إعتبر وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت أن الأسلحة الكاسرة للتوازن التي تحاول إسرائيل منع وصولها إلى “حزب الله”، وصلت بنسبة 80 في المئة، وتاليا فإن نظرية المعارك بين الحروب التي نظرّت لها المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية فشلت.
تصريح بينيت يأتي ضمن قناعة تتكون لدى المؤسسة الإسرائيلية بفشل وعدم فاعلية القيام بضربات عسكرية محددة لأهداف معينة، إذ إن هذا الاسلوب لا يبدو أنه يعرقل عملية مراكمة القوة، وكل ما في الأمر أنه يؤخر إنجازه. من هنا حصل تفاهم ضمني بين تل أبيب وواشنطن على تقسيم ساحات الصراع مع إيران وهو ما خرج إلى العلن أخيراً، إذ فشلت إسرائيل فشلاً كبيراً في عمليات ضرب العراق عبر طائرات مسيرة، وظهر أمامها أن ما تقوم به بالعراق لا يعرقل عملية مراكمة القوة الإيرانية هناك، حتى أن التطور النوعي الذي حصلت عليه الفصائل العراقية جعل تل أبيب تعتبر العراق أحد دول الطوق نظراً إلى ما بات يمتلكه من قدرات على إستهدافها.
في الواقع فإن ما قاله بينيت فيه جانب من الحقيقة وآخر للتسويق الإعلامي الشعبي. فعمليات الإستهداف العسكرية التي تقوم بها تل أبيب في سوريا، لا تستهدف بشكل أساسي القدرة العسكرية لـ”حزب الله” في لبنان، بل تستهدف القدرة العسكرية التي يحاول الحزب والحرس الثوري مراكمتها في سوريا، وهذا ما إستطاعت إسرائيل ضرب نسبة بسيطة منه، وتأخير إتمامه.
الأهم في العقل الإسرائيلي حالياً والذي يشكل قلقاً عميقاً لدى المؤسسات السياسية والعسكرية هو الساحة اللبنانية، والتي لم يستطع الجيش الإسرائيلي حتى الآن تبديل قواعد الإشتباك فيها نظراً إلى صرامة الحزب في التعامل مع أي خرق لهذه القواعد، حتى أن المحاولة الأخيرة التي حصلت في الضاحية الجنوبية لبيروت عبر طائرات مسيرة أدت، إضافة إلى الرد العسكري المباشر ،إلى إدخال الحزب لصواريخ أرض – جوّ، وإن بوتيرة مختلفة، إلى ساحة المعركة المستمرة مع الخروقات الإسرائيلية.
قبل أشهر وجهت الولايات المتحدة الأميركية عبر أحد ديبلوماسيها تحذيراً واضحاً إلى أحد السياسيين المعنيين بالشأن الديبلوماسي، طالبةً من الدولة اللبنانية إرسال الجيش إلى عدة نقاط في البقاع من أجل تفكيك منشآت عسكرية تابعة للحزب وكاسرة للتوازن، وقد حذرت يومها من أنه في حال لم تتجاوب الدولة اللبنانية مع هذا الأمر فإن ضربة عسكرية تنتظر هذه المنشآت.
هكذا بدأت إسرائيل تفكر بحلّ جذري للخطر المتنامي في لبنان حتى لو كان هذا الحلّ حربا قصيرة، أو معركة طويلة وبعض الخسائر وإستهداف الداخل الإسرائيلي، أقله فإن هذا قد يعدل قواعد الإشتباك إلى غير رجعة في الساحة اللبنانية ويمكن عندها التحكم، وإن بقدر معين، بقوة “حزب الله” سريعة النمو.
لكن جسّ النبض العسكري في الساحة اللبنانية سيترافق مع تفعيل الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، ومن هنا يمكن قراءة تصريحات الخارجية الإيرانية أمس، التي أكدت أنها سترد بشكل مباشر على أي استهداف إسرائيلي لمواقعها العسكرية في سوريا.
الواضح أن الأشهر المقبلة قد تشهد إختبارات خطيرة على الصعيد العسكري قد لا تكون أقل خطورة من الإختبار الذي شهدته المنطقة بعد إغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2OQ5Fcg
via IFTTT
0 comments: