“ليبانون ديبايت”
بـ”غصةٍ” يحدثك طبيب الرأس والاعصاب “بشارة موسى الشامي” عن رحلتهِ الاكاديمية مع مؤسسةِ رفيق الحريري والتي انطلقت عام 1984، حين أنهى الطالب من بلدة مركبتا قضاء الضنية شهادة البكالوريا وفي رأسهِ ألف حلمٍ بعيد المنال نظرًا الى حالتهِ الاجتماعية الصعبة.
“طبيبُ الاعصابِ” هو إبنُ عائلةٍ مؤلَّفة من ٥ اشقاءٍ إضافة الى والدَيْه، لم يكن يعلم في ذاك اليوم من صيف 1984 أنّ بابَ “الامل” سيفتح وأنّ دعاءَ “الوالدة” سيستجيب له “رفيق الحريري” من بعيدٍ، طالما أنّ “حبل صرة” العلم لم ينقطع بين المناطق اللبنانية المنهكة من الحروبِ.
يروي الشامي في حديثٍ الى “ليبانون ديبايت” عن تجربتهِ، حين أنهى شهادة البكالوريا وفي قناعتهِ أنّه سيضعها في خزانتهِ ليحدِّث أولاده عنها فيما بعد، لأن الفقر المدقع لن يحمله الى الجامعة ولو كانت على مرمى حجرٍ من منطقتهِ، ما دفع الشامي الى التفكير جديًا بالعمل مع والدهِ في حراثةِ الأرضِ لتأمين لقمةِ عيشهِ.
ولكن “قلب الام” كان دليلها، وما إن بدأ الحديث عن مؤسسة الحريري التي تُعنى بمساعدة الطلاب اللبنانيين لتحصيل علمهم حتى راودتني فكرة الاطلاع على شروطِ تقديمِ الملف يقول الشامي، وكانت الوالدة تشجعني على هذه الخطوة.
يذكر الطبيب الشامي، “كان يوم الاثنين من صيفِ 1984 حين توجهت الى مقرِّ الرابطة الثقافية في عاصمة الشمال لمقابلة القيّمين على مؤسسةِ الحريري، قمت بتعبئة الملف وتدوين كل ما يتعلق بحياتي العلمية والعائلية، قبل أن يحددَ لي الموعد يوم الخميس على أن أحملَ معي جواز سفر”.
لم يصدق الشامي ما حصل، وكأنه “حلمٌ” أو أكثر، توجه الى بلدته الصغيرة زفَّ الخبر للعائلة، فبادرت الوالدة الى تقديم كل ما تملكه من مالٍ لمساعدة نجلها والمسارعة بإنهاءِ جواز السفر وتقديمه في الموعدِ المحددِ.
يوم الخميس، عادَ الشامي الى الرابطةِ الثقافيةِ قدَّمَ أوراقه وجاءه الجواب: “يوم الاثنين ستكون في فرنسا للبدء بمشوارك الجامعي”.
لم يكن الشامي على علمٍ بأنه سيستقلّ الطائرة والى جانبهِ الطلاب من مختلفِ الطوائفِ اللبنانية، إذ أنّ البيت “المسيحي” كان الى جانبهِ محمد وخالد وزملاء كثر وجد فيهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري مشروعًا رابحًا لبناءِ وطنٍ من النخبِ العلميةِ. كانوا الدفعة الأولى التي ارسلتهم مؤسسة الحريري الى فرنسا لمتابعة تحصيلهم الجامعي يقول الشامي، مشيرًا، الى أنّ الطلاب مكثوا سنة في احدى مدارس مدينة فالبورن جنوب فرنسا كسنةٍ أولى للحصول على البكالوريا الفرنسية وتعلّم اللغة والدخول بعدها الى الجامعة.
في تلك السنة تعرَّفَ الشامي على مناطقٍ كثيرةٍ وعلى حسابِ المؤسسة التي أمَّنَت لهم “الخرجية”، إضافة الى تنظيم رحلاتٍ أسبوعية الى مناطقٍ في أوروبا من كورسيكا الى venus وغيرها من الأماكن.
بعد سنة من وصولهِ الى فرنسا، التحق الشامي بإحدى الجامعات للتخصّصِ في جراحةِ الرأسِ والاعصابِ وعملَ هناك بعد تخرجه الى أن عادَ الى لبنان عام 2000 مع زوجته الفرنسية وأولاده.
ويؤكد الشامي في هذه المرحلة، أنّ المؤسسة لم تبادر الى الاتصال به أو دعوته للالتحاق بتيار المستقبل كما تفعل الأحزاب الأخرى، بل بادر بنفسه الى التواصل مع زملائهِ الذين جمعتهم المؤسسة ومعهم نشط في القطاعَيْن المهني والطبي في التيار، ايمانًا منه بأنّ الرئيس رفيق الحريري أرادَ من خلال تياره الى الوطن بعيدًا من الطائفية وهو واحدٌ من الحالاتِ الكثيرةِ التي ساعدته مؤسسة الحريري من دون الالتفاف الى طائفته أو دينه.
يحدثنا الطبيب الشامي عن ابنتهِ حين كان عمرها ثلاثِ سنواتٍ يوم استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث بدت معالم الحزن ظاهرة على وجههِ سألته ببراءتها الطفولية: “هيدا يلي لولاه نحن ما كنا موجودين؟”..
الحمل ثقيلٌ اليوم على تيار المستقبل الذي يمرّ بمرحلةٍ صعبةٍ ومفصليةٍ تتطلب استجماع القوى واسترجاع الامل لكل طفل يرى في رفيق الحريري مشروع وطن مناهض لمشاريع الدويلات الطائفية.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/31R9D9G
via IFTTT
0 comments: