“ليبانون ديبايت” – روني ألفا
لا أعلمُ في أي مزرعةٍ أميركيةٍ نائية يقضي المُساعد الأسبقُ لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد مورفي فترة تقاعده الدبلوماسي والسياسي. وسواء كان مورفي في مزرعة خَيلٍ يطربه صوت الصهيل والحَمحَمَة أو في ڤيلا في الريف الأميركي يمارس السباحة في حوضٍ أولمبي، لا بدّ وأن تراوده عبارة في فترات إستجمامه. عبارةٌ كادت تَجْرِي مثَلاً في لبنان : ” مخايل الضاهر أو الفوضى “.
يومَها رفضَ المسيحيون وعلى رأسهم العماد ميشال عون إسم المرشّح الرئاسي مخايل الضاهر. لم ينجح ” ريتشارد ” قلب ” الأسد ” في إقناعِهِم أن دمشق وواشنطن قررتا نيابةً عنهم إسم رئيس لبنان. لم يطل الوقت كثيراً حتى غرق لبنان في فوضى عارمة سبقت إتفاق الطائف.
” حسّان دياب أو الفوضى ” نسخة وطنية عن تحذير مورفي المؤرخ في العام ١٩٨٨. نسخةٌ أوجَبَتها ضرورةُ وضعِ حَليب الثورة وطَحين الدولة في خلّاطٍ واحِد وإعداد قالِب حلوى يطيّبُ خاطِر الجميع. لا يبدو أنَّ المَطهو سيخرجُ قريباً من الفرن. إذا لم يحترق ” دياب ” سننجو من قطوع. إذا احترق سنكرّرُ بكمٍّ مُضاعَف من الحماقة مصير العام ١٩٨٨.
حسّان دياب آخِر إنجازات لبنان الذي نعرفه. بعد احتراق الرجل لا سمح الله سندخل إلى لبنان جديد. سيكون لنا وطن في كل شارع ودولة في كل زقاق وحكومة في كل بيت. أول ” إحتفالية ” بتكليف دياب هجوم مؤلّل بخرطوش طائفي. الخطة واضحة. هناك من يدعو للتهدئة مِن مَيل ويرسِل فتيانَه للتسعير مِن مَيل آخَر.
إسقاط الرئيس المكلَّف جارٍ على قدمٍ وساق. ما سيحدث مرعِب. هجوم مضاد مرتقب قريباً بخرطوش طائفي أيضاً. قد لا ينجح الرئيس المكلّف حتى في الوصول الى بيوت رؤساء الحكومة السابقين. إستشارات غير ملزمة مع هؤلاء ستكون قد تكون غير ممكنة. طار تأليف الحكومة أو طال. مشهد عبثي. رئيس حكومة تصريف أعمال في مواجهة رئيس حكومة مكلّف.
في غضون أيام سيتّضِح أن ” حسان دياب أو الفوضى ” هي عنوان المرحلة المقبلة. انتشار الجيش وقوى الأمن في مناطق حساسة وبكثافة يشير من دون شك أن المطلوب إدارة الفوضى. لم يعد بالإمكان بعد بدء عملية إجهاض رئيس الحكومة المكلّف الهروب من القدر. من زاوية المأساة اللبنانية نهرب من قدرنا لنذهب إليه.
الأميركي غير موافق على موظّف رفيع الرتبة في الجامعة الأميركية في بيروت. في أميركا يجب أن يكون رجل المرحلة قريباً من دوائر القرار. رجلٌ مؤدلَج منَمَّط وعالي التدريب. لا يحتمل أمر المهمة الأميركي أي شخص في مرحلة ” السّْتاجْ “. التدرّج لا يفيد. يجب ضرب حديد الدولار وهو ساخن. لا يجوز في المنطق الأميركي نجاح الضغط الإقتصادي وفشل الضغط السياسي والأمني. عليه، يبقى الجوكر الذي بات مكشوفاً نواف سلام.
” دافيد هيل ” من جهته سيقول ” نواف سلام أو الفوضى “. سيودِع الدولَة اللبنانيَّة شروط تأليف حكومَة مجلس الأمن تقف على خاطر الليكود في بيروت. مَزيد من الطناجِر يُنتَظَر وصولُها إلى الشوارِع والأزقَّة. ليس التيفال هذه المرة بل طناجر صُنِعَت في دول الممانعة. لبنان دخلَ عاصِمَة المجهول. سيمكثُ هناكَ إلى أجلٍ غير مُسَمّى وبين الهَرج والمَرج. على سيرة الهَرج
يحضرني حديث للرسول الأكرم يقول فيه انه ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ، وَحَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمَكَّةَ لَا يَخَافُ إِلَّا ضَلَالَ الطَّرِيقِ ، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ ” ، قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ” الْقَتْلُ.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2PFuuIz
via IFTTT
0 comments: