Sunday, December 22, 2019

تركيز أمريكي على قطع الجسر الاقتصادي بين طهران وبغداد ما هو الهدف من الفوضى الجديدة في محافظة ديالى؟

الوقت– نحو ثلاثة أشهر تمضي على الاحتجاجات وأعمال الفوضى في مناطق العراق الوسطى والجنوبية، وبالتزامن مع ذلك ازدادت تحركات الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي بدعم من الأمريكيين والأنظمة الرجعية في المنطقة.

فخلال الأسابيع الماضية، استهدفت عناصر داعش محافظات “الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وبغداد”، لكن القوات الأمنية ومقاتلي الحشد الشعبي الذين كانوا في جاهزية تامة قد صدوا الإرهابيين والحقوا بهم هزيمة نكراء في كل المحاور.

كما استهدفت عناصر داعش المتخفية مراراً، خلال الشهر الماضي، مواقع القوات العراقية في ديالى، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا “لماذا شهدت هذه المحافظة الكثير من الهجمات وما هي أهميتها بالنسبة للإرهابيين؟”.

تمتلك محافظة ديالى الواقعة في شرق العراق، قرابة 240 كيلومتراً من الحدود المشتركة مع ايران، ويحدها من الشمال اقليم كردستان ومن الجنوب بغداد؛ وتبعد بعقوبة مركز محافظة ديالى 60 كيلومتراً فقط عن عاصمة العراق.

كما ان أحد المعابر الرئيسية والأكثر أهمية على الحدود الإيرانية المشتركة مع العراق (معبر خسروي) يتصل بديالى، وتعتبر هذه المحافظة نقطة ربط الحدود الإيرانية مع بغداد، عاصمة العراق، الأمر الذي أضاف لها الأهمية المضاعفة.

كذلك لا ينبغي أن ننسى أن الطريق الرئيسي الذي يربط شرق آسيا وطريق طهران الاستراتيجي والمهم إلى بغداد وفي نهاية المطاف الى دمشق والبحر الأبيض المتوسط يمر عبر ديالى، مما ضاعف من حساسية هذه المحافظة.

تعتبر ديالى إحدى الشرايين الرئيسية ونقطة ربط بين الاقتصاد الإيراني و العراقي، حيث يحاول إرهابيو داعش بالوكالة عن التحالف العربي – الغربي – الصهيوني قطع هذا الشريان الاقتصادي عبر زعزعة أمن هذه المحافظة.

يحاول الأمريكيون تماهياً مع سيناريو الضغوط القصوى على إيران، جعل محافظة ديالى غير آمنة لأن الحكومة العراقية لم تقم بتطبيق عقوبات واشنطن الأحادية على طهران، الأمر الذي أعاق استراتيجياتهم.

يبلغ حجم التجارة بين إيران والعراق 12 مليار دولار سنوياً، وهذا الحجم من الارتباط الاقتصادي قد وضع سيناريو الضغط الأقصى امام تحدي كبير وأثار غضب الأمريكيين كثيراً لذلك يستميتون الأن في استهداف محافظة ديالى.

فوفق المعلومات التي تم الحصول عليها إن الأمريكيين يقومون بالإضافة إلى تقوية عناصر داعش الخفية في محافظة ديالى، تمهيد الطريق أمام مجموعة أخرى من الإرهابيين للدخول من المحور الشرقي لمحافظة صلاح الدين الى المناطق الغربية من محافظة ديالى.

وبحسب مصادر ميدانية، فقد تم رصد جميع تحركات إرهابيي داعش في المناطق الحدودية غرب محافظة ديالى وشرق محافظة صلاح الدين، ولم تبق بعيدة عن أعين القوات الأمنية العراقية المتمركزة في هذا المحور.

إن وجود مناطق مهجورة في المناطق الغربية من محافظة ديالى، كـ “حوض الزور” و”حوض الوقف” التي تحولت منذ عام 2003، بمساهمة أمريكية، إلى مكان لتدريب ونمو الإرهابيين، وجودها يساعد خلايا داعش النائمة على استعادة قوتها من جديد.

وبالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية والدور الخاص الذي تلعبه في العلاقات الإيرانية العراقية، تحظى محافظة ديالى بأهمية بالغة بالنسبة للأمريكيين بسبب مواردها النفطية المهمة للأمريكيين وإرهابي داعش، ففي الأسابيع الأخيرة وقعت عدد من الهجمات في المناطق الغنية بالنفط ، بما في ذلك في منطقة “نفط خانة” ، لكن تم إحباطها بالكامل برد حازم من قبل قوات الحشد الشعبي في هذا المحور.

تعتبر منطقة “نفط خانة” الغنية بالنفط، التي تقع بالقرب من الحدود الإيرانية، نقطة اتصال طرقي مهمة بين معبر خسروي ومنطقة خانقين ومنطقة مندلي ، اذ أن انعدام الأمن في هذه المنطقة سيؤدي إلى اغلاق هذا الطريق الاستراتيجي.

وقد دفع هجوم عناصر داعش الارهابي على المناطق الغنية بالنفط، القوات العراقية إلى بدء عمليات واسعة على محور “مندلي” في الشرق ومحور “حوض الثلاب” في شمال شرق محافظة ديالى.

حيث تجري الأن عمليات القوات العراقية في المحور الأول من الحد الفاصل لمناطق “نفط خانة ومندلي” حتى منطقة “كلاي” وجبل “قزلاقز”، وفي المحور الثاني هناك عملية ايضاً في منطقة “قلعة” في شمال المقدادية ، فقد تم الى حد الأن تطهير وتأمين 10 قرى في هذا المحور.

وفي الوقت الراهن، ان المناطق الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية والشمالية الغربية من محافظة ديالى والنقاط الحدودية المشتركة مع محافظة صلاح الدين ملوثة برجس العناصر الإرهابية، حيث لا تزال العمليات مستمرة لتطهير هذه المناطق.

إذن، موقع ديالى الاستراتيجي الذي يعتبر أحد الجسور الاقتصادية المهمة بين طهران وبغداد يجيب على السؤال الذي سبق وطرح وهو “لماذا شهدت هذه المحافظة الكثير من الهجمات التي تمت بدعم من قبل الأمريكيين؟”.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/3962lCb
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل