لم يخالف خطاب الحريري اليوم التوقعات حوله ؟ وربما حمل في طياته ما يأخذنا الى تفاصيل جوهرية في خطابه ترسم معالم مستقبله وتياره السياسي المرتبطة بالمعادلة السياسية والعودة الى الحكم ..
كان لافتا تجنبه الهجوم المباشر على حكومة دياب وشخص رئيسها وليس بالأمر المستغرب ان يفعل ذلك خصوصا بعد حضور كتلته جلسة الثقة ، ليس لدعم الحكومة ورئيسها بل لسبب تلقفه اشارت إقليمية ودولية بعدم الذهاب الى اسقاط الحكومة حاليا ..
اما جوهر الخطاب حمل ما هو متوقع الهجوم المباشر بكافة الأسلحة المتاحة لديه على العهد وتحديدا جبران باسيل الذي وصفه بالرئيس الظل الذي يعمل على إلغاء اكثر من فريق سياسي وفي مقدمتهم تيار المستقبل ، تاركا الباب مفتوح مع الرئيس عون عبر تحييده عن باسيل والاعتراف بجميله ومواقفه معه ..
اما على مقلب ١٤ اذار فكان واضحا بإرسال رسائل ايجابية مباشرة للقوات والاشتراكي لعودة التحالف بهدف مواجهة عهد جبران باسيل وحربه الالغائية على اتفاق الطائف ..
اما عن بيته الداخلي اعترف بوجود من استغلوا التيار خدمة لمناصب ومكاسب أنتجت ضررا بشعبية التيار وعلى مصلحة وجود وقوة وحضور الطائفة السنية واعدا بالمحاسبة والتغيير الداخلي بالأشهر المقبلة ..
حاول سعد ايضا وضع سياسة ردع للحكم الحالي قد تطال مقربين منه بملفات الفساد عبر كلامه عن فتح الملفات للانتقام من الحريرية السياسية التي أخذت حيذا كبيرا من كلامه بالدفاع عنها بوجه الاغتيال السياسي ومن يعمل على إنهائها وإقفال بيت الوسط ورد على ذلك بكلمة ” فشروا ”
اما عن حزب الله فكان كلام الحريري نوعا ما هادىء قياسا لخطابات الأعوام الماضية من حيث رفض تهجم الحزب على الخليج بالمقابل ابلغ الخليج ان معارضته لذلك لن تكون سببا للفتنة و على حساب السلم الأهلي ..
بالخلاصة اجرى الحريري عملية نقد وإصلاحات شاملة لسياسته عبر اعادة تحالفه مع قوى ١٤ اذار ومغازلة سليمان فرنجية ومهادنة الرئيس بري وحزب الله من اجل ان ينصرف الى فتح معركة مباشرة مع العهد بشخص جبران باسيل ..
#للحديث_تتمة
عباس المعلم – اعلامي لبناني
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2UVQGBo
via IFTTT
0 comments: