Monday, February 3, 2020

الحروب الفضائيَّة.. خيالٌ يتحوَّل إلى واقع

بدأ البرنامج السوفياتي المُضاد للأقمار الصناعية في مطلع العام 1960، حيث أقرَّ الرئيس نيكيتا خروتشوف بدء البرنامج الصاروخي المُضاد للأقمار الصناعية، وتمَّ اعتماد الصاروخ البالستي الأضخم في الترسانة السوفياتية “UR-200″، لاستخدامه في هذا البرنامج، لكن بعض التعقيدات التي شابت برنامج هذا الصاروخ أدَّت إلى استخدام الصاروخ البالستي  الأول “R-7” الذي تمَّ اعتماده لاحِقاً كصاروخٍ دافعٍ للصاروخ الفضائي(سويوز).

  • الحروب الفضائيَّة.. خيالٌ يتحوَّل إلى واقع

للمرة الأولى، أظهرت الهند خلال عرضها العسكريّ بمناسبة الذكرى الـ 70 لتأسيس جمهوريّتها، صاروخها المُضاد للأقمار الصناعية “Prithvi Mark2″، الذي أصبحت نيودلهي بموجبه الدولة الرابعة على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، التي تمتلك تقنيات مُضادّة للأقمار الصناعية، وهو ما نقل سباق التسلّح الدولي إلى مرحلةٍ جديدة، لم تعد فيها الصَّواريخ الباليستيّة طويلة المدى تشكّل الثقل الوحيد في قوَّة الردع للقوى العسكرية الكُبرى في العالم.

البرنامج الهندي المُضاد للصواريخ

  • البرنامج الهندي المُضاد للصواريخ

اعتمدت الهند في الوصول إلى هذه النتيجة على برنامجها الرئيسي لتطوير الصواريخ البالستية العابِرة للقارات، الذي بدأ في العام 1999، ثمّ البرنامج المُضاد للصواريخ البالستية في العام 2009، الذي أُطلق عليه اسم “Prithvi”. تمَّ الشروع بشكلٍ أساسيّ في البرنامج المُضاد للأقمار الصناعية في العام 2016، بعد أن تمَّت تجربة الأوليَّة على اعتراضِ قمرٍ صناعيٍّ في العام 2014، وتجربة أخرى في العام 2017، لاعتراض قمرٍ صناعيٍّ مُتحرِّك.

  • البرنامج الهندي المُضاد للصواريخ

في آذار/ مارس 2019، أجرت الهند تجربتها الأساسية على صاروخ “Prithvi Mark2” المُكوَّن من 3 مراحل، كانت المرحلة الـ 3 منها مُزوَّدةً بمقذوفٍ يتمّ توجيهه داخلياً عن طريق مُحدّدٍ ليزريّ للمدى، وباحِثٍ بالأشعة تحت الحمراء. وقد تمَّت التجربة تحت إسم “شاكتي”، على ارتفاع 300 كيلومتر ومدارٍ مُنخفِضٍ، لاستهداف القمر الصناعي الهندي “مايكروسات أر”. وبالفعل، نجح الصاروخ بعد إطلاقه بنحو 140 ثانية في إصابة هدفه بنجاح.

الهند في عرضها العسكري الأخير، عرضت للمرة الأولى الصاروخ الذي تمَّ استخدامه في هذه التجربة. وفي هذا رسالة إلى باكستان، على خلفيّة التوتّرات العسكرية التي طرأت على الحدود بينهما في كشمير خلال الشهور الماضية، وهو ربما يُحفِّز باكستان على تطوير برنامجها الباليستيّ، ليشمل أيضاً استهداف أقمارٍ صناعيّةٍ وصواريخٍ في الغلاف الجوي للأرض وخارجه. ومن نافِل القول هنا، أنّ الإنجاز الهندي يمكن اعتباره مستوحى من إنجازاتٍ مُماثلةٍ للدول التي سبقتها في هذا المجال، وهي الصين والولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

البرنامج الصيني.. خطوة مُفاجِئة وتطوّر سريع

  • البرنامج الصيني.. خطوة مُفاجِئة وتطوّر سريع

على عكس روسيا والولايات المتحدة، لم تولِ الصين أهميّةً كبيرةً للدفاع ضدّ الأقمار الصناعية، إلّا في مطلع الألفيّة الجديدة، حيث أجرت تجربتها الأولى في هذا المضمار في كانون الثاني/ يناير 2007. وتمّ فيها استخدام الصاروخ “SC-19″، بعد تزويده برأس حربيةٍ مُتشظيةٍ قاتِلةٍ للحركة، لاستهداف قمرٍ صناعيٍّ صينيٍّ مُخصَّصٍ للأرصاد الجوية، تمَّ إطلاقه في العام 1999، في مدارٍ يتجاوز ارتفاعه 800 كيلومتر.

  • البرنامج الصيني.. خطوة مُفاجِئة وتطوّر سريع

تمكَّن الصاروخ عقب إطلاقه من على متن منصَّةٍ ذاتيّة الحركة، من تدمير القمر الصناعي بشكلٍ مباشر. وتمَّت إعادة اختبار الصاروخ بعد ذلك عدَّة مراتٍ حتى العام 2013. ولم تتوقَّف التجارب الصينية في هذا المجال، ففي أيار/ مايو 2013، أعلنت الحكومة الصينية عن تجربة صاروخٍ شبه مداري يحمل معدَّاتٍ علميّةً مُخصَّصةً لدراسة الغلاف الجوي، لكن سادت شكوكٌ حينها، وبخاصَّة من جانب وزارة الدفاع الأميركية، تتمثَّل في أنَّ هذه التجربة هي ستارٌ لاختبار منظومةٍ صينيّةٍ جديدةٍ لاعتراض الأقمار الصناعية. بالمعنى نفسه تحدَّثت الولايات المتحدة حيال التجربة الصينية التي تمَّت في شباط/ فبراير 2018، وتمَّ فيها اختبار الصاروخ الباليستي العابِر للقارات “Dong Feng 3”. وقد تمَّت التجربة خارج الغلاف الجوي للأرض.

البرنامج السوفياتي/ الروسي

  • البرنامج السوفياتي/ الروسي 

بدأ البرنامج السوفياتي المُضاد للأقمار الصناعية في مطلع العام 1960، حيث أقرَّ الزعيم السوفياتي خروتشوف بدء البرنامج الصاروخي المُضاد للأقمار الصناعية، وتمَّ اعتماد الصاروخ البالستي الأضخم في الترسانة السوفياتية “UR-200″، لاستخدامه في هذا البرنامج، لكن بعض التعقيدات التي شابت برنامج هذا الصاروخ أدَّت إلى استخدام الصاروخ البالستي  الأول “R-7” الذي تمَّ اعتماده لاحِقاً كصاروخٍ دافِعٍ للصاروخ الفضائي السوفياتي (سويوز).

وفي العام 1963، جرى الاختبار الأول لهذا الصاروخ في إطارِ عمليةٍ لاعتراض أقمار صناعية، وتبعتها تجربة أخرى في العام التالي.

  • البرنامج السوفياتي/ الروسي 

في أواخر الـ 60، صارت التجارب تتمّ على صواريخ “R-36” الباليستية، والتي تمَّ استحداث نسخة منها تحت إسم “Tsyklonz 2A”، وتمَّ اختبارها لأول مرةٍ في تشرين الأول/ أكتوبر 1967، وتجربتها مرة أخرى في نيسان/ أبريل 1968.

إجمالاً، تمَّت 23 عملية إطلاق اختباريَّة على هذا الصاروخ، وأحرزت مُعظم هذه التجارب نجاحاً في اعتراضِ أجسامٍ فضائيةٍ على ارتفاعاتٍ كبيرة. توقَّفت الاختبارات في أواخر العام 1973، لكن أُعيد استئنافها مرةً أخرى في العام 1976، بسبب مخاوِفٍ سوفياتيةٍ من تطبيقاتٍ عسكريةٍ مُحتمَلةٍ من جانب الولايات المتحدة لبرنامجها الخاصّ بمكوك الفضاء.

وبالفعل، بحلول تموز/ يوليو 1979، تمَّت إعادة تفعيل البرنامج لاستهداف أقمار صناعية على ارتفاعاتٍ كبيرة.

  • البرنامج السوفياتي/ الروسي 

وفي العام 1983، قام الرئيس ليونيد أندروبوف بتجميد هذا البرنامج مرةً أخرى، لصالح استخدام تطبيقاتٍ عسكريةٍ أخرى لمُواجهة الأقمار الصناعية، مثل الطائرة “A-60 Beriev”، التي تمَّ تزويدها بقبّةٍ دوَّارةٍ فيها عدسةٌ ليزريةٌ مُثبّتةٌ في مُقدِّمة طائرة شحنٍ استراتيجي من نوع “اليوشن-76 أم دي” لتدمير الأهداف الجوية والأقمار الصناعية، والمحطة الفضائية القتالية “Skif”، التي تمَّ إنتاج عدَّة نسخٍ منها لنقلها إلى الفضاء الخارجي على متن المكوك الفضائي “بولايس” لاستهداف الصواريخ المُضادَّة للأقمار الصناعية.

  • البرنامج السوفياتي/ الروسي 

وفي أواخر الـ 80، ركَّز الجيش السوفياتي على استخدام صواريخ “30P6 Kontakt” من على متن مُقاتلاتٍ مُعدَّلةٍ من نوع “ميغ 31” لاستهداف الأقمار الصناعية، لكن تمَّ تعليق هذا المشروع عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.

وفي بداية شهر آب/ أغسطس 2009، أعادت موسكو تفعيل برنامج طائرات “A-60 Beriev” وبرنامج صواريخ “Kontakt”. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، أعادت التجارب على الاعتراض الصاروخي للأقمار الصناعية بإجرائها تجربةً على تحليق الصاروخ “PL-19 Nudol”.

البرنامج الأميركي

  • البرنامج الأميركي 

بدأ هذا البرنامج في أواخر خمسينات القرن الماضي، ضمن برنامجٍ أكبر، وهو البرنامج الصاروخي “WS-199A”، حيث تمَّت دراسة إجراء تعديلات على الصاروخ الباليستي “أوريون”، الذي كان مُصمَّماً للإطلاق من على متن القاذفات الاستراتيجية “بي-47”.

تمَّ إجراء نحو 12 تجربة خلال العامين 1958 و1959، من دون تحقيق نجاحاتٍ مهمة. وقد جرت محاولةٌ لتعديله كي يعمل على الارتفاعات الكبيرة، لكن بعد تجربته، كان مداره القتالي على بُعد نحو ستة كيلومترات من الهدف، وبالتالي كان من الصَّعب على الشحنة المُتفجِّرة المُلحَقة به تحقيق أيّ ضَرَر في الهدف.

  • البرنامج الأميركي 

بهذه النتيجة، تمَّ وقف البرنامج والبدء بآخر تحت إسم “GAM-87 Skybolt”. استمرَّت التجارب في هذا المضمار بوتيرةٍ أقل حتى العام 1982، حين شرع سلاح الجو الأميركي في برنامج جويّ يتمّ من خلاله إطلاق صواريخ “ASM-1359” من على متن مُقاتلات “أف-15”.

وقد تمَّ تعديل المُقاتلات المُستخدَمة في التجارب، بحيث تمتلك القُدرة على تعديل مسار الصواريخ عقب إطلاقها. بدأت التجارب في كانون الثاني/ يناير 1984، واستمرَّت على مدار السنوات التالية. وقد تمكَّن هذا الصاروخ في إحدى التجارب من إسقاط قمرٍ صناعيٍّ بنجاح، لكن تمَّ إلغاء البرنامج بعد ذلك.

  • البرنامج الأميركي 

اعتمدت الولايات المتحدة الأميركية بدءاً من شباط/ فبراير 2008 على استخدام صواريخ “RIM-161” التي يتمّ إطلاقها من على متن القِطَع البحريّة، كسلاحٍ رئيسيّ لاستهداف الأقمار الصناعية. وبالفعل، تمكَّن هذا الصاروخ خلال هذه العملية من تدمير القمر الصناعي الأميركي “USA-193” الذي كان قد خرج عن السيطرة عقب إطلاقه في كانون الأول/ ديسمبر 2006.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2RUluAM
via IFTTT

Related Posts:

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل