حفلُ تسليم وتسلّم بين عميدٍ تميّز ببحثِهِ الدائم (عبثاً) عن السلام وخليفته سلام يمّوت الآتية من خلفية غير حزبيّة لكن ثورية.
عشرون أو ثلاثون شخصاً غالبيتهم ينتمون “بالروح بالدم وبالعقل” الى الكتلة المتجددة حضروا، وقبالتهم جلست الرئيسة الجديدة والى جانبها سلفها كارلوس إده، الهادئ جداً، والى جانبهما الأمين العام بيار عيسى. الرئيسة الجديدة لا تعرف لماذا اختيرت هي دون سواها لتتبوأ “سدّة” حزب يتجدد لكن من انتخبوها قالوا: إنتظروا تكتشفوا.
الرئيسة الجديدة بدت واضحة في الإتهام والجزم وفي الحسم: “الشعب في مكانٍ والسلطة في مكانٍ آخر”. ونظرت الى العميد وحيّت جرأته في إطلاق أوّل ورشة إصلاح على المستوى الحزبي في لبنان عندما تخلى طوعاً عن منصب العميد ونقل “الكتلة الوطنية” من الوراثة السياسية إلى الديموقراطيّة، ومن زمن الطائفيّة الى حزب عابر للطوائف بكل ما للكلمة من معنى”.
وراء هدوء العميد جرأة، فهو أوّل من غادر 14 آذار يوم بدأ يستشعر أنها تغيّرت، وهو أوّل من تنازل عن عرشه الكتلوي يوم تأكد أن التغيير حاجة أكثر من ملحة. وهو عاد وأكد البارحة أن ليس هناك من ديموقراطية من دون تجديد للقيادات، فالشخص الذي يبقى فترة طويلة في موقعه يكرّر أخطاءه مع الوقت ولا تأتيه أفكار للتطوير”.
إذا قسنا كلام العميد على كلّ “الأشخاص” في الدولة نعرف لماذا كلّ هذا الكمّ من الأغلاط الهاطلة من كلِّ الإتجاهات. فلنتابع كلامه: أصدرت “الكتلة” منذ 15 سنة بياناً ذكّرت فيه أنّه في حال لم يحصل تغيير في السياسة الاقتصاديّة سيتحوّل لبنان إلى بلد مماثل لكوريا الشماليّة أو فنزويلا؛ فالإقتصاد هو موضوع صعب وسهل في الوقت ذاته، سهل لأنّ جمع واحد وواحد يساوي اثنين، أي أنّ هناك أسساً متينة له إذا لم نطبّقها نصل إلى الإفلاس.
نعود الى الرئيسة الجديدة التي قالت: “أستلم مهامي في مرحلة حرجة من تاريخ “الكتلة” وتاريخ لبنان، وسأبدأ مهمتي الأساسية التي تقوم على إعادة الهيكلة والتنظيم الداخلي، من زاوية مقاربة جديدة وحديثة تتلاقى مع طريقة تفكير جيل الشباب الذي نعتبره عصب “الكتلة” المستقبلي”. وقالت: “من يعرفني يعلم أنّني شخص يؤمن بضرورة بناء الديموقراطيّة من أسفل الهرم إلى قمّته أي من القاعدة إلى القيادة، نحن ككتلة نعلم أنّ علينا أنْ نكون صوت الذين كتم صوتهم”، أضافت: “نحمّل السلطة الحاكمة المسؤولية الكاملة لعدم اتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة وندين الإجراءات الخاطئة التي طبّقتها السلطة تحت شعار “بزّق ولزّق”. وسألت: “أين التدابير التي اتُّخِذت لوقف إقفال الشركات الصغيرة، فلا حياة لمن تنادي”.
وتابعت “صحيح أن “الكتلة” تتجدد لكن لا يمكن لأحد أن ينسى أنها استمرّت تاريخياً حزب “الآدميين”، وكان لانجازاتها وقع في الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي على غرار شراء الذهب الذي تملكه الدولة اليوم من قبل الوزير بيار إدّه العام 1959، أو إقرار قانون “الإثراء غير المشروع” الذي تطالب الثورة بتطبيقه”.
الإنسان هو أولوية “الكتلة”. جميلٌ هذا. لكنّ كلمة “إنشاالله” تلت كل التوقعات المستقبلية والوعود.
الأمين العام للكتلة بيار عيسى قال: أردنا تسليط الضوء على أهمّية المؤسّسات واحترام المهل وحسن سير المؤسّسات الدستوريّة التي هي الضمانة للاستقرار السياسي والأمني والمالي. فالكتلة تحترم المهل ومؤسّساتها على عكس ما يحصل مع الأسف في المؤسّسات الدستوريّة اللبنانيّة، حيث هناك تأخير في الاستشارات والتكليف وعندنا حكومة تصريف أعمال يفترض أن تجتمع دستورياً، يفترض أن تجتمع في الأوضاع الإستثنائيّة، وإذا كانوا خلال هذين الشهرين لم يروا حالة إستثنائيّة فلا ندري ما هي هذه الحالة.
وشدّد عيسى على أنّ “ما نراه اليوم، هو أنّ السلطة والمسؤولين عن المؤسّسات الدستوريّة غائبون كلياً وغير موجودين إلا للصراعات والمحاصصة وغيرها، ونرى أنّهم يتركون الأمور كي تقرّرها المصارف بطريقة استنسابيّة، ولجمعيّة المصارف أنْ تقرّر كذلك والمصرف المركزي والمؤسّسات الأمنيّة كالقوى الأمنيّة، ونرى الاستنسابيّة في التعاطي مع المواطنين ومن يضرب ومن لا يضرب، وكيف أنّ هناك صيفاً وشتاء تحت سقف واحد وهذا كلّه غير مقبول كلّياً وسببه غياب المؤسّسات الدستوريّة واحترام المهل”.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/393c7oS
via IFTTT
0 comments: