Thursday, January 2, 2020

تفاصيل اغتيال سليماني: طائرات أباتشي أميركية ضربت موكبه بعد وصوله من دمشق

العربي الجديد ــ زيد سالم

قُتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر، المعروف باسم “أبومهدي المهندس”، رفقة خمسة عناصر من الحشد، بضربة أميركية وجهتها طائرات “أباتشي” في مطار بغداد الدولي، بعملية أسمتها مصادر أميركية “البرق الأزرق” فجر الجمعة.

وقالت مصادر عراقية لـ”العربي الجديد” إن ” الطائرات ضربت سيارات كانت متوجهة للخروج من المطار، بينما شهدت سماء العاصمة حركة طيران حربي أميركي غير مسبوقة، حتى سمع أهالي بغداد أصوات ضربات جوية، تبيَّن فيما بعد أنها استهدفت قيادي في هيئة الحشد يدعى محمد رضا وهو مسؤول قسم التشريفات في الهيئة”، مبينة أن “الحشد أعلن عن مقتل محمد رضا، إلا أن الأنباء تضاربت بشأن مقتل المهندس وسليماني، ولكن تأخر الإعلان عن الخبر، لأسباب تتعلق بالجثث الذي كانت متفحمة وقد تأخر التعرف عليها، بسبب قساوة الضربة”.

وأضافت المصادر، أن “المهندس وسليماني وصلا على متن طائرة من سورية إلى مطار بغداد، كان بمهمة خاصة هناك استمرت عدة أيام بصحبة زوج ابنته وشخصية لبنانية وكان باستقبالهم نائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس وأثناء خروجهما منه، استهدفت العجلة التي كانت تقلهما، إلى جانب مسؤول العلاقات في الحشد الشعبي”، موضحة أن “الجثث نُقلت إلى مشفى صغير في مطار المثنى ولم يتم تحريك أي منها، حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، ولم تتمكن أي من عناصر الفصائل الوصول إلى الردهة التي وضعت فيها أشلاء الجثث، بسبب الأنباء التي وردت إلى قادة الفصائل بأن المنطقة مراقبة بالطائرات المسيّرة، والتي قد تستهدف المزيد من القادة”.

من جهته، قال قيادي في “الحشد الشعبي” لـ”العربي الجديد”، إن “الموقف الحالي لقادة الفصائل غير واضح، وقد يضطر بعض القادة إلى الخروج من العراق خلال الأزمة الحالية بسبب اشتداد الخطر بشأن استهداف المزيد منهم، وتحديداً الذين شاركوا في الاعتصام الذي أقامته الفصائل أمام مبنى السفارة الأميركية، ومنهم قيس الخزعلي وهادي العامري وفالح الفياض”، موضحاً أن “رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لم يصدر منه أي تعليق بعد الإعلان الرسمي عن الضربات الصاروخية، كما أنه لم يرد على اتصالات قادة الفصائل”.

وقال مسؤول عسكري عراقي إن الجيش دخل حالة استنفار قصوى مبينا في اتصال مع “العربي الجديد”، بأن الوضع في بغداد سيء للغاية وهناك انتشار لفصائل مسلحة ويخشى من تداعيات أمنية كبيرة.

وقد أقر الحرس الثوري الإيراني بمقتل سليماني، فيما أعلن المتحدث باسم تحالف “الفتح” أحمد الأسدي في تدوينة تركها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأميركيين والإسرائيليين قد قتلوا سليماني والمهندس، على حد قوله.

ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغريدة على حسابه الرسمي في موقع تويتر تتضمن صورة العلم الأميركي بدون أي تعليق، في إشارة إلى تبني العملية في بغداد.

من جهتها أصدرت وزارة الدفاع الأميركية، بياناً ذكرت فيه أن “الجيش الأميركي قام بتوجيهات من الرئيس (دونالد ترامب) بعمل دفاعي حاسم لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني، قائد قوة الحرس الثوري الإيراني، وهي منظمة إرهابية أجنبية”.

وتابع البيان: “كان الجنرال سليماني يعمل بنشاط على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأعضاء الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، وقوة القدس التابعة له مسؤولة عن مقتل المئات من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف وجرح الآلاف غيرهم، وكان قد نظم هجمات على قواعد التحالف في العراق على مدار الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في 27 ديسمبر، وبلغ ذروته بمقتل وجرح المزيد من الأفراد الأميركيين والعراقيين، كما وافق الجنرال سليماني على الهجمات على السفارة الأميركية في بغداد التي وقعت هذا الأسبوع”.

وأكملت الوزارة: “كانت هذه الضربة تهدف إلى ردع خطط الهجوم الإيراني المستقبلية، وستواصل الولايات المتحدة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية شعبنا ومصالحنا أينما كانوا في جميع أنحاء العالم”.

وكانت الميليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق، قد حاصرت مبنى السفارة الأميركية في بغداد لأكثر من 30 ساعة متواصلة، يوم الثلاثاء الماضي، للمطالبة بإغلاقها على خلفية قصف مقرات ميليشيا “كتائب حزب الله” في القائم التابعة لمحافظة الأنبار العراقية، وهو ما منح الولايات المتحدة الغطاء المطلوب لإرسال قوات إضافية إلى العراق، ضمن خطوات اعتبرت “دفاعية” عن السفارة وطاقمها.

ونزلت أمس الخميس، قوة من القوات الأميركية الخاصة “المارينز”، إلى سطح السفارة تم نقلها جواً، وقد أبلغوا رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي، بأنهم “لن يسمحوا بتكرار سيناريو بنغازي (ليبيا) في بغداد”، بحسب مصادر أفادت بذلك لـ”العربي الجديد”، وهم مجهزين بأسلحة خفيفة ومتوسطة للتعامل مع أي اعتداء آخر.

وعقب اقتحام السفارة، ظهر الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أنّ 750 جندياً أميركياً سيتوجهون إلى العراق رداً على اعتداء المليشيات على السفارة، كما نشر حساب “القيادة المركزية الأميركية” على “تويتر” صوراً لوصول قوة خاصة من 100 عنصر من “المارينز” إلى بغداد، لحماية السفارة.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2QhdbOp
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل