Monday, December 23, 2019

طلائع مطبّات التأليف.. هل تأخذ اللبنانيِّين إلى نظام الحصص الغذائية؟ إتفاق رئاسي على التسريع الحكومي.. وخلاف على مَنْ يرشِّح ممثِّلي الأحزاب

عشاء الميلاد وسط بيروت (تصوير: محمود يوسف)
من المؤكد ان عطلة عيد الميلاد المجيد، ستشهد محطات أبرزها زيارة الرئيس المكلف حسان دياب إلى بعبدا، للقاء الرئيس ميشال عون، لمناسبة العيد، وللبحث في ما توافر لديه من معطيات، تتعلق بتأليف الحكومة، التي يفترض ان تكون من الاخصائيين، البعيدين عن الأحزاب السياسية، والكتل، وفقاً لرؤية الرئيس المكلف..
ويأتي اللقاء الأوّل بين الرئيسين في ضوء مؤشرات، تدل على بداية تباينات بين الطاقم المعني بتأليف الحكومة الجديدة، منها:
1- ما قاله الرئيس المكلف، بعد انتهاء المشاورات غير الملزمة مع النواب السبت الماضي من ان «رئيس الحكومة هو من يؤلف الحكومة».
المعلومات تُشير إلى ان هذا الموقف لم يكن ذا صدى طيباً لدى التيار الوطني الحر، وفريق بعبدا، إذ تردّد ان الفريق عبر عن رفضه لموقف الرئيس المكلف..
2- توفرت معلومات من أكثر من مصدر ان تحالف 8 آذار – التيار الوطني الحر، يتجهون للضغط على الرئيس المكلف لقبول تسمية اخصائيين، يقترحونهم هم.. هذا الأمر، سيؤدي، في حال حصوله إلى أحد امرين:
– اما تباطؤ حركة الرئيس دياب، واتجاهه إلى الابتعاد.
– وإما تحرُّك الشارع من جديد، باتجاه عصيان مدني، إذا ذهب الوضع باتجاه المراوحة، واتت السلطة بمستقلين مقنعين فسيتم اللجوء إلى عصيان مدني على حدّ ما رأت النائبة بولا يعقوبيان في برنامج تلفزيوني ليل أمس.
3 – تدافع الناجحين في المباريات التي اجريت أو قيد الإجراء للناجحين في دورة خفراء الجمارك (العدد 853)، والناجحين في مجلس الخدمة، ووفد يمثل 38 ألف شاب وفتاة من المرشحين لدورة تطويع رتباء وعناصر الأمن الداخلي الذين لم تصدر نتائجهم إلى منزل الرئيس دياب تطالبه بانصافهم، وهو أكّد على أحقية مطالبهم، والمعروف ان هذه مسألة خلافية تتعلق بما يسميه الوزير جبران باسيل «بالميثاقية» التي يستند إليها رئيس الجمهورية لعدم توقيع مراسيم التعيين، فضلا عن الأزمة المالية التي تستوجب عدم التوظيف.
وسط ذلك، اشارت سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت إلى ان السيّد فهد الركف، الذي قدم نفسه كمختص في الملف اللبناني، هو في الحقيقة شخص لا يحمل أي صفة رسمية وآراؤه تمثله شخصياً.
على ان الأخطر، إذا ما تبيّن ان التذاكي في لعبة تكليف الحكومة قد يأخذ وقتاً ليس بقصير، الاتجاه إلى ما يُمكن وصفه بـ«نظام الحصص الغذائية»، في ضوء ما كشفه النائب السابق وليد جنبلاط من ان الجبل مهدد بالمجاعة، داعياً بدء تزويد سكان الجبل بالحصص الغذائية، بدءاً من كانون الثاني المقبل، فيما وصف النائب السابق مصطفى علوش الوضع في بعض مناطق الشمال «يبنئ بمجاعة».
التأليف على نار هادئة
وفيما بقيت مشاورات تأليف الحكومة الجديدة على نار هادئة، ذكرت مصادر متابعة للوضع الحكومي ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، لا زال في بدايات اتصالاته مع الجهات المعنية بتشكيل الحكومة من مختلف القوى بعيداً عن الاعلام لكن بزخم وجدية من دون اتضاح طبيعة النتائج الاولية حتى الان، لا سيماحول اتصالاته مع ممثلي الحراك الشعبي، الذي تحول معظم اطيافه من مطالب التغيير والاصلاح ومكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية، الى مطالب مذهبية وطائفية وشخصانية من هنا وهناك، ويتم قطع الطرقات على اساسها، مااثار ردود فعل سلبية وصلت الى تلميح البعض في البقاع بفتح الطرقات «بقوة سواعد رجال المنطقة».
وقالت المصادر: ان الرئيس دياب قد يزور الرئيس عون على الارجح اليوم، لوضعه في نتائج المشاورات التي اجراها يوم السبت مع الكتل النيابية، ويجري معه تقييماً لمقترحات الكتل، كمايتم التطرق الى الاتصالات التي يجريها دياب لا سيما مع ممثلي الحراك الشعبي.
واشارت المصادر الى ان اتصالات دياب تشمل ايضا مجموعات سياسية من خارج الاحزاب والكتل السياسية التقليدية وستشمل هذه الاحزاب والكتل ايضا حتى تلك التي لم تُسمّهِ رئيساً مكلفاً، وانه منفتح على الجميع وسيأخذ بوجهات النظر كافة لبلورة تصور لهيكلية الحكومة العتيدة. وهو يتبنى مطالب الحراك الشعبي حول مكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة. عداعن التزامه تشكيل حكومة اختصاصيين، رجحت المصادران تكون من 20 او24 وزيراً، علماً ان فرضية حكومة من 18 مستبعدة حتى الآن.
وفهم ان لقاء بعبدا اليوم سيكون مناسبة لوضع هيكلية للحكومة، أي الأسس التي ستشكل منها ونوعية الأشخاص الذين يشاركون فيها.
ولفتت المصادر المطلعة لـ«اللواء» ان الرئيس عون راغب في تأليف سريع للحكومة، مثل الرئيس المكلف، مشيرة إلى أن الصيغة الأكثر تداولاً هي حكومة من 20 أو 24 وزيراً، وان سمة التكنوقراط هي الطابع المميز للحكومة، لكن لم يعرف ما إذا كانت ستكون مطعمة بسياسيين، أو فقط من الاختصاصيين، بحسب ما يرغب الرئيس دياب، على ان المشكلة الكبرى التي تواجه مهمة الرئيس المكلف هي مسألة تمثيل الحراك في الحكومة وعدم توحيد القيادة فيه.
ولم تستبعد المصادر احتمال ان تستغرق مشاورات التأليف بعض الوقت، ولكن ليس بالكثير، وإنما في حدود السقف الذي حدده الرئيس المكلف بين 4 أو 6 أسابيع.
أسماء متداولة
وكانت بعض المواقع الإخبارية، تداولت أسماء خبراء اختصاصيين مرشحين لدخول الحكومة، وركزت هذه المواقع على شخصية الخبير المالي غازي وزني، لخلافة الوزير علي حسن خليل، وهو المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي، في وزارة المال، كما تمّ التداول بأسماء مثل الدكتور كمال حمدان والوزير السابق شربل نحاس، باعتباره مقرباً من الحراك، ان لم يكن في صلبه.
وتردد أيضاً اسم الدكتور مازن سويد الرئيس الحالي لمؤسسة «ايدال».
إلا ان مصادر مقربة من الرئيس المكلف، نفت صحة هذه الأسماء، مشيرة إلى ان مراحل تأليف الحكومة لم تصل بعد إلى مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب، ولا تزال في سياق وضع هيكلية الحكومة، والتفاهم بشأنها مع المراجع العليا.
وأبلغ الخبير وزني «اللواء» انه لم يتبلغ أي شيء رسمي لا من الرئيس المكلف ولا من الرئيس برّي، وقال انه «عندما يتبلغ ذلك يصبح الأمر رسمياً».
تباين
وبالنسبة إلى هيكلية الحكومة، برز أمس، وللمرة الأولى تباين في وجهات النظر بين الثنائي الشيعي من جهة، والرئيس المكلف من جهة ثانية، أعطى انطباعاً بأن مرحلة التأليف لم تصل بعد إلى وضع تصوّر واضح للحكومة العتيدة.
فقد غرّد الرئيس دياب عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر»، كاتبا «الحكومة الجديدة ستكون وجه لبنان ولن تكون حكومة فئة سياسية من هنا وهناك.. وستكون حكومة اختصاصيين بامتياز»، مضيفا «عشت مستقلا وسأبقى مستقلا، أما التصنيفات فلا تعني لي شيئا، القضية الرئيسية تتمثل في تحقيق نهضة لبنان والوصول إلى النتيجة التي يتمناها اللبنانيون».
وفي المقابل، اعتبر وزير «حزب الله» في حكومة تصريف الأعمال محمّد فنيش، ان «الحكومة المقبلة بحاجة إلى غطاء سياسي، مشيراً إلى ان الحزب يدعو إلى مشاركة واسعة من قبل الجميع، وهذا منتهى الشعور بالمسؤولية الوطنية والشعور بمشاكل الناس»، علماً ان الرئيس برّي كان أبلغ الرئيس المكلف في بداية الاستشارات غير الملزمة في مجلس النواب، بأنه يريد ان يكون تشكيل الحكومة مناسبة للم الشمل، وبالتالي الإصرار على تمثيل جميع الشرائح البرلمانية بدءاً من الحراك و«المستقبل» وانتهاءً «بالقوات» مروراً بالاشتراكي.
يُشار إلى ان الرئيس دياب التقى قبل ظهر أمس في دارته في تلة الخياط وفوداً من الناجحين في مباريات خفراء الجمارك ومجلس الخدمة المدنية، ودورة تطويع رتباء وعناصر قوى الأمن الداخلي، والذين صدرت نتائجها من دون صدور مراسيم تعيينهم لاعتبارات التوازن الطائفي، مشدداً على أحقية مطالبهم، مؤكداً ان إقرار هذا الأمر سيكون من الأولويات على جدول أعمال الحكومة العتيدة.
نفي سعودي
وعلى صعيد آخر، كان البارز ما نقلته محطة L.B.C.I أمس من معلومات وردت إلى القصر الجمهوري عن رسالة سعودية مفادها ان المملكة منفتحة على الواقع الجديد في لبنان، وتتعامل معه بإيجابية، وليس هناك أية املاءات سعودية.
ويبدو ان هذه المعلومات استندت إلى بيان النفي الذي أصدرته سفارة المملكة في بيروت، رداً على ما ذكره السعودي فهد الركف من ان المملكة لن تتعاطى مع الرئيس دياب قبل لقائه دار الفتوى.
وجاء في بيان السفارة، ان السيّد الركف الذي قدم نفسه كمختص في الملف اللبناني ووصفته وسائل اعلامية بأنه مسؤول حكومي هو في الحقيقة شخص لا يحمل أي صفة رسمية وآراؤه تمثله شخصياً ولا تعكس موقف المملكة.
جنبلاط والجوع
وإلى ذلك، برز أيضاً «التسجيل الصوتي الذي انتشر على مواقع الاتصال، لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، نبّه فيه الي ان الجبل ولبنان على مشارف مجاعة شبيهة بالمجاعة التي ضربت لبنان أثناء الحرب العالمية الأولى»، لافتاً إلى ان «الاقتصاد على باب الانهيار ان لم يكن قد انهار، وأن لبنان لا يمكن ان يستمر كبلد خدمات وسياحة وفنادق ومطاعم ومصارف بدون انتاج».
وقال جنبلاط في التسجيل خلال اتصال مع ابناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة: «اتّخذنا موقفاً من عدم المشاركة لا في هذه الحكومة ولا في غيرها»، مؤكّداً تسمية السفير نواف سلام لأنّه من خارج هذه الطبقة. واستغرب كيف أنّ الرئيس سعد الحريري لم يسمّ السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، كما استغرب موقف حزب «القوات اللبنانية» من عدم تأييد سلام، «إلا إذا كانا يريدان بقاء النظام الطائفي كما هو».
وكشف ان «الحزب التقدمي الإشتراكي سيقوم بخطوات أولية من خلال «دعم الأسر المحتاجة لمازوت على مدى 4 أشهر، وتوزيع حصص غذائية ابتداء من 1ك1، ودعا إلى تشجيع زراعة القمح و الحبوب للحصول على اكتفاء ذاتي، تأمين مخزون أدوية، محاولة دعم المستشفيات».
وفي سؤال من قبل أحد مناصريه عن مدى سكوت الحزب الإشتراكي عن تمادي «حزب الله باحتكار القرار الداخلي في لبنان»، أكد جنبلاط أن حزب الله هو معادلة اقليمية أكبر منا، وأن الدول الخارجية باستثناء فرنسا تعتبر لبنان مسرحا لها لتصفية الحسابات».
واشارالى ان «الأميركي يريد اضعاف حزب الله، وأنني لست مع اضعاف الحزب من خلال اضعاف الإقتصاد اللبناني، وحزب الله قادر أن يصمد في وجه الضغوطات الأميركية لفترات طويلة».
وردا على سؤال عن استعادة الأموال المنهوبة، أشار جنبلاط إلى أن الأموال الموجودة في سويسرا لا يمكن أن تعود، وهي تحتاج إلى قضاء مستقل.
وفي هذا السياق، توقفت مصادر متابعة عند ما كشفه الخبير الاقتصادي مروان اسكندر من انه التقى مسؤولة سويسرية على الغداء، ونقلت له تفاصيل تحويلات مالية بالدولار الأميركي إلى الخارج لـ6 شخصيات سياسية قاربت الـ6.5 مليار دولار، قال انه يعرف أصحابها جيداً، مشيراً إلى ان مجمل تحويلات السياسيين أصبحت عُرضة لدراسة البرلمان السويسري وتقديره.
وقالت هذه المصادر انه إذا كان كلام الخبير اسكندر الموثوق في شكل عام دقيقاً، فواجب القضاء ان يتحرك في أقصى سرعة لوضع البلد على الملف، وهذا باب واسع امام الحراك لتحريكه في اتجاه تحقيق مطلب يرفعونه منذ مُـدّة، وهو استعادة الأموال المنهوبة.
فرصة الميلاد واستمرار الاحتجاجات
في هذه الاثناء، كان وسط بيروت، يرتدي حلة عيد الميلاد، من خلال العشاء الميلادي الذي نظمه الحراك الشعبي في ساحة الشهداء، وشارك فيه أكثر من ألف شخص، فيما استمرت أعمال قطع الطرقات في العاصمة والمناطق من قبل مناصري تيّار «المستقبل» للتعبير عن رفضهم تكليف دياب برئاسة الحكومة..
وسجل في هذا الإطار، العودة إلى قطع الطريق امام جامع عبدالناصر في كورنيش المزرعة، بالاطارات المشتعلة، وكذلك قطع طريق فردان قرب دار الطائفة الدرزية، وحضور للقوى الأمنية من دون ان تتدخل لفتح هذه الطرق المقطوعة، لكن معلومات أفادت ان الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري تواصل مع المحازبين والمناصرين للتيار للتأكيد على توجهات الرئيس الحريري في التعاون مع السلطات المختصة لحماية التحركات السلمية وتجنب الانجرار وراء أية دعوة مخالفة للقوانين.
وافيد انه في ضوء المشاورات التي أجراها أحمد الحريري اتفق على دعوة المكتب السياسي والمكتب التنفيذي للتيار إلى اجتماع يعقد بعد عيد الميلاد ويخصص لمواكبة المستجدات السياسية والشعبية.
اللواء


from شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/34QahUT
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل