صعبة للغاية لا يتحمل معها عملية جراحية قد تقضي عليه”.
وحول المطالبة بقانون جديد للانتخابات أوضح: “ان القانون الحالي إستغرق إعداده 10 أعوام و10 آلاف ساعة عمل. لذلك، فإن الذهاب الى قانون جديد يعني انه لن تكون هناك انتخابات مبكّرة بل متأخرة 8 سنوات. ما لدينا ليس قانون الـ60 ولا قانون غازي كنعان. أما القول إن القانون الحالي هو طائفي، فهو ليس كذلك. إنما هي الظروف التي إذا تغيّرت يتغيّر الواقع كما حصل في 14 آذار 2005، وكما حصل في انتفاضة 17 تشرين الاول”.
ورأى أن “حزب الله” لن يقبل بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، و”إذا ما ذهبنا اليها فعلينا انتزاعها انتزاعا”.
ووصف الانتفاضة بأنها “النقطة الوحيدة المضيئة في لبنان الآن، فهي فتحت باب الامل ولا علاقة لها بالتدهور الاقتصادي. وسيكون لها أدوار لاحقا. والخط الاحمر لجماعتنا في الحراك هو الاصطدام بالجيش وقوى الامن”.
وتعهد العمل على “التنسيق بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي. ولا يكفي لهذا التنسيق الاتفاق على الاطر العامة بل يجب الاتفاق على التفاصيل ايضا”.
وقال: “بحسب تحليلاتي ومعلوماتي لن يكون هناك دور جديد للنظام السوري في لبنان. هناك فقط بقايا. وأكبر معارض لهذا النفوذ السوري إذا ما عاد هو حزب الله”.
وفي رأيه ان “حزب الله” لا يريد مواجهة في لبنان. ولفت الى أن “المواجهة الايرانية – الاميركية مستمرة سواء على البارد أو على الحامي”. وأضاف: “المشكلة في لبنان هي الصواريخ الدقيقة التي بحوزة حزب الله. وقد تلقّى لبنان تحذيرا أميركيا بشأنها. وسبق لي ان قلت إن على رئيس الجمهورية أن يتكلم مع الحزب ليقول له ان لبنان لا يتحمل حربا”.
وعن العلاقات مع الرئيس سعد الحريري قال: “نحن أصدقاء دائمون. وهناك صعوبات بيننا يجب أن نذللها، فلا يترك الحريري القوات اللبنانية إذا وجد فتاة أجمل منها!”. وأكد ان الحال الصحية للنائبة ستريدا جعجع حالت دون مشاركتها في ذكرى 14 شباط ، مشيرا الى ان “القوات اللبنانية” شاركت بوفد كبير رفيع المستوى من 9 أعضاء.
ورداً على سؤال حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال: “ان المطلوب معرفة ما سيأتي بعدها”. واوضح ان “لا تمييز عنده بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل”، نافيا وجود تنسيق سياسي بين “القوات” و”التيار” بل هناك “علاقات طبيعية على مستوى القاعدة”.
هل يتقاطع برّي مع “اصطفافٍ ساكن” في مواجهة العهد؟
مجد بو مجاهد ــ “النهار” ــ بين العهد وقوى سياسيّة رئيسيّة في البلاد، لا دواخن بلا نار، رغم اختلاف أشكال المواجهة وأحجامها وما يترتّب عليها من احتراق متصاعد في العلاقة. كلّ على طريقه وطريقته، رسم مؤشّرات مواجهة مع رئيس الجمهورية ميشال عون أو عبر “التيار الوطنيّ الحرّ”، وكان لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن عبّر بوضوحٍ خالص عن مواجهة من هذا النوع في دعوته إلى اصطفافٍ وطنيّ عريض يدفع باتجاه استقالة رأس الرئاسة الأولى. وما لبث الرئيس سعد الحريري أن رسم ملامح مواجهة مغلّفة مع العهد في مسوّدة خطابه الأخير في ذكرى الرابع عشر من شباط. وإذا بدخان مواجهة ثالثة، تُطلق عليها بعض الأوساط توصيف “المواجهة الملتبسة”، تصاعد من مدفأة الرئيس نبيه برّي من خلال ملف الكهرباء وتأكيد عين التينة المضيّ بعيداً في هذه “المعركة”.
الحزازات والاحتكاكات السياسيّة المتنوعّة الطابع، لم تتحوّل حتّى اللحظة إلى معارضة حقيقيّة أو إطار سياسيّ من شأنه أن ينادي أو يطالب بطيّ صفحة العهد. اذ تبقى معارضة من هذا النوع فرعيّة راهناً رغم عنوانها، ولكنّ مؤشّرات الفلك السياسيّ ومعلوماته تشدّد على انّه لا يمكن الاستخفاف بهذا الانزعاج الثلاثيّ من العهد، والذي يتّخذ شكل تقاطع خاص من نوعه يضمّ أفرقاء آخرين، ويتّجه في الأسابيع المقبلة نحو مزيد من التعبير عن الذات. ويمكن أن يؤدّي الوضع الاقتصادي دور الداعم لاتّساع حلقة مواجهة من هذا النوع وزخمها.
يبقى برّي أقرب إلى الاضطلاع بدور “المايسترو” المتربّع على قيادة مفاصل الحياة السياسيّة اللبنانية عموماً، ولا يمكن اغفال دوره كحلقة وصل وربط دائمة، كان لها أن نظّمت حضور قوى معارضة رئيسيّة على رأسها التقدمي الاشتراكي و”تيار المستقبل” جلسة الثقة الحكوميّة. ويتعرّض برّي في الآونة الأخيرة لهجوم متدرّج من قوى محسوبة على محور الممانعة، تحسبها أوساط مقرّبة منه على أنّها محاولة تطويق ومحاصرة منعاً لشبك التواصل مع المعارضة. لكنّ رئيس المجلس أثبت قدرته على خرق جدار من هذا النوع حاملاً عصا المايسترو في جلستي الموازنة والثقة، بالتعاون مع قوى المعارضة نفسها التي أمّنت له عدّة المواجهة.
الآتي من الأيام مقبلٌ على مزيد من الصعوبات الاقتصادية والسخط الشعبيّ من شأنه أن يظهّر دوراً أعلى لهجة للمعارضة في وجه العهد، في رؤية أوساط سياسية مواكبة تُدرج اسم برّي ضمن معارضة من هذا النوع بالتقاطع مع قوى سياسية حليفة له، بغضّ النظر عن شكلها وما اذا كانت ستحافظ على طابع المعارضة الفرعيّة أو ما يسمّى “القطعة”.
المقرّبون من كتلة “التنمية والتحرير”، يردّدون في مجالسهم أن بعض الخارج يبدي حرصاً على لبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم. وقد سُمع من سفراء وديبلوماسيين استعدادٌ للوقوف الى جانب لبنان ضمن مقاربة جدّية للاصلاح لا يمكن تحقيقها من دون معالجة جذرية لأزمة الكهرباء التي تمثّل نصف الدين العام المترتّب عن المعالجة “العرجاء والعوجاء للقطاع”، تشبيه تعتمده المصادر، مع التأكيد أن حلّ أزمة الكهرباء لا يمكن أن يقوم على استجرار الطاقة عبر بواخر بل من خلال أبجدية قائمة على تعيين الهيئة الناظمة وبناء معامل. ويرى المقرّبون أنّه لا بدّ من انقاذ لبنان، في رؤية برّي، على المستويين المالي والاقتصادي واقفال مزاريب الهدر عبر ملفات كان لا بدّ أن تعالج قبل سنوات، وأن المسألة لا علاقة لها بالسياسة، اذ أن الوقت ليس للاصطفافات.
يتلقّف “التيار الوطنيّ الحرّ” حراك برّي على أنّه سياسيّ الطابع، على قاعدة إدخال موضوع تقنيّ في اللعبة السياسية، اذ تعبّر أوساطه عن عدم قبول واعتراض على مواقفه الأخيرة باعتبارها أنّ ما يحصل أشبه بشدّ عصب الجماعات والجماهير، وترى أن الملف تقنيّ ويجب ألّا يكون محطة للتراشق الاعلاميّ، في وقتٍ لا بدّ فيه من الابتعاد عن السجالات السياسية والاكباب على حلّ الوضعين الماليّ والاقتصاديّ. وتشير الى أن الخطّة نوقشت في مجلس الوزراء أكثر من مرّة وتوافق عليها جميع الأطراف، كما اطّلعت عليها الجهات الدولية وأبدت موافقتها.
توسيع كادر المشهد وضمّ مواقف جنبلاط والحريري، يُستقرأ سياسياً استناداً إلى مواكبين على أنّه معارضة متفرّعة تعبّر عن نفسها. وتنقسم الآراء حول لوحة سياسية من هذا النوع، وثمّة تساؤلات وعلامات استفهام يطلقها معارضون مباشرون لـ”حزب الله” حول النتائج التي يمكن أن تؤدي اليها هذه المواجهات. المعارضون أنفسهم للحزب، ورغم أنّهم يولون معارضة العهد أهميّة، الا أنّ الأهم بالنسبة اليهم يبقى في معارضة حقيقية وعلانية وصريحة للحزب، من شأنها رفع وصاية ايران عن لبنان، والمتمثّلة احدى نتائجها بانتخاب الرئيس عون، على ما يقول وجه سياسيّ بارز معارض للعهد و”الحزب”، مضيفاً أن “التضامن يكون مع كلّ من يعارض العهد بوصفه رمزاً لوصاية ايران على لبنان، ذلك أن التحالف مع الحزب أدّى في النهاية الى اقفال المصارف وانهيار المدارس وهجرة الشباب، وتالياً فإن مواجهة العهد ليست مستحيلة لكنّها تتطلّب بلورة سياسية أكبر من قِبل من يحمل هذا العنوان. أما التضامن من منطلق صداقة أو خصومة سياسيّة، فهذا وضعٌ لن يؤدّي الى خلق أيّ اطار سياسيّ وازن أو رصين من أجل بلورة نتائج”.
معطيات تشي بانفتاح أبواب المنازلة بين التيارين الأزرق والبرتقالي
ابراهيم بيرم ـ “النهار” ــ هل إن الأمور تتجه نحو انفتاح الأبواب أمام “مواجهة سياسية” بالغة الحماوة بين “تيار المستقبل” من جهة و”التيار الوطني الحر” من جهة أخرى؟
فليس مفاجئاً القول أن غالبية المعطيات والوقائع المتراكمة منذ الجمعة الماضي تعطي انطباعاً فحواه أن هذين الطرفين قد وطّنا سلفاً نفسيهما وجمهورهما على ولوج عتبة منازلة مفتوحة طويلة الأمد يتبادلان فيها كل أشكال الضغوط و”الأسلحة”.
ولا ريب في أن هذا الانطباع الذي كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة قد تعزز أكثر فأكثر في أعقاب الكلام المباح الذي أطلقه زعيم التيار الازرق الرئيس سعد الحريري في الاحتفال الذي أقيم في ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري (في بيت الوسط) ووجّه في خلاله سهام الانتقاد الحادة والمباشرة الى رئيس التيار البرتقالي الوزير السابق جبران باسيل مسمياً إياه “رئيس الظل” الذي فرض نفسه عليه وأساء الى العهد وسيّده ومحمّلاً إياه تبعة انهيار “التفاهم الرئاسي” الذي ساد منذ أكثر من ثلاثة اعوام. وبالعموم وجد الحريري في “مضبطة الاتهام” التي ساقها تباعاً ضد باسيل فرصة لكي يعلن نهاية موجبات هذا التفاهم المبرم ولكي يفتح الباب أمام تحولات سياسية تظهر سماتها لاحقاً. وكان ان بادر رموز “التيار الوطني” بجملة ردود فعل منظمة استتبعت بوعود بتحركات اعتراض مرتقبة في الشارع على ما يمكن تسميته “مراكز القوى في الدولة” التي تدرج عادة في خانة مكونات الدويلة العميقة التي استودعها التيار الازرق في الدولة ومؤسساتها وبذل جهوداً جبارة طوال الأشهر التي تلت انطلاق الحراك الشعبي في الشارع للحفاظ عليها وتجنيبها أي مس أو تغيير. وقد تبدى ذلك خلال الساعات القليلة الماضية من خلال إعلان التيار البرتقالي عن تنظيمه وبشكل منفرد وللمرة الاولى تظاهرة الخميس المقبل أمام مصرف لبنان مضافاً الى ذلك حملة بدأها نواب “التيار الوطني” ضد قرار اتخذه فجأة رئيس شركة “الميدل إيست” للطيران محمد الحوت ويقضي بتسعير تذاكر الطيران على متن طائرات هذه الشركة الوطنية بالدولار الاميركي قبل أن يعود ويتراجع عنه مبدئياً نزولاً عند طلب رئيس الحكومة حسان دياب إثر ردة الفعل السلبية الواسعة النطاق الرافضة لهذا القرار.
يبدي عضو تكتل لبنان القوي والقيادي في “التيار الوطني الحر” ألان عون اعتراضه الصريح على استخدام مصطلح “الاستعداد للمنازلة والمواجهة” بين تياره و”تيار المستقبل”، ويقول لـ “النهار” إن ما حصل في الساعات الماضية هو أن ثمة موقفاً بدا تصعيدياً أتى من جانب “تيار المستقبل” وقد تم الرد عليه من جانب رموز في تيارنا، وهو ما يمكن حصره في دائرة السجال السياسي بين القوى. واعتقد جازماً أن لا نية عندنا لرفع منسوب هذا السجال والعمل على تحويله إلى “مواجهة او منازلة مفتوحة” كما يروج البعض.
وعليه، يضيف النائب عون، نعترض أشد الاعتراض على ما يقال بأن الردود التي صدرت من جانبنا قد أطلقت بهدف “تسخين الاجواء” وفتح باب المواجهة وافتعال اشتباك سياسي طويل الأمد مع الرئيس الحريري رداً على إعلانه غير المباشر على إسقاط موجبات “التفاهم الرئاسي” ولكي يعيد احياء هذا التفاهم.إذ اننا نعتقد أن التفاهمات السياسية هي خيارات المتفاهمين في لحظة سياسية معينة، فهي لا تفرض فرضاً ويعود للمتفاهمين وحدهم ان يتراجعوا عن هذا التفاهم أو يواصلوا العمل به.
وانطلاقاً من ذلك، يستطرد عون، “أؤكد أننا لسنا في وارد فتح ابواب صراعات أو مواجهات سياسية لا مع “تيار المستقبل” ولا مع أي فريق سياسي آخر خصوصاً ان نقيم على اعتقاد واستنتاج فحواه بأن المرحلة الراهنة هي ليست مرحلة صراعات وتصفية حسابات ولا نرتقب أي نتيجة نجنيها من فتح السجالات أو المضي نحو التوتير السياسي”.
ورداً على سؤال، أجاب عون “نحن نعتقد جازمين أن اللاعب الوحيد الذي يستقطب الأنظار في الساحة هو حصراً الحكومة الحالية برئاسة الرئيس حسان دياب. فهي يتعين عليها وينتظر منها أن تسارع الى وضع خطة إنقاذ مالي واقتصادي على جناح السرعة، ودورنا كقوى سياسية على اختلافها المبادرة الى تقديم الدعم لهذه الخطة المرتقبة أو إبداء الاعتراض أو طلب إدخال التعديلات عليها خدمة لمصلحة أوسع شريحة من الناس”.
ويذهب عون الى حد الاستنتاج أن “ما من أحد في هذه اللحظة البالغة الحراجة على استعداد لمتابعة السجالات السياسية بين أي طرف وطرف، اذ ثمة إجماع على ان الأولوية عند الناس أجمعين على اختلاف ميولهم وأهوائهم السياسية هي معرفة خطة الحكومة المرتقبة لتجاوز تداعيات الازمة المالية التي تعصف بمالية البلاد واقتصادها وتهدد حياة الناس ولقمة عيشهم المهددة”.
وعليه، يضيف عون، “اننا نعتقد أن لا شيء يعلو الآن فوق مسألة معالجة التردي الحاصل منذ فترة وفوق هدف الحيلولة دون مزيد من التردي وبلوغ قاع الانهيار”.
وانطلاقاً من كل ما سلف، يضيف النائب عون “نعتقد أن أحداً من اللبنانيين سيكون مشغوفاً بمتابعة سجالات القوى السياسية ورصد خلافاتها لأن ذلك في هذه المرحلة مضيعة للوقت وإهدار لإمكانات الانقاذ. فليكن شعارنا جميعاً إعطاء الحكومة فرصة العمل قبل المبادرة لمساءلتها ومحاسبتها”.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2UZDjQB
via IFTTT
0 comments: