لم تخرج المنطقة العربية من ازماتها وتوتراتها كما لم يخرج لبنان من تأثيراتها، لا سيما بعد تصاعد الخلاف الاميركي – الايراني على ارض العراق وتحوله الى منازلة عسكرية ميدانية مباشرة، وهو الامر الذي دفع بعض المسؤولين اللبنانيين والقوى السياسية الى مراقبة الحدث العراقي واحتمالات انتقال تأثيراته الى لبنان.
وفي هذا الصدد اجرى موقع “ليبانون فايلز” قراءة في الحدث العراقي وتأثيراته على لبنان مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الوليد سكرية، الذي اعتبر ان الاساس في كل ما يجري في المنطقة هو السعي الاميركي لضمان “الامن القومي لإسرائيل”، ولذلك تخوض اميركا الحرب ضد ايران وحلفائها في كل المنطقة، ولا سيما ضد المقاومة في لبنان. وبما انها لا تستطيع شن حرب مباشرة على ايران فهي تسعى لإخراجها من المنطقة ولا سيما من العراق ومن لبنان.
واضاف سكرية: سعت اميركا لضرب “حزب الله” في لبنان” عبر محاولات ووسائل مختلفة سياسية وعسكرية، ومن قرأ الموقف الروسي قبل اشهر، يعرف ماذا كانت تدبر اميركا للبنان لإدخاله في الفوضى عبر ازمات اقتصادية ومعيشية بما يسمح لها لاحقا بالتدخل عسكريا بحجة وقف الفوضى، وكان المقرر احتلال مناطق في جبل لبنان، لكن فشل المشروع الاميركي الذي بدأ بالرهان على تحقيق حلفائها اكثرية نيابية في انتخابات 2018 تسمح بالضغط على سلاح المقاومة وتنفيذ القرارات الدولية ووضع الاستراتيجية الدفاعية موضوع التنفيذ، جعلها تؤجل المشروع والبدء بضرب محور المقاومة من العراق، لتقطع الطريق بين ايران وسوريا ولبنان. خاصة ان الفوضى في لبنان تعني حكما الحرب مع اسرائيل وهذا ما يريده الاميركي حالياً.
وقال سكرية ان اميركا بدأت بتفتيت المجتمع العراقي مجددا بتفتيت الشيعة، لذلك عملت على إشعال التظاهرات في البصرة ونقلتها الى اماكن اخرى، فإذا سقط العراق وتم فصل ايران عن سوريا ولبنان، يصبح إسقاط لبنان وضرب المقاومة فيه أسهل.
ويرى النائب سكرية ان القبول الاميركي والسعودي بتسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة بدلا من سعد الحريري، دليل على تأجيل مشروع الانهيار المحضّر للبنان، بانتظار سقوط العراق كليا بيد الاميركيين وإخراج ايران منه. لكن يبدو ان إخراج ايران من العراق ليس بهذه السهولة، لأن البلدين لهما حدودا مشتركة والعراق يعني الكثير لإيران. والخوف انه اذا فشلت اميركا في إسقاط العراق وإخراج ايران منه، قد تعود الى مشروعها السابق باستهداف المقاومة في لبنان عبر الانهيار الاقتصادي والمعيشي، فتحصل الفوضى ويمكن ان تتدخل اميركا عسكريا ما يعني تدخل اسرائيل في الجنوب ايضا؟
ويكرر سكرية، “ان هذا السيناريو حذر منه السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبيكين قبل اندلاع الحراك الشعبي بأسابيع قليلة، بحيث تحول جانب من هذا الحراك لاستهداف المقاومة”.
غاصب المختار- لبانون فايلز
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2QBXDE4
via IFTTT
0 comments: