Monday, December 16, 2019

بعد طلبه تاجيل الاستشارات… الحريري مضطر للتنازل

ليبانون فايلز- غاصب المختار

يحمل تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي كانت مقررة امس، الى الخميس المقبل بطلب من الرئيس سعد الحريري عبر الرئيس نبيه بري، وللمرة الثانية، اكثر من رسالة وموقف وخشية، اضافة الى انه دليل إرباك لدى بعض القوى السياسية في التعاطي مع المرحلة الحالية، ولا سيما لدى الحريري نفسه، الذي بدا كمن ينطبق عليه المثل الشعبي “ما بدي ياها وعيني فيها”.
في الرسالة والموقف، خشية من الحريري ان يتم تكليفه بنسبة ضئيلة من النواب، لا سيما بعد موقف كتلة “القوات اللبنانية” (15 نائبا) بعدم تسميته، اضافة الى موقف “كتلة لبنان القوي” بعدم تكليفه ايضا، ما يعني فقدان الغطاء المسيحي النيابي والسياسي الواسع، إذ كانت التقديرات تشير الى انه سيحصل على ثمانية عشرة صوتاً من إجمالي اصوات من النواب المسيحيين، وهو ما لن يرضاه الحريري. كما انه في حال تنامى الى الحريري ان كتلتي “الثنائي الشيعي” لن تُسمياه ايضا فهو سيفقتقد الى التغطية الشيعية، وحتى لو منحته كتلة الرئيس نبيه بري التأييد(17 صوتا) فلن يكون ذلك كافياً. بينما التغطية السنية هزيلة، والدرزية منقسمة بين مؤيد ومعارض له.
وفي الرسالة والموقف ايضا، خشية من عدم حصول التوافق المسبق على تأليف الحكومة، وهو ما اشارت اليه لموقعنا اكثر من جهة سياسية مواكبة للاتصالات حول الوضع الحكومي. برغم كل ما كان يسوقه “تيار المستقبل” من ان التأليف قبل التكليف هو مخالفة للدستور وتجاوز للصلاحيات. فواقع الامر ان الحريري يرغب بتسهيل وتيسير التأليف بمستوى رغبته بتسهيل وتيسير التكليف.
واذا بقيت الامور تراوح مكانها وفق نسب حسابات الاصوات ذاتها، فألارجح ان يتجه الحريري الى تسمية شخصية غيره لتكليفها، وإلاّ سيكون مضطرا الى إجراء جولة جديدة من الاتصالات بالكتل النيابية والتنازل كثيرا لا قليلا عن موقفه، والقبول بتسويات جديدة مع الشركاء المسلمين كما مع شريك مسيحي قوي، اما “التيار الوطني الحر” وإما “القوات اللبنانية”، مع انه اقرب في موقفه الى الاخيرة بالنظرة الى شكل الحكومة، لكن موازين القوى بهذه الحالة لن تكون لمصلحته. فالاكثرية النيابية لن تكون لمصلحته بالكامل، ولن تقبل الاطراف الاخرى تكليفه ومنحه وحده حق اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي بينما قوى اخرى وازنة خارج الحكومة اي خارج القرار.
وخلافا لما يُقال، فإن الشارع بات يُربك الحريري بقدر ما يُربك الاطراف الاخرى، وكلما زاد ضغط الشارع زاد الضغط عليه، حتى لو كان جزء من هذا الشارع مؤيداً له ويقطع الطرقات للمطالبة بتكليفه. لكن ثمة شوارع اخرى باتت في متناول الحركة السياسية، وهي قادرة ايضا على فرض خيارات اخرى.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/35tSC6F
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل