الرقيب
احترقت ورقة سمير الخطيب…
من يعتقد أن هناك إمكانية لتشكيل حكومة في لبنان بمعزل عن ما يجري في العراق، على الأرجح أن تفاؤله في غير مكانه…
أما أسباب احتراق ورقة المرشّح سمير الخطيب فيمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
ـ إن الخطيب يرتكب مخالفة دستورية، تضاف إلى المخالفات المرتكبة حتى اليوم في ربط الاستشارات النيابية بالاتفاق المسبق على إسم الشخصية التي ستتولّى رئاسة الحكومة، ثم في ربط هذه الاستشارات بالاتفاق المسبق على شكل الحكومة وتوازناتها وتوزيع وزرائها على القوى السياسية والطوائف والمذاهب.
ـ إن جولة الاستشارات التي يجريها الخطيب كأنها توحي أنه تمت تسميته فعلياً، وأنه يجري مشاورات تشكيل الحكومة، وهو ما يعتبر سابقة دستورية تعيد البلد إلى ما قبل الطائف، من حيث إلغاء دور الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية، ثم اجراء رئيس الحكومة استشارات مع الكتل النيابية لتحديد شكل الحكومة وحجمها.
ـ لم يحصل الخطيب على دعم حاسم من الرئيس سعد الحريري، وبالتالي ما زال الطيب حتى الساعة مرشّح رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، وليس مرشّح تيار “المستقبل” والرئيس سعد الحريري.
ـ تصاعد حدة الاشتباك بين تيار “المستقبل” وبين “التيار الوطني الحر”، ما يضع سمير الخطيب على خط التماس بين التيارين.
ـ تعرّض الخطيب لحملة كشفت دوره في عدد من التلزيمات، وعجز شركته عن الاستمرار في تأمين الجباية الكهربائية التي كانت التزمتها.
ـ رفض حراك المتظاهرين تسميته على اعتبار أنه لا يتمتع بمواصفات الشفافية التي يطالب بها الحراك الذي ينظر إلى الخطيب على أنه مقاول، علماً أن الثقة معدومة بفئة المقاولين في أوساط حراك الشارع.
هذه الأسباب، وغيرها، تعني أن سمير الخطيب قد خسر فرصته، مبدئياً، إلا إذا قرّر الرئيس سعد الحريري تعويمه بتبني تسميته.
وإذا ما أضيفت لاءات “حزب الله” الحكومية إلى تلك الملاحظات، فإن ذلك يعني مباشرة أن لا فرصة لا للخطيب ولا لغيره بتولي رئاسة الحكومة.
ويقيناً أنه لولا لاءات “حزب الله”، لكان رئيس الجمهورية دعا إلى إجراء الاستشارات النيابية الملزمة منذ لحطة إعلان الحريري استقالة حكومته، علماً أن النقاش مستمر لإقناع “حزب الله” بالتخلّي عن لاءاته من أجل السير بحكومة تتجاوز الحريري.
إلا أن “حزب الله” الذي يدرك حساسية الشارع، ويريد تجنّب أي محاولة للاستثمار فيه عبر استدراجه إلى فتنة، وضع ثلاءاته لتفادي هذا الانزلاق الذي سيؤدي إلى فتنة خطيرة.
وتتمحور لاءات “حزب الله” على العناوين التالية:
ـ لا حكومة تكنوقراط.
ـ لا لحكومة مواجهة من طرف واحد.
ـ لا لحكومة من دون سعد الحريري، رئيساً أو مرشِّحاً لرئيسها أو مشاركاً فيها.
لـ”حزب الله” قراءته الموضوعية للأزمة الحالية، تبدأ من تجزئتها إلى جانب داخلي لديه تعقيداته، وجانب خارجي لديه خطته واستراتيجيته. وقد جاء موقف وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو ليضع عملية تشكيل الحكومة في ثلاثجة انتظار الكباش الأميركي ـ الإيراني الممتد على كل ساحات المنطقة، من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان.
في المقابل، يتشبّث الرئيس سعد الحريري بشروطه للقبول بتأليف حكومة:
ـ حكومة تكنوقراط.
ـ صلاحيات استثنائية للحكومة.
ـ لا بنود سياسية في البيان الوزاري.
استناداً إلى ذلك، فإن المشاورات الحالية لتشكيل الحكومة، هي في المربع صفر. بمعنى أن لا أفق فعلياً لتأليف حكومة في المدى المنظور، إلا إذا طرأ شيء ما يمنح هذه المشاورات حرارة تذيب عنها جبل الجليد الذي يحتجزها.
من هنا يمكن فهم “اللعب بالنار” في الوقت الضائع حكومياً، وهو سيستمر حتى نضوج طبخة الكباش الأميركي ـ الإيراني، والذي لا يتوقّع أن يكون قريباً.
في غضون ذلك، استمر تفاعل المتظاهرين الشارع، وقد رفعوا المشانق في ساحة الشهداء تضامناً مع ناجي الفليطي الذي انتحر بسبب الفقر في عرسال.
from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2LiMGVV
via IFTTT
0 comments: