Thursday, December 26, 2019

السُنّة خارج الحكومة؟

“ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح

وفي الأسبوع الأول من عمر التكليف، استباحت “لولو” الساحات وفرضت نفسها على النشاطات مع شبهِ تعطيلٍ للحركة السياسية التي اقتصرت على المعنيين الرئيسيين بالطبخةِ الحكوميةِ وعمليةِ التأليفِ.

وبينما إخترقت “ليلة الميلاد” خطابات متشنجة على قاعدة “وأثاروا”، تولى تأديتها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، اذ قيسَ كلام الأول على أنّه بمثابة الردِّ على الثاني الذي تناول “هجوميًّا” وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل والتسوية الرئاسية وكل ما يمت إلى العهد بصلة، قرّر الأخير مزاولة مهنة الانقطاع والاعتكاف المعهودة، في المنزل، عن تصريف وتسيير أعمال الدولة والناس.

في المقابل، استغل رئيس الحكومة المكلف حسّان دياب الأجواء الملبّدة، سياسيًا ومناخيًا، لاستدراج المزيد من عروضِ “الدرس والتشاور” حول طبيعة حكومته، في وقتٍ طافت على السطح أنباء عن “تبايناتٍ” بدأت تظهر بين المُكلَّف ومن سمّوه في الاستشارات المُلزِمة، بنى مناوئون له حساباتهم المفترضة عليها متخذين لها صفة تشبه “الانقلاب”.

كل ذلك، نقضه دياب الذي لجأ إلى إعتمادِ “تكتيكٍ” عبارة عن زياراتٍ مكوكية إلى شركائه في تشكيل الحكومة من أجل الاستئناس بآرائهم. لكن من وضع أولاً موضوع “التباينات” مقام الانقلاب والاختلاف، ابتكرَ صنفًا جديدًا من الشائعات عبر ترويجه أنّ الرئيسَ المكلف قد إنتهى من وضعِ تشكيلته وقام بعرضها على كلٍّ من رئيس الجمهورية و”الخليلين” في خطوةٍ أريد منها نقش الموافقات على التركيبة تمهيدًا لاعلانها قبل عيد رأس السنة.

وتحديد “الخليلين” هنا بالاسم، يُراد منه، إستدعاء كشوفات الشارع المنتفض ومنه “السني” بشكلٍ خاص، والايحاء له أنّ الحكومة قيد التشكيل راهنًا، ما هي إلّا أداة لدى “الثنائي الشيعي” وصاحب كلمة الفصل فيها هو “الثنائي” وما على الرئيس المكلف سوى التوقيع ونيل الرضى، وهذا كلّه هدفه إجراء مناقلاتٍ بين أدوار الشارع ومجلس النواب، بحيث يصبح الشارع هو صاحب الحق في منح الثقة ومصدرها الحصري لا المجلس النيابي.

لكن مصادر خاصة بـ”ليبانون ديبايت” ومتابعة لشؤون الاتصالات الحكومية نفت ذلك. وقالت، أنّ دياب ما زال يجوجل الأفكار على صعيد التركيبة والتمثيل، وهو يستعين من أجل تحقيق غايته بخبرات الشركاء المستقبلين في الحكومة. بيد أنّها في الوقتِ ذاته ألمحت إلى أنه عرض “مجموعة مسودات مضاف إليها لوائح إسمية على من التقاهم” ولا شيء قد تقرّر بعد.

واعتبرت، أنّ “تسريبَ كلامٍ على وزن إنتهاء دياب من التشكيل هدفه “الحرتقة، ومحاولة إفشال المحادثات أو تسويق أفكار غير موجودة لمحاولة جذب الشارع إلى مشكلة”.

ولم تنفِ المصادر سعي رئيس الجمهورية إلى ولادة حكومة قبل العيد، لكن العمليّة تبدو صعبة أقله في المرحلة الراهنة، بفعل سلسلة “فيتويات” مرفوعة عليها تقف خلفها دار الفتوى وحشد ينتسب بعضويته إلى نادي 8 آذار، بات هؤلاء يعتبرون، أنّ حكومة دياب “نسخة هجينة من حكومات جبران باسيل” ومنهم رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، لذا فلا معنى للمشاركة!

وإذا ما قُدِّرَ لـ”عقدة المردة” أن تنتهي بحكم أنها عبارة عن ردة فعل على تفكير دياب في قبول طلب استيزار مقدم إليه من شخص ينتسب إلى آل فرنجية من خارج شور “البيك” وقدرة الشركاء في 8 آذار من تبديد مخاوف فرنجية وإدخال تعديل على موقفه، يبقى الصعب يكمن في إزالة الالتباس الناشئ عند “دار الفتوى” التي ما زالت مترددة في مسألة دعم دياب من عدمه، رغم أنّ الأخيرَ حظيَ بدعمٍ كنسيٍّ مصدره رأس الكنيسة المارونية، ويؤمل في أن يؤثر ذلك على موقف “الدار”.

زوّار الدار في الأيام الماضية، نقلوا عدم إرتياحها إلى مجرى سير الشؤون الحكومية واستمرار اللغط في الشارع حول وضعية الرئيس المكلف، الذي لم يقدم على تبرير وضعه إلى سائليه بعد، وهذا يشكل “نقزة” لدى “الدار” التي تربط موقفها على استيضاح وتوضيح يقدمه المعني المباشر، أي الرئيس المكلف، “الذي لم يقدم حتى اليوم إلى طلب موعد لزيارة المفتي”.

وينقل الزوّار، أنّ الدار “محتجبة عن تقديم أي نُصح في ما خص عملية المشاركة في الحكومة، سلبًا أم إيجابًا.

وبهذا الخصوص، عُلِمَ، أنّ مجموعة من المقترحين على الاستيزار فضلوا عدم الرد على الاقتراحات في إنتظار موقفٍ واضحٍ من دار الفتوى. ويبدو أنهم قد تواصلوا مع الاخيرة لمعرفة ما إذا كانت هناك تغطية للمشاركة أم لا، لكن “الدار” فضلت التريث وعدم تقديم أية أجواء أو أجوبة حتى يقضيَ الله أمرًا كان مفعولًا.

تصرّف من هذا القبيل قد يدفع بالمقترحين من السُنّة إلى جنّة التوزير للتريّث والتفكير مئة مرّة قبل اصدار قرار الموافقة، خشيةَ حرمانهم من الغطاء المذهبي الذي توفّره “دار الفتوى” عادةً. ليس هذا وحسب، بل أن موقفاً من هذا الطراز قد يفرمل مشاركة السُنّة ما سيؤدي إلى نزع الغطاء المذهبي عن الحكومة الوليدة، معنى ذلك ولادة عقدة جديدة إسمها “توزير السُنة” وجعل ولادة مجلس الوزراء ملقاً في المجهول و مجمداً حتّى اشعار آخر ريثما يتم تأمين مخرج.



from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/37dNK6a
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل