Sunday, December 8, 2019

ملاحظات على مقال أسعد أبو خليل


في جريدة الأخبار بعنوان (حزب الله والحراك الشعبي، عبء الحلفاء)
هادي قبيسي
1. الحزب اليوم ليس حزباً ثوريّاً البتّة، بل هو حزب منخرط في السلطة اللبنانية، وبات يقبل بـ«الطائف»، مع أنه كان يرفضه في حينه.
• رفض الطائف يعني بالضرورة طرح البديل، فالهدم لا يؤدي إلا إلى الخراب، وهل لبنان جاهز لهذا التغيير؟ وفق رؤية يطرحها الحزب؟ في حين أن المقال يؤكد أن كل ما يطرحه الحزب، سيكون مادة للرفض الأمريكي الخليجي ورفض حلفائهم في الداخل؟ وتجربة طرح المؤتمر التأسيسي خير دليل.
2. ولم يكن دور الحزب في المجلس النيابي باهراً، بل فاتراً وباهتاً.
• المقال يشير إلى أن من كان يمسك بالإدارة السياسية هو غازي كنعان، وهل ترك كنعان طريقة لمحاصرة المقاومة ولم يستخدمها؟ وقد نأت بنفسها عن هذه البؤرة الموبوءة حتى تستطيع مواجهة إسرائيل، فقط إسرائيل.
3. وهل التحفّظ عن مشروع تدمير اقتصاد لبنان وإفقاره يكفي؟
• طبعاً فحتى مواجهته لا تكفي، وهو مدجج بدعم دولي وخليجي وتواطؤ غازي كنعان، ومحمي بمعادلة الإقتصاد مقابل المقاومة، وإخلال الحريري بها كان فرع تلك الحماية، التي أرادت في يوم ما إحداث صدام بين الجيش والمقاومة، وصدامات كثيرة أخرى.
4. لم يعُد الحزب ثوريّاً، أي أنه أصبح مراهناً على «الاستقرار»، بمعنى الحفاظ على الواقع كما هو.
• لقد طرح الحزب مكافحة الفساد وتحدث الأمين العام عن أولوية استرجاع الأموال المنهوبة. المواجهة خارج مؤسسات الدولة التي تنظم التدافع السياسي الداخلي، لن تؤتي بنتائج مبهرة، لأنها ستحول بشكل مباشر وفج القضية إلى صراع سياسي داخل الطوائف، وصراع طائفي بين الطوائف، وهكذا ينجو كل فاسد ويتحصن ويتمترس، وهو أمر لا يحتاج للتبيين بالأصل.
5. الحزب لم يرتَح منذ انسحاب إسرائيل المُذلّ من لبنان. الخطة الإسرائيلية كانت دائماً، ولا تزال، في إشغال الحزب بهموم داخلية وخارجية وإنهاك قواه كما حصل في الساحة السورية.
• وهل كانت إسرائيل وأمريكا وأتباعهما عاجزين عن القيام بالألاعيب المعروفة والمخصصة لتحويل الثورات السلمية إلى مناطق قتل واغتيال وقنص، خصوصاً إن كان هو حاضراً في الساحة كمتهم أول؟ والدليل أن الصحافة العالمية والعربية والمحلية التابعة لخصوم الحزب، وكذلك مقال الكاتب نفسه، لا ينفك يصور الحزب على أنه قوة اضطهاد، رغم انسحابه من الميدان كلياً.
6. الحزب يخشى التغيير لأنّه بات جزءاً من التركيبة السياسية، وهي تناسبه لأنه يُحسن التعامل مع واقع يعرفه، ويخشى من واقع جديد لا يعرفه ويمكن أن يصرفه عن معركته الأساسية ضدّ إسرائيل.
• الواقع الجديد يعرفه الحزب، ويعرف ما يحاك في الغرف السوداء، وقد قال أمينه العام بوضوح في أول خطاب له بعد انطلاق الإحتجاجات، نعرف الخطط وننظر للبعيد. حكومة التكنوقراط والأسماء التي طرحت آنذاك لإدارتها تعكس طبيعة الواقع الذي يراد فرضه.
7. وزراء حزب الله في الحكومة يسعون لمنع انفراط الحكومة، أية حكومة، ولو على حساب مكافحة الفساد.
• انفراط الحكومة أدى إلى ما نحن عليه الآن، والمقال يؤكد بأن هذا القرار هو أمريكي، وهدفه إدخال البلاد في دوامة الأزمة المعيشية، للضغط على حزب الله، بصفته الحزب الذي لم يركب موجة الحراك. في الأولويات، مكافحة الفساد ليست أولى من حفظ الوضع المعيشي والإقتصادي من صدمة انهيار متسارع.
8. لا يرتاح حسن نصر الله. لا يدع الأعداء نصر الله يرتاح، كما كان العدوّ لا يدع جمال عبد الناصر يرتاح. كان يشغله دائماً بمعارك جانبيّة وتهديدات داخلية وحروب.
• هل تحول مكافحة الفساد إلى نزاع سياسي ليس معركة جانبية؟ وليس معركة خاسرة؟ إن لم يكن هناك تحرك شعبي جامع وغير طائفي وغير مخترق لا يمكن محاربة الفساد.
9. وبسبب تدخّل الحزب في سوريا، والذي سُوِّق في الإعلام العربي والغربي على أنه نتاج عقلية مؤازرة طائفية).
• وهل الصراع مع الفاسدين بشكل مباشر ودون الإستفادة من مؤسسات الدولة، المتعفنة بأغلبها، لن يسوق ولم يسوق بهذا الشكل؟ لا نستطيع الوصول إلى الأهداف دون
10. أصبح الحزب مُشاركاً في قمع حركة احتجاجية قال عنها أمينه العام إنها انطلقت بدوافع نبيلة. كيف تستقيم هذه؟
• ركز المقال على أن الحزب هو أداة القمع والعصا الغليظة وحامي الفساد، مشاركاً ومساهما في الحملة الغربية والعربية التي صورت الحزب في مواجهة الشارع، هذا والحزب لم يتدخل في الميدان، وإن حصلت حادثة عابرة هنا أو هناك.
11. لقد كان على الحزب أن يجري مفاضلة بين مشاركة الناس همومها وأوجاعها، وبين اختيار فريق الطبقة الحاكمة، وقد اختار صفّ الطبقة الحاكمة (والذي هو أقل استفادةً مالية فيه من جميع الأطراف).
• مشاركة الناس همومها لا يكون بتحويل مطالبهم إلى صراع سياسي يضيع إمكانية تحقيق مطالبهم، كما أن ركوب أحزاب الفساد للحراك كذلك يضيع المطالب، لكنه على الأقل يبقي سيف المطالبة الشعبية مسلطاً على الفاسدين، بالقدر الممكن، وهذا أفضل من الإنتقال إلى صراع سياسي وطائفي.
12. ابتعاد الحزب كان أسوأ بكثير، لأنه عزل طائفة بحالها (بثنائيّها) عن الشارع، وبدا الحزب أنه الذراع الغليظة للسلطة. حوّل الحزب نفسه في غضون أسابيع إلى اليد الضاربة للسلطة.
• كيف ابتعد عن الشارع وبدا أنه الذراع الغليظة للسلطة، وهل ذلك إلا بسبب الإعلام الموهوم الذي يحاول خلق حقائق من الخيال؟ والذي هو نفسه سيكون أداة الدفاع عن الفساد وأداة أسرع في تحويل تدخل الحزب المباشر في أي مكان إلى نزاع سياسي وطائفي، يخرج مسألة الفساد من التداول كلياً.
13. يتذرّع الحزب بحجّة الخوف من الطائفية لتفسير إحجامه عن المضي في محاسبة السنيورة، لكن ألا يوجد شيعي فاسد واحد يستطيع الحزب أن يقدّم اسمه لمحاسبته؟ أم أن الطائفة الشيعيّة خالية جينيّاً من الفساد؟
• من حق الحزب أن يختار وفق الأولويات من سيحاسب، كما أنه مضى في محاسبة السنيورة إعلامياً حتى النهاية ولا يزال، لكن إذا كان الإحجام بمعنى عدم القبض عليه بشكل مباشر فهذا صحيح.
14. إن المؤامرات الأميركية لم تبدأ مع الحراك، ولن تتوقّف بانتهائه. المؤامرة الأميركية جارية، لكن الحزب سهّل مرورها. تروي الوثائق كيفية استعانة الاستخبارات الأميركية بأوغاد الشوارع لإحداث قلاقل وأعمال شغب في إيران في عام ١٩٥٣.
• كيف سهل الحزب مرورها وهو استطاع إبعاد جمهوره عن ألاعيب الإستغلال التي ذكر المقال لها نماذج قديمة من 1953 ونحن لم نبتعد عن سوريا وليبيا واليمن وغيرها من التجارب القريبة المماثلة؟
15. أعضاء الكونغرس الصهاينة عبّروا عن شديد اغتباطهم بأداء الحزب في لبنان: ليس هناك ما يسرّ أعداء الحزب أكثر من وضع الحزب (مثل أي نظام عربي) في مواجهة «الشعب»
• وهل المقال إلا استكمال للحملة التي بدأها فيلتمان لتبيين أن الحزب في مواجهة الشارع، وإن كان المقال يتحدث من باب الحرص على الحزب وبهدف استدراجه لدعم قوى معينة أشار لها المقال، وإن لم يكن هذا الدعم، على الأقل من وجهة نظر الحزب، سيؤدي إلى أي نتيجة تذكر في الظروف الحالية؟
16. الاحتجاجات لم تكن تتعرّض (إلا في حالات استثنائية) لسلاح المقاومة، لكن الحزب يشعر أحياناً أنه معنيّ أو مُستهدف حتى عندما لا يكون.
• من الطبيعي أن يمارس الحزب أقصى درجات الحذر حين يكون مستهدفاً من الجهات التي أشار لها كاتب المقال، وبالطرق التي أشار لها كذلك، وهل إن حضور جمهوره بكثافة في ساحة يشغلها أعداؤه لن يكون باباً للإستهداف؟ وهل إن حضور جمهوره لن يستدعي القوى الفاسدة لاستدراج جمهورها وفق عناوين طائفية وحزبية للنزول إلى الشارع والوقوف في وجه جمهور المقاومة، ونعود إلى حالة 2005؟ وينتهي كل أمل في مكافحة الفساد.
17. مهما حاولت عناصر «القوّات» وأتباع النظام السعودي، جرّ الحراك نحو حزب الله. الحزب كان يمكن أن يُسهم في خلق جوّ متصالح مع المقاومة لو لم يستعدِ الكثير من المحتجّين.
• يبدو أن كاتب المقال لم يتح له الوقت لمتابعة سيل الشتائم والتجني والتحريض المتواصل الذي كان يمارسه الإعلام الذي يدعم الكثير من المحتجين، والذي كان يحضر لانفجار في الشارع يراد أن يتم تحميل مسؤوليته لحزب الله وجمهوره.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/38i4fPT
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل